عمان-الغد- قال وزير الشباب، د. فارس بريزات، إن “التحدي الأكبر الذي يواجه المملكة يتمثل بالبطالة في قطاع واسع من الشباب”، مبينا أن معدل البطالة عند الشابات أعلى من بطالة الشباب.
وتبلغ نسبة البطالة كمعدل وطني، بحسب بريزات، نحو 19 %، لافتا إلى أن بطالة المتعلمات أعلى من المعدل الوطني، وأن الأردن من أدنى اقتصادات العالم بمشاركة المرأة في سوق العمل، مقارنة بحجم التعليم.
وتناول بريزات في محاضرة له “تحديات الشباب والريادة والابتكار”، التي نظمها المنتدى الثقافي لمؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، مساء أول من أمس الإثنين، وأدارها د. سامي حوراني، واقع وتحديات الشباب الأردني وسبل الخروج من الأزمة.
وتحدث الوزير عن الاستراتيجية الوطنية للشباب التي أقرت العام الماضي، وتقوم على سبعة محاور أساسية للتعامل مع الشباب الأردني، مؤكدا أن “التمكين الاقتصادي والريادي للشباب أولوية قصوى للوزارة”.
وأعلن بريزات عن تنظيم الملتقى الوطني للمبتكرين والرواد الشباب، بمشاركة وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة؛ وذلك بهدف خلق مظلة وملتقى ترعى ابتكارات الشباب، من خلال التشبيك مع بين الشباب الريادي والجهات المانحة، سواء أفراد أو مؤسسات لتمكين الشباب مع دعم وتنفيذ أفكارهم ومشاريعهم الريادية.
وأوضح بريزات أنه تقدم للمشاركة في الملتقى أكثر من 500 مبادرة في مجالات متنوعة، لشباب دون 30 عاما، مبينا أن الوزارة اختارت 44 مبادرة للتنافس على الجوائز التي سيتم عرضها بعد الانتهاء من التقييم الفني لهذه المبادرات، وفي نفس يوم الملتقى.
وذهب الوزير إلى فكرة تطوير الريادة في الرياضة؛ بهدف تدريب خريجي التربية الرياضية ضمن برنامج “خدمة وطن”، لمدة ستة أشهر بالتنسيق مع وزارة العمل، منبها إلى ضرورة تكثيف العمل على برامج التربية والرياضة.
ويوجد في الأردن، بحسب بريزات، 197 مركزا شبابيا و5 مدن رياضية متكاملة موزعة في كافة محافظات المملكة لتنفيذ هذا البرنامج.
إلى ذلك، بين بريزات أن موازنة وزارة الشباب بلغت 32 مليون دينار، وأن النسبة الأكبر منها تذهب للبناء والصيانة.
وكشف الوزير عن تطوير برنامج لإقامة 38 مهرجانا سياحيا في أرجاء المملكة خلال هذا العام، بالتعاون مع وزارة السياحة، يدار من قبل شباب يعملون على تطوير هذه المهرجانات وإدارتها؛ بما يخدم تنشيط السياحة الداخلية وتدريب الشباب على إدارة المهرجانات والسياحة وتنظيم العمل السياحي، خصوصا في المناطق الأقل حظا.
وردا على سؤال، حول دور وزارة الشباب في تنظيم عمل المبادرات الشبابية قال بريزات “من حيث المبدأ، فإن مبدأ التنافسية مع هؤلاء الشباب مهم جدا من أجل الخروج بنتائج إيجابية ومتنوعة، لكن الهدف، باعتقادي، يجب أن يتوحد عند الجميع بإيجاد حاضنة تدعم الريادة والابتكار”.
بدوره، قال الحوراني في معرض تقديمه للوزير بريزات “ليس بوسع أي استثمار أن يجلب عوائد أعلى مما قد يحققه الاستثمار برأس المال البشري والشباب، ولا يوجد أي مورد يضاهي المورد الشبابي والقوة الاقتصادية التي يحملها”.
وتابع “مع ذلك، فالشباب الأردني المتحمس، ما يزال يواجه تحديات كبيرة، حيث يتعرض الكثير منهم للتهميش الاقتصادي بسبب الافتقار إلى التعليم العلمي والمهارات الوظيفية اللازمة، كما ما تزال هنالك حاجة ملحة إلى اكتساب مهارات التوظيف”.
وأكد حوراني أن الشباب “يدورون في حلقة مفرغة” من البطالة بسبب افتقارهم للخبرة العملية المطلوبة، كما أن الوصول إلى فرص التدريب العملي والوظائف التي لا تحتاج إلى خبرة ما يزال محدوداً.
وأوضح أن نسبة كبيرة من الشباب تجد أن الفساد يمثل عائقا كبيرا لنموهم ووصولهم للفرص، كما أن هناك نسبة كبيرة منهم ترى أن الحكومة لا تفي بوعودها، وأن الواسطة والمحسوبية تمثلان علامة واضحة للظلم الاجتماعي، بما يجعل الشباب يشعرون بالخوف ويقلل من أملهم في المستقبل.