الأم و الحماة لديهم دون أدنى شك خبرات في التربية و التدبير المنزلي و النظافة و غيرها , و ما يحدث في مجتمعنا أنه منذ أول يوم زواج للفتاة تنهال عليها النصائح المنزلية و الخاصة بالطبخ و النظافة و الغسيل و غيرها , و يزداد الأمر تعقيدا حينما تحمل الزوجة و تستمر النصائح ثم تبدأ مشكلة أخرى بعد ولادة أول طفل , فالزوجة و الأم الجديدة تنتابها حالة من الإرتباك بعد أول طفل لها و تحتاج لمن يعرفها ماذا تفعل و ما هي طرق التعامل السليمة مع هذا الكائن الجديد , فمن هذا الذي سينصحها بالتأكيد أمها أو أم زوجها.
اسأل مجرب و لا تسأل طبيب:
الكثير يعتبر هذه العبارة صح 100 % لكن لا يمكن الإستعانة بالخبرات السابقة دائما , و بالذات إذا كان الأمر يتعلق بمولود جديد , و لإحقاق الحق بعض النصائح من الأم و الحماة صحيحة و مفيدة لكن بعضها أيضا غير صحيح و يمكن أن تكون مضرة , فليس كل ما كان يحدث بالماضي يحدث الآن , و كذلك ليست كل الطرق التي فلحت بالماضي يمكن أن تفلح الآن , فالزمن تغير و العوامل أيضا , لذا لا يمكن سماع كل كلام السابقين ذوي الخبرات.
النصائح المتضادة:
و في بعض الأحيان تسمع الأم نصائح مضادة لبعضها تماما , و هي من شدة الحيرة تحاول تنفيذ النصيحتين معا , لأن كل شخص يقنعها بأن نصيحته هي الأصوب , و كما ذكرنا بسبب نقص خبرة الأم الجديدة تضطر لتصديق ذوي الخبرات لأنهن سبقوها و خاضوا هذه التجربة من قبلها , لكن عندما يصل الأمر لسماع النصيحة و عكسها في نفس الوقت ماذا سيكون الحال؟
أمثلة على النصائح التي تصيب الأم بالحيرة:
- كل ما يعيط رضعيه و إوعي تسيبيه جعان , لا مش كل عياط يبقى جوع يمكن عنده مغص من كتر الرضاعة.
- نيميه على بطنه علشان لو رجع ينزل الترجيع من فمه و ما يكتمش نفسه , لا نيميه على ضهره لحسن يتخنق في ملاية السرير.
- لازم تحميه بإستمرار علشان العرق , لا متحمهوش كتير لحسن يتعب و يستهوى.
- نيميه في سرير للوحده علشان يتعود و يبقى مستقل , لا حرام عليكي لسه بادري على كده نيميه في حضنك.
- مش كل ما يعيط تشيليه هيتعود على كده , أول ما يعيط تشيليه علطول كتر العياط وحش عليه.
- نيميه عالأرض علشان لو اتقلب ميقعش , لا نيميه أحسن عالسرير علشان الأرض ناشفه عليه.
- شربيه أعشاب علشان المغص , لا أعشاب إيه مش قبل ما يتم 5 شهور.
- رضعيه لبن صناعي مع الرضاعة الطبيعية علشان يتخن شوية , لا مفيش أحسن من لبن الأم رضيعه بس كتير.
- في الشتاء لبسيه 9 حاجات و شرابن و جوانتي , لا إيه كل ده انتي كده خنقاه أوي خففي له شوية.
و هكذا المزيد و المزيد من النصائح و الأم من كثرة هذه النصائح و تضاربها تحتار ماذا تنفذ و ماذا تترك , فنصيحتنا اليوم للأم الجديدة أو حتى الزوجة الجديدة “لا تسمعي لكل ما يقال لكي” بل إن استطعتي استشارة طبيب أو طبيبة يكون أفضل , و إن احتاجتي لنصيحة اسألي من تثقي به كالأم و الحماة , و أيضا لا تنفذي كل كلامهم بالحذافير بل ضعيه في ميزان المنطق و المعقول , و حاولي قبل دخول أي تجربة مثل الزواج أو الحمل أو الولادة أن تستعيني بقراءة كتاب يوضح بأسلوب علمي كل ما تريدي معرفته عن المرحلة التي ستقدمي عليها , و على الجانب الآخر نحن لا نعيب في خبرات السابقين من الأمهات و الجدات لكن ننتقد كثرة هذه النصائح و تناقضها , فبالتأكيد الأم أو الحماة لديهم من الخبرات ما لا نستطيع إنكاره , و لكن ما صلح مع الأم أو الجدة قد لا يصلح مع الإبنة أو الحفيدة فكما يقولون “كل وقت و له أذان” أليس كذلك؟.