هل تستسلم كرة القدم الايطالية وتنهي موسمها باكرا ليكون الفائز وباء أسفر عن وفاة أكثر من 28 ألف شخص في البلاد وطرح الاقتصاد أرضا؟ أم انها ستصل الى نهاية على ارض الملعب؟ الجواب في الايام القليلة المقبلة.
تأمل الأندية الايطالية في معاودة نشاطها المعلق منذ منتصف آذار/مارس الفائت بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، رغم معارضة ناديي تورينو وبريشيا المتواجدين في أكثر المدن تضررا.
واجتمعت رابطة الدوري الجمعة عبر تقنية الاتصال بالفيديو بحضور الأندية العشرين، قبل اجتماعها المقرر في الثامن من أيار/مايو الجاري مع الاتحاد الايطالي للعبة الذي من المتوقع ان يكون حاسما.
وجدد باولو دال بينو، رئيس الرابطة خلال الاجتماع “انفتاحه لحوار مع الحكومة من منطلق بنّاء للتعاون، والحصول على موافقة جميع الأندية”، وفق ما جاء في بيان صادر عن الاجتماع.
من جهة أخرى، قضت الحكومة الايطالية على أي آمال بعودة مبكرة بعد أن منعت اقامة التدريبات الجماعية قبل 18 من أيار/مايو على أقرب تقدير.
ومع تبقي 12 مرحلة على نهاية الدوري وتوصية الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (ويفا) بأواخر آب/أغسطس موعدا لإنهاء البطولات المحلية، بدأ الطريق “يضيق أكثر فأكثر” بشأن استئناف المباريات وفق ما أفاد وزير الرياضة فينتشنزو سبادافورا الأربعاء.
– خسائر كبيرة –
وكان رئيس الاتحاد الايطالي للعبة غابرييلي غرافينا أكد أنه لن “يوقع أبدا على نهاية البطولات” التي ستكون، بحسب قوله، بمثابة “موت الكرة الايطالية”.
وقدر الاتحاد خسائر كرة القدم الايطالية بنحو 900 مليون يورو من إيرادات حقوق البث التلفزيوني، تذاكر المباريات، عقود الرعاية والتسويق.
وبحسب موقع “كالتشو اي فينانتسا” المتخصص بالأمور المالية لـ”سيري أ”، فإن توقف الدوي بصورة نهائية سيعيد الى الواجهة مبلغ 400 مليون يورو من حقوق البث التلفزيوني، بما فيها 340 مليون للموسم الحالي من المفترض تسديدها في أيار/مايو الجاري.
وأشارت صحيفة “بانوراما” الأسبوعية أن رقم أعمال القطاع الكروي يبلغ 4,7 مليار يورو بحسب الاتحاد، كما ويوظّف أكثر من 120 ألف شخص ويساهم بنسة 0,58 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
الا ان التداعيات ستكون قاسية أيضا على المال العام كون كرة القدم الاحترافية تسدد ثلاثة مليارات يورو كمساهمة ضريبية. كما وتساهم مئات النوادي المحترفة بنسبة 71 في المئة من الضرائب التي يدفعها قطاع الرياضة في إيطاليا، وفق “بانوراما”.
وسبق أن كرر باولو دال بينو هذا الأسبوع رغبة الأندية باستئناف المباريات انما فقط إذا كان ذلك “ممكنا”، مؤكدا “احترامها للمعايير والبروتوكولات الصحية” متابعا “والا سنلتزم بصرامة، كما فعلنا دائما، بقرارات الحكومة”.
– “سنتحمل المسؤولية” –
ومن المتوقع ان تحدد السلطات السياسية في البلاد مصير الدوري.
إذ أوضح وزير الرياضة الخميس أنه في حال لم تتوفر الشروط الصحية من اجل استئناف الموسم، فإن “الحكومة ستقرر (…) نهاية الدوري”، مؤكدا أن كرة القدم “تعاني أقل ضرر ممكن” وانه في هذه الحال “سنتحمل مسؤولية القرار”.
قد تحظى الحكومة بتأييد غالبية الرأي العام، لا سيما في شمال البلاد، المنطقة الأكثر تضررا والتي تضم اندية يوفنتوس، تورينو، قطبي ميلان وأتالانتا.
وبحسب استفتاء أجرته وكالة “أي جي أي”، فإن اثنين على ثلاثة ايطاليين يرفضون عودة منافسات كرة القدم.
وفي حال تم التوصل الى هذا القرار، كيف سينتهي الموسم؟ إذا طُرحت فرضية إقامة “نهائي” بين المتصدرين يوفنتوس بطل المواسم الثمانية الماضية ولاتسيو (نقطة يتيمة تفصل بينهما). الا انه وفق صحيفة “كورييري ديلو سبورت”، فإن الاقتراح المفضل سيكون إنهاء الموسم من دون بطل.
ووفق الترتيب بعد 9 آذار/مارس اليوم الذي أقيمت فيه آخر مباراة قبل تعليق المنافسات، سيتأهل كل من يوفنتوس، لاتسيو، انتر وأتالانتا الى دوري ابطال أوروبا، في حين سيهبط كل من ليتشي، سبال وبريشيا الى الدرجة الثانية.
ومن بين البطولات الكبرى، وضعت كل من فرنسا وهولندا حدا لبطولتيها حيث توجت الاولى باريس يان جرمان بطلا في حين أنهته الثانية من دون بطل. أما في المانيا، قد يستأنف الدوري الألماني خلف أبواب موصدة في “منتصف أو أواخر أيار/مايو”.
وفي اسبانيا، سُمح للاعبين بالعودة الى التمارين الفردية بدءا من الرابع من أيار/مايو من دون تحديد أي موعد لاستئناف الليغا، في حين تعمل رابطة الدوري الانكليزي الممتاز على العودة الى ملاعب مغلقة في الثامن من حزيران/يونيو المقبل.
© 2020 AFP