وأشارت دراسة أجرتها مؤسسة “كانسر ريسيرتش” في بريطانيا إلى انخفاض تحويل الأطباء العامين للمرضى المشتبه بإصابتهم بالسرطان إلى المستشفيات بنسبة 75 في المئة، بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد.

وإلى جانب إلغاء برامج الفحوصات الدورية، قدرت المؤسسة أن نحو 2700 حالة مشتبه بإصابتها بالسرطان لا يتم اكتشافها كل أسبوع في بريطانيا.

وعلى الأغلب لا يتلقى مرضى السرطان أي علاج حاليا في الوقت الحالي، إما لأن المريض يخشى أن يتعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا في حال خروجه من المنزل وذهابه للمستشفى، أو لعدم وجود أسرة في المستشفيات لاستيعاب مرضى السرطان.

وتعليقا على ذلك، قالت ليزلي ستيفن، التي تبلغ من العمر 54 عاما وتسكن مدينة إدنبرة الأسكتلندية، والتي تم تشخيصها قبل أعوام بمرض سرطان الثدي بمراحله المتقدمة، إن السرطان بدأ في الأشهر الأخيرة بالانتشار في رئتيها وكبدها، وجاء تفشي وباء كورونا ليحد من الخيارات أمامها، بحسب ما ذكرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.

وأضافت ستيفن “لقد قيل لي بالفعل إنه إذا كنت بحاجة إلى عملية جراحية في رئتي، فمن المرجح أن تتأخر العملية لبضعة أشهر بسبب الموارد التي يتم تحويلها لعلاج مرضى كوفيد-19.”

وأشارت إلى أن القلق دائما يساروها في أن تموت هذا العام، خاصة مع عدم تمكنها من الخضوع لتجارب سريرية جديدة، بالإضافة إلى تداعيات جائحة كورونا على إلغاء العديد من المواعيد الطبية أو عدم توفر العلاج في الصيدليات.

من جانبه، دعا الرئيس التنفيذي لدائرة الصحة الوطنية في إنجلترا، سايمون ستيفنز، الأشخاص المعنيين إلى المبادرة بحجز مواعيد مع العيادات الطبية، أو التوجه للطوارئ، خاصة بعد انخفاض عدد المراجعين للعيادات وللمستشفيات في الوقت الحالي منذ تفشي فيروس كورونا.

ويقول ستيفنز إنه ينبغي على المرافق الطبية تقديم العلاج الضروري والعاجل للمستحقين، مؤكدا أنه في الأسابيع المقبلة سيمكن تقديم المزيد من الخدمات في المستشفيات في عنابر خاصة لا تستقبل مرضى كوفيد-19.

ويؤكد الاستشاريون لسكاي نيوز أن تلقي مرضى السرطان للعلاج يخضع للحظ وفقا للتوزيع الجغرافي لأماكن سكنهم، ففي بعض المناطق يتم إلغاء المواعيد أو تأخيرها.

ويدرك العديد من مرضى السرطان الضغوط التي يتعرض له القطاع الصحي في بريطانيا، ولكن ذلك لا يبرر عدم شعورهم ببالغ القلق بسبب عدم قدرة الحكومة على توفير الرعاية الصحية التي يحتاجونها.