ومعظم هذه الأقوال هو مما يعزوه القائل فعلاً إلى معرفته المباشرة بالمسلمين، أو إلى تأويل مخادع لكلام بعضهم، وفي بعض الأحيان لترجمة “عبارات حماسية” بأسلوب يحوّلها إلى “تهديدات واعية مدروسة”، وغير ذلك من الأساليب التي لا تليق قطعًا بأستاذ جامعي، وهي من الأساليب المحبَّبة عند بعض من منحتهم وسائل الإعلام صفة “الخبراء” في الشؤون الإسلامية، كما هو الحال مع “بسام طيبي” المذكور، وهو عديم الصلة، قديمًا وحديثًا، بأي من الاتحادات والروابط والمراكز الإسلامية، التي يتحدث عنها كما لو كان يعيش فيها منذ نشأته الأولى..
وفي بعض الحالات يعزو القائل كلامه معلومات يستقيها من “المخابرات”.. وكأن كلامها لا يحتاج إلى تدقيق وتحقيق من جانب “أستاذ جامعي” مثل “خالد دوران”.
ولا يعدو الأمر في سائر تلك الأساليب تحقيق ما يحاول “العلمانيون الأصوليون” في الغرب ترويجه ضد الإسلام والمسلمين في السنوات الماضية، لا سيما إذا وجدوا أسماء “إسلامية” تصلح لاستخدامها لهذا الغرض، وكأنها توفر شهادة “خبير من المسلمين”؛ لتعزيز الحملة المعادية للإسلام والمسلمين.
على أن أوضاع الغرب في عام 2001م تختلف كل الاختلاف عن أوضاعه عام 1973م، وما سبق الحديث عنه في مطلع هذا الموضوع حول التطورات الإيجابية، يلاحظ أثره الآن في أن “المخاوف التي تنتشر” تجاه “الإرهاب” وما يمكن أن يصنع، لا تؤدّي بالضرورة إلى تصديق الحجج الضعيفة التي يجري تقديمها تحت عناوين “جامعية” أو ألقاب “خبراء ومتخصصين”؛ لربط الإرهاب بالإسلام، ولعل ارتفاع نسبة الإقبال على الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن، إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه من قبل، تؤكّد أن الموجة الجديدة من “الإرهاب الفكري والإعلامي” لن تحتاج إلا بضعة عشر عامًا لتتحول إلى فقاعات، وتسفر عن نتائج معاكسة لأهدافها، كما سبق وحصل للموجة المماثلة بعد ثورة أسعار النفط الخام.
لعل نقطة الضعف الرئيسية في هذه “التطورات” أن المسلمين في الغرب -وقد بات معظمهم من أهل البلاد الأصليين أو مواليدها- لا يمتلكون حتى الآن الشروط الضرورية للاستفادة من التطورات الإيجابية، وتوظيفها في الاتجاه الصحيح، مقابل توظيف مختلف وسائل النشر والتعبير في خدمة “الحرب”.. والقوى التي تحتكر صناعة قرار الحرب لتحقيق منافع ذاتية منها فحسب.
المصدر: شباب عالنت
Source: Annajah.net


