بعد تقارير عن وصول أبرز قياداته.. ما خطط تنظيم الدولة بالعراق؟

عاد تنظيم الدولة مرة أخرى يشغل الشارع العراقي من خلال تنفيذ هجمات متنوعة ضد القوات الأمنية الأيام الماضية مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من عناصرها بينهم ضباط كبار.

Share your love

تنظيم الدولة يسعى للعودة إلى العراق (الجزيرة-أرشيف)

صلاح حسن بابان-أربيل
 
عاد تنظيم الدولة الإسلامية مرة أخرى يشغل الشارع العراقي من خلال تنفيذ هجمات متنوعة ضد القوات الأمنية الأيام الماضية والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من عناصرها بينهم ضباط كبار.
 
ونفذت عدة هجمات من قبل التنظيم في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى، استغلالا لانشغال الجهات الحكومية بمكافحة فيروس كورونا.
 
ويأتي هذا في وقت يتم الحديث عن وصول قيادات بارزة من الصف الأول في تنظيم الدولة إلى البلاد من سوريا بينهم زعيمه الجديد المدعو أبو إبراهيم القرشي الذي أعلن التنظيم مبايعته بعد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي بعملية أميركية نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي شمالي سوريا.
 
وتؤكد معلومات الاستخبارات العراقية أن القرشي موجود في البلاد مع قيادات الصف الأول، ولا يعرف شكله أو طبيعة تحركاته سوى عدد قليل من هذه القيادات.
 
ووفق هذه المعلومات، استطاعت قيادات التنظيم التي وصلت العراق مؤخرا إعادة لملمة بقايا التنظيم بعد تفككه السنوات الأخيرة لاسيما بعد مقتل البغدادي، وصار يعتمد على خطط وإستراتيجيات جديدة في تنفيذ عملياته وتوقيتاتها.
 
وتتضمن الإستراتيجية الجديدة للتنظيم ضد القوات العراقية -حسب المعلومات الاستخباراتية- أربع خطط وهي المصادمات المباشرة، سحب القوات إلى مكان القتال، نصب الكمائن، القتال عن بعد. وهذا ما فعله التنظيم الأيام الماضية وكانت مؤثرة، وأوقعت قتلى وجرحى بصفوف الجيش في مواقع مختلفة.
 
وفور وصول القرشي، كثفت الاستخبارات العراقية من مهامها في تتبع تحركاته وشكلت فريقا مشتركا مع القوات الأميركية خصوصا المناطق التي تعتبر حيوية للتنظيم مثل كركوك وصلاح الدين وصحراء الحضر وجبال مخمور وزمار وسلسلة جبال حمرين شمالي البلاد، إلا أنها لم تفلح حتى الآن في كشف الخطوط العريضة عنه.
القرشي (يمين) يحاول العودة للسيطرة على مواقع كانت بحوزة البغدادي (مواقع التواصل)
شخصيات شبحية
وتؤكد التقارير الاستخبارية وصول القرشي العراق، في وقت يتحدث المتخصص بالشؤون الأمنية هاوكار الجاف عن وصول أمير محمد سعيد المولى المدرج على قائمة الإرهاب الأميركية أيضا لافتا إلى أن التقارير تتحدث عن وصول قيادي ثالث هو عبد الله قرداش وهو تركماني الأصل من قضاء تلعفر بمحافظة نينوى شمال البلاد.
 
ويعتبر جبل قره جوغ التابع لقضاء مخمور ضمن محافظة نينوى من أنشط المراكز والمناطق لتنظيم الدولة ويوجد فيه المئات من عناصره ومنهم قيادات بارزة، لكن القوات العراقية عاجزة عن السيطرة عليه نتيجة لوقوع المنطقة ضمن مناطق النزاع بين أربيل وبغداد.
 
ويرى الجاف أن تمسك التنظيم بشدة بـ “قره جوغ” وجعله مركزا حيويا وإستراتيجيا لعملياته العسكرية يعود إلى وجود عدد كبير من الكهوف والأنفاق بالمنطقة إضافة لكونها وعرة يصعب الوصول إليها عسكريا. 
الجاف يرى أن القضاء على تنظيم الدولة يحتاج خطة عسكرية محكمة مشتركة بين القوات العراقية والبشمركة (الجزيرة)

ويؤكد الجاف أن القضاء على التنظيم بهذه المنطقة يحتاج خطة عسكرية محكمة مشتركة بين القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية، مشيرا إلى وجود فراغ أمني كبير بهذه المنطقة بعد انسحاب البشمركة من محافظة كركوك والمناطق الأخرى عقب أحداث عام 2017 بعهد رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.

 
ويعجز تنظيم الدولة في تأمين إمداداته العسكرية والمواد الغذائية ومنها الماء الصالح للشرب في قره جوغ لقسوة الجغرافيا والطبيعة فيه، إلا أنه يوفر حاجاته من خلال عمليات التهريب التي يدفع من أجلها أموالا طائلة. 
 
استغلال كورونا
وعطّل تفشي فيروس كورونا عمل الكثير من الوزارات والمؤسسات الأمنية، وهذا ما دفع البرلمان لعدم عقد أي جلسة له منذ فبراير/شباط الماضي وجعله بعيدا عن مهامه الرقابية ومنها لجنة الأمن والدفاع.
 
واستغل تنظيم الدولة هذه الحالة لتنفيذ بعض الهجمات في مناطق متفرقة من البلاد، بحسب كاطع الركابي عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية.
 
وأوضح الركابي للجزيرة نت أن لجنته لم تعقد أي اجتماع منذ فترة طويلة لمناقشة الملفات والقضايا الأمنية الحساسة، إلا أن هناك تواصلا عن بعد بين أعضاء اللجنة.
 
وأضاف أن القوات العراقية رغم تمكنها من هزيمة التنظيم عسكريا فإنه مازال يحتفظ ببعض الخلايا داخل البلاد، وهذا ما ساعده في تنفيذ عمليات ضد قوات الأمن بين فترة وأخرى سواء كان على الشريط الحدودي مع سوريا أو داخل المدن مثل نينوى وصلاح الدين وديالى.
 
تكتيك 2006
ورغم أن تنظيم الدولة خسر معظم قدراته بالعراق فإنه يحاول إعادة ترتيب نفسه من خلال التواصل مع بعض الشخصيات التي ما زالت موالية له، ومحاولة اختيار مناطق بعيدة ذات ثغرات أمنية مثل المناطق الفاصلة في حدود صلاح الدين والأنبار وديالى ومناطق غرب نينوى والشريط الحدودي بين العراق وسوريا إضافة إلى الكهوف والوديان الوعرة.
 
وبذلك يعود التنظيم إلى تكتيك اعتمده تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين عام 2006، كما يقول المحلل الأمني فاضل أبو رغيف.
 
واعتبر أبو رغيف -في حديث للجزيرة نت- أن تنظيم الدولة يسعى لتوظيف تفشي فيروس كورونا وتأزم الوضع السياسي لتنفيذ هجمات على القوات الأمنية، مؤكدا أن الظروف الحالية بالعراق مواتية للتنظيم لتنفيذ هذه الهجمات.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!