كتبت – أمنية قلاوون:
عقب إعلان مسؤولون أمريكيون، أمس، عن تجربة أول لقاح لفيروس الكورونا المستجد على البشر، وتولي شركة أمريكية صناعة اللقاح، علَّت حدة المخاوف من احتكار دولة بعينها للقاح فيروس كورونا المستجد، وحرمان الدول الفقيرة من الحصول على لقاح كوفيد 19.
“المقال” يستعرض في التقرير التالي سيناريو ظهور لقاح فيروس كورونا، ومما يتكون، ومتى يصل إلى مصر؟ ومعايير توزيعه على دول العالم الغنية والفقيرة، وفقًا لما يقول الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، ومدير مركز الحساسية والمناعة بمعهد المصل واللقاح.
أعلنت الصحة العالمية في نهاية شهر فبراير الماضي، عن أن ظهور لقاح لفيروس كورونا المستجد، هو قيد التجربة، ومن المقرر أن يستغرق 18 شهرًا حتى يظهر إلى العالم، ما يعني أن ليس هناك لقاحًا معلن عنه حتى الآن.
وهناك فرق بين المصل واللقاح، حيث يعطى المصل بعد الإصابة بالمرض لزيادة المناعة ومواجهة المرض، إلا أن اللقاح يعطي قبل الإصابة لزيادة المناعة، وبالتالي ما يمنع من الإصابة بالمرض، وما تعمل عليه الشركات حاليًا هو لقاح لمنع الإصابة بفيروس كورونا.
أوضح الحداد أن لقاح كوفيد 19، والجاري العمل عليه، قد يتكون من فيروس كورونا المستجد، وهو حي، ثم إضعافه وإدخاله إلى الجسم، ما يجعل الجهاز المناعي يكون أجسام مضادة ضد الفيروس في الجسم.
الطريقة الثانية إما أن يكون فيروس ميت نهائيًا، ويتم إعداده وراثيًا، بحيث يشبه شكل وخصائص كورونا ويدخله إلى الجسم فيؤدي إلى تكوين الجهاز المناعي أجسام مضادة داخل الجسم، ومنع الإصابة بكوفيد 19.
لا يمكن تحديد الحالات الممنوعة والمسموح لها الحصول على اللقاح، إلا أنه في حال تصنيع اللقاح من الفيروس الحي وإضعافه ثم إدخاله في الجسم، فسيكون مثله مثل التطعيمات الأخرى، ويكون شبيه بتطعيم الحصبة، وبذلك سيكون هناك حالات ممنوعة، أبرزهم:
1-أصحاب المناعة الضعيفة.
2-الذين يتناولون أدوية مثبطات المناعة.
3-الذين يتناولون أدوية الكورتيزون.
منذ بداية ظهور فيروس كورونا، وانتشاره في الصين، بدأ انتشار الشائعات، حول تصنيع الفيروس لخدمة أهداف الحرب البيولوجية، وكان تبرير هذه الشائعة أن تصنيع الفيروس بدأ في أحد المعامل وهذه الدولة تملك علاجًا الفيروس، إلا أن الحداد ينفي حقيقة أن دولة واحدة تمتلك القدرة على تصنيع الفيروس ومن ثم تصنيع لقاح لمواجهتها، وذلك نظرًا لوصول الفيروس إلى 139 دولة في العالم.
قائلًا: “حسب وجهة نظر الحرب البيولوجية، أن هذا الفيروس مخلق داخل أحد المعامل، فمن الطبيعي أن يكون للدولة خطة بديلة وأن تقوم بصناعة لقاح ضد الفيروس” لكن هذا يتنافى مع الواقع، ومع تفشي الفيروس، والذي حصد أرواح 6512 شخص حول العالم، وإصابة 169086 شخص.
لقاح كورونا سينطلق في أبريل
حسب التقارير، فإن نحو 35 شركة، تتسابق في خلق لقاح فيروس كورونا المستجد، أربعة منهم على الأقل مرشحين لخوض مثل هذه النجربة، واختبارها على الحيوانات، ومن المقرر أن تدخل أولى تجارب اللقاح على البشر في أبريل، وأشار التقرير إلى جهود الصين، في اكتشاف تسلسل المادة الوراثية “سارس-كوف 2″، ما سمح لهيئات بحثية بزراعة الفيروس الحي ومراقبة كيف يغزو خلايا البشر مسببًا لمرض كوفيد 19.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت في فبراير الماضي، أن الوقت الذي سيأخذه تصنيع لقاح وتجربته، هو مدة قد تصل إلى 18 شهرًا، وهذا ما يتفق معه الحداد، موضحًا أن هناك معايير لقبول اللقاح، وهي أن يتم إجراؤه على أكثر من ألف شخص حول العالم، ثم يتم الموافقة عليه من عدة جهات من بينها منظمة الصحة العالمية.
تتداول الكثير من المواقع والصحف الإخبارية، حول مخاوف من احتكار دول بعينها إلى اللقاح، إلا أن هذا ما ينفيه الدكتور أمجد قائلاً: “هناك معايير لتوزيع لقاح كورونا على دول العالم، ومن المقرر أن يتم إعلان عن أول لقاح الفيروس لمدة تصل إلى 14 شهرًا، أي في الشتاء القادم”.
موضحًا أن هذه القصة اقتصادية باحتة، لزيادة أرباح الشركات، إلا أن منظمة الصحة العالمية ستقوم بتوزيع المصل على جميع وزارات الصحة بمختلف دول العالم، ويحكم هذا اتفاقيات وبروتوكولات تجريها تشرف عليها منظمة الصحة العالمية.
قال الدكتور أمجد الحداد، إنه من المقرر أن يدخل لقاح كورونا إلى مصر، عقب الإعلان عن إنتاجه وتعميمه على دول العالم، مشيرًا إلى أن مصر كانت من أولى الدول التي حصلت على لقاح فيروس “سي”، وهنا يلعب عامل احتياج الدولة لهذا اللقاح أكثر من غيرها دورًا هامًا في عملية توزيع الأمصال واللقاحات على مستوى العالم.