في حين أنه ليس من الواضح نوع المعلومات “السرية” التي تم العثور عليها في حوزة بايدن وترامب، فإن هذه الاكتشافات أثارت مخاوف بشأن إساءة استخدام الوثائق السرية والعمليات المعمول بها للتأكد من أن الجواسيس أو المنظمات الإرهابية الأجنبية أو الدول الأخرى لا تستغلها.
ويتم الاحتفاظ عموما بجميع الوثائق الصادرة عن المخابرات الأميركية، وبعض وكالات إنفاذ القانون، والوكالات الفيدرالية الأخرى، تحت نظام تصنيف.
ويتم تصنيف المستندات والأشياء التي تعتبر بالغة الأهمية للأمن القومي الأميركي بشكل عام، في “التصنيف الفدرالي”.
نظام موحد
- الأمر التنفيذي 13526، الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما، مبني على نظام من عقود طويلة، تستخدمه الحكومة الفيدرالية.
- ينص الأمر على “نظام موحد لتصنيف معلومات الأمن القومي وحمايتها ورفع السرية عنها، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالدفاع ضد الإرهاب العابر للحدود”.
- بموجب هذا الأمر، يتم تحديد مستويات التصنيف والمعايير وإجراءات المعالجة ورفع السرية. وإخضاع الجميع في الحكومة الفيدرالية، بما في ذلك الرئيس، لاتباع هذه المعايير.
- يتمتع أي رئيس إدارة أو وكالة في الحكومة الفيدرالية، بالقدرة على تصنيف المعلومات أو تفويض هذه العملية إلى المرؤوسين، وفق ما أوضح موقع “إيه بي سي” نيوز الأميركي.
- القسم أو الوكالة التي تصنفها، هي التي تتحكم في تصنيف وإلغاء السرية لتلك المعلومات.
- بالنسبة للرؤساء، لا يمكنهم فقط تصنيف المعلومات، ولكنهم يتعاملون بشكل روتيني مع المعلومات السرية الواردة من عدد لا يحصى من الوكالات الحكومية، من بينها وزارة الدفاع، ووزارة العدل، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وإدارة الغذاء والدواء، وغيرها من وكالات الاستخبارات.
3 مستويات من التصنيف
بمجرد أن تحدد الوكالة المنشئة أن المعلومات بحاجة إلى التصنيف، يجب عليها بعد ذلك تحديد المستوى. وتحت نظام التصنيف، هناك 3 مستويات بشكل عام.
“سري للغاية”
- يتم تطبيق تصنيف “سري للغاية” (Top Secret) على المعلومات التي من المتوقع أن يتسبب الكشف غير المصرح به عنها، في إلحاق ضرر “بالغ الخطورة” بالأمن القومي، ويمكن لسلطة التصنيف الأصلية تحديده أو وصفه.
- عادة ما تستلزم المعلومات المصنفة ذات المستوى السري للغاية عملية تسجيل دخول وخروج صارمة، إذ غالبا ما يتعين على الفرد الذي يحتاج إلى رؤية مستند شديد السرية تسجيل خروج المستند وتسجيله مرة أخرى عند الإرجاع.
- غالبا ما يتم الاطلاع عليها فقط في موقع مخصص للمعلومات الحساسة (SCIF).
“سري”
- هذا التصنيف للمعلومات “سري” (Secret) يتم منحه للوثائق التي يُتوقع أن يتسبب الكشف غير المصرح به عنها، في إلحاق ضرر “خطير” بالأمن القومي. ويمكن لسلطة التصنيف الأصلية تحديده أو وصفه.
“خاص”
- ينطبق تصنيف “خاص” (Confidential) على المعلومات التي، إذا تم إفشاؤها بصورة غير مصرح بها، أن تسبب “ضررا” بالأمن القومي. وتستطيع سلطة التصنيف الأصلية تحديده أو وصفه.
“غير مصنف”
- بالنسبة لجميع العناصر الأخرى التي لا تعتبر متوافقة مع أحد أنظمة التصنيف المذكورة أعلاه، فإنها عادة ما تحصل على تصنيف “غير مصنف“.
ما هي الوثائق الخاضعة للتصنيف؟
- تشمل العناصر التي يمكن أن تخضع للتصنيف، كل شيء من الخطط العسكرية إلى معلومات حكومات أجنبية وحماية المواد النووية.
- واحدة من أكثر الوثائق السرية شهرة هي الملخص الرئاسي اليومي، إذ قد يحتوي الموجز على معلومات سرية من وكالات متعددة، تغطي التهديدات أو القضايا الحالية أو طويلة الأمد.
- في البيت الأبيض، عادة ما يتم تصنيف الوثائق، حتى بناءً على طلب الرئيس، من قبل الوكالة الأصلية التي أصدرتها.
من يمكنه رؤية الوثائق؟
- تنص اللوائح المتعلقة بمعالجة المعلومات السرية، على أن “أي شخص له القدرة على الوصول إلى المعلومات السرية”، يجب أن يكون قد وقع على (اتفاقية عدم إفشاء السرية).
- يجب كذلك أن يكون لديه حاجة إلى المعرفة، وأن يكون قد تم تدريبه على التعامل مع المعلومات السرية.
- يعد عرض المعلومات السرية أمرا مخالفا للقانون، لأي شخص ليس لديه التصريح الأمني المناسب.
- يتمتع الرئيس وعدد قليل من الآخرين بصلاحيات خاصة لعرض المعلومات السرية أثناء تواجده في المكتب أو خارجه.
- يحق لأي رئيس سابق ونائب رئيس وعدد قليل من الآخرين، بموجب القانون، الوصول إلى جميع المعلومات، بحكم طبيعة المنصب الذي شغلوه. لكن لا يجوز لأي شخص إزالة المعلومات السرية دون إذن مناسب، بما في ذلك الرئيس.
- أثناء وجوده في منصبه، يعمل لدى أي رئيس أكثر من 4 آلاف موظف، بما في ذلك العسكريون وعناصر الخدمة السرية وموظفو الحكومة الآخرون. جميعهم لديهم تصاريح أمنية لرؤية الوثائق المصنفة سرية وسرية للغاية.
لماذا تم العثور على الوثائق السرية “خارج الرقابة”؟
- على الرغم من أن القانون يسمح بوضوح للرئيس والرئيس السابق بالوصول إلى هذه المواد السرية، تظل هناك أسئلة حول كيف ولماذا تم العثور عليها خارج بيئة خاضعة للرقابة.
- للعثور على إجابات، تم تكليف المستشار الخاص بوزارة العدل، جاك سميث، بمعرفة ما إذا كان الرئيس السابق ترامب قد انتهك أي قوانين وعرقل التحقيق في الوثائق السرية التي تم العثور عليها في منتجعه مار إيه لاغو.
- المدعي العام ميريك غارلاند، أعلن الخميس أنه عيّن المدعي العام الأميركي السابق لمنطقة ماريلاند، روبرت هور، مستشارا خاصا في التحقيق في الوثائق السرية التي تم العثور عليها في منزل بايدن وفي مركز بن بايدن.