بعد اجتماع أوبك بلس.. السعودية وروسيا ستخفضان 23% من إنتاج النفط

بدأت الدول الكبرى المنتجة للنفط، وفي طليعتها دول منظمة أوبك، الخميس اجتماعا مهما عبر الفيديو بحثا عن اتفاق على مسألة خفض الإنتاج بهدف دعم الأسعار.

Share your love

لا يمكن لواشنطن إملاء قرارات على منتجي النفط الأميركيين في ظل القوانين حول المنافسة (الفرنسية)

بدأت الدول الكبرى المنتجة للنفط وفي طليعتها دول منظمة أوبك الخميس اجتماعا مهما عبر الفيديو بحثا عن اتفاق على مسألة خفض الإنتاج بهدف دعم الأسعار التي انهارت مع تفشي فيروس كورونا المستجد وحرب أسعار بين الرياض وموسكو.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في أوبك أن كلا من السعودية وروسيا ستخفض 23% من مستوى أساسي يبلغ 11 مليون برميل يوميا، وقالت نقلا عن المصدر إن وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان أبلغ أوبك بلس أن المملكة مستعدة لمواصلة خفض إنتاج النفط لما بعد 2022.

كما قال المصدر إن تحالف أوبك بلس سيخفض 10 ملايين برميل يوميا، والدول الأخرى ستخفض 5 ملايين برميل يوميا.

كما نقلت رويترز عن ثلاثة مصادر في أوبك بلس أن المجموعة اتفقت من حيث المبدأ على خفض 10 ملايين برميل يوميا في مايو/أيار ويونيو/حزيران.

وجاء في تغريدة لمنظمة أوبك “بدأ الاجتماع التاسع (الاستثنائي) بين وزراء أوبك ونظرائهم في الدول غير الأعضاء”، وقد أرفقت التغريدة بصورة لوزيري الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك والسعودي عبد العزيز بن سلمان خلال اجتماع عبر الفيديو.

ورأى المسؤول في شركة “راشتاد إينرجي” بيورنار تونهاوغن أن هذا المؤتمر الطارئ سيكون حاسما، معتبرا أنه “الأمل الوحيد للسوق من أجل تفادي انهيار تام للأسعار ووقف للإنتاج” في بعض المواقع.

ترامب
وبادرت السعودية إلى تنظيم الاجتماع بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدعوى التوصل إلى “اتفاق عادل يعيد التوازن المنشود للأسواق البترولية”.

وستبحث بلدان منظمة الدول المصدرة للنفط وشركاؤها في “أوبك بلس” خفضا كبيرا للإنتاج العالمي للنفط، وهو سلاحها الرئيسي في مواجهة تدني الطلب العالمي على الذهب الأسود.

ويبدو أن هناك توافقا على اقتطاع عشرة ملايين برميل على الأقل في اليوم من الإنتاج المشترك، ما سيمثل 10% من الإنتاج العالمي، وهو رقم طرحه ترامب في تغريدة الخميس الماضي، غير أن نسب تقاسم هذا الخفض بين الدول ستكون مسألة شائكة.

وقبيل بدء الاجتماع، توقع وزير النفط الكويتي خالد الفاضل في مقابلة صحفية أن “تتوصل الدول المنتجة للنفط إلى اتفاق لتخفيض الإنتاج بكمية كبيرة تتراوح بين 10 و15 مليون برميل يوميا من أصل إنتاج بنحو 100 مليون برميل”.

وتبدو روسيا، ثاني أكثر منتجي النفط في العالم ومن الدول النافذة ضمن مجموعة “اوبك بلس”، على استعداد لخفض الإنتاج بعد حرب أسعار مستعرة مع السعودية للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة في السوق، إثر انهيار محادثات مماثلة لخفض الإنتاج في مارس/آذار الماضي.

وقالت وزارة الطاقة حسبما نقلت عنها وكالة “تاس” إن موسكو جاهزة لخفض الإنتاج بـ1.6 مليون برميل.

هل تتوافر الشروط؟
وبحسب المحلل لدى “سيب” بيارني شيلدروب، فإن السعودية وروسيا كانتا “في غاية الوضوح” بتأكيدهما أنهما ستخفضان إنتاجهما “فقط إذا انضمت إليهما دول أخرى من كبار منتجي النفط”.

وتدفع الولايات المتحدة، المنتج الأول للنفط في العالم، في اتجاه اتفاق يخفف الضغط عن قطاعها، إذ إن تكلفة النفط الصخري المستخرج في هذا البلد مرتفعة ولا يعود إنتاجه مربحا مع مستوى الأسعار الحالي.

وبعدما كانت الشركات الأميركية تستخرج حتى الآن كميات قياسية من النفط، بدأ إنتاجها يتراجع مع انهيار الأسعار، فبلغ الأسبوع الماضي 12.4 مليون برميل في اليوم بالمقارنة مع 13 مليون برميل قبل أسابيع قليلة. ومن المتوقع ألا يتخطى 11.8 مليون برميل في اليوم كمعدل سنوي، وفق آخر تقديرات صدرت عن الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة.

وترغم قدرات تخزين الخام التي تكاد تصل إلى أقصى حدها الدول المنتجة على الحد من إنتاجها.

وخلافا لدول أخرى، لا يمكن لواشنطن إملاء قرارات على منتجي النفط الأميركيين في ظل القوانين حول المنافسة التي تمنع الشركات من التنسيق في ما بينها.

ويبقى الاجتماع رهن الخلافات التي غالبا ما تقوم بين موسكو والرياض، وأدى آخرها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي إلى إرجاء موعد الاجتماع الذي كان مقررا أساسا الاثنين الماضي.

اجتماع غير مسبوق
ويعتبر الاجتماع الذي تقرر في مهلة قياسية استثنائيا على أكثر من صعيد. فالدعوة إليه تخطت بكثير الدائرة الاعتيادية وشملت ما لا يقل عن عشر دول من خارج إطار “أوبك بلس”، من بينها الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وكالة أنباء “تاس” الروسية. وأكدت النروج الخميس مشاركتها بصفة مراقب.

كما أن الاجتماع ينعقد في وقت تواجه فيه الصناعة النفطية العالمية “صدمة غير مسبوقة في تاريخها”، بحسب تعبير الوكالة الدولية للطاقة الاثنين.

ويسود العالم وضع غير مسبوق نتيجة التدابير البالغة الشدة المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع سعيا لاحتواء فيروس كورونا المستجد، مما سيؤدي إلى فائض نفطي في السوق قد يصل إلى 25 مليون برميل في اليوم في أبريل/نيسان، بحسب “رايشتاد إينرجي”.

والخميس انتعشت أسواق النفط مع بدء الاجتماع وسجلت ارتفاعا بأكثر من 10%.

وإزاء التراجع الهائل في الطلب، وصلت أسعار النفطين المرجعيين برنت الأوروبي وغرب تكساس الوسيط الأميركي الأسبوع الماضي إلى مستويات غير مسبوقة منذ 2002، مسجلة أسوأ فصل في تاريخها، لكنها عادت وحققت مكاسب الخميس في مؤشر ايجابي.

وأخيرا، يعقد المؤتمر عبر دائرة الفيديو في ظل الأزمة الصحية الحادة، وليس في مقر أوبك في فيينا كالعادة. وسيليه الجمعة اجتماع ثان حول الموضوع نفسه دعت إليه السعودية أيضا، يشارك فيه هذه المرة وزراء الطاقة من دول مجموعة العشرين.

 

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!