بعد دافقير.. الدغرني يدعو لمقاطعة الأضحى تضامنا مع الحسيمة واحتجاجا على اغتصاب فتاة

عبد الله مخلص – هوية بريس
مباشرة بعد أن كتب رئيس تحرير جريدة “الأحداث المغربية” يونس دافقير على حسابه بالفيسبوك بأن “ما يسمى عيد الأضحى هو التحالف التجاري الموضوعي بين تجار الدين وكبار الملاك الزراعيين ضد فقراء الوطن باسم خرافة كبش نزل من السماء”، وما أعقب ذلك من سخط جماهيري واسع وكبير، جراء التعريض الصريح للصحافي بقناة2M وجريدة “الأحداث” بما ورد بالنص في القرآن الكريم والسنة النبوية، خرج مثير آخر للجدل ليطالب بدوره بـ”مقاطعة الاحتفال بعيد الأضحى تضامنا مع سكان الريف وعائلات المعتقلين”.
يتعلق الأمر هذه المرة بالمتصهين أحمد الدغرني الذي نشر مقطع فيديو على الإنترنيت، حاول فيه استغلال أحداث الحسيمة، وواقعة الاعتداء على فتاة بحافلة عمومية بالبيضاء، ومعاناة المهاجرين في قوارب الموت إلى أوروبا، والأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها برشلونة، ليخلص في الأخير إلى أن المطلوب من المغاربة هو الحداد ومقاطعة عيد الأضحى لا الاحتفال به!!
صاحب الاحتجاج بمقاطعة الشعائر الدينية هو مؤسس «الحزب الديمقراطي الأمازيغي»، الذي حلَّ بسبب التعصب العرقي والديني، ومؤسس «جمعية الصداقة مع إسرائيل»، وهو الذي سبق ودعا إلى «طرد المغاربة من أصل عربي ونفيهم إلى صحراء الحجاز»، وقال في القرآن الكريم والمسلمين والإسلام «ليأخذوا معهم كتابهم المقدس ولغتهم المتخلفة، لأن الإسلام بمجيئه كرّس نظام العبودية والاستغلال واعتبر برابرة الشمال الإفريقي مواطنين من الدرجة الثانية، بينما ليس كل الأمازيغ مسلمين” (مجلة نيشان البائدة عدد:7-10-2006).
كل متتبع للشأن المغربي يعلم أن هرطقات دافقير، الذي دفعه الضغط إلى التراجع والاعتذار، وخزعبلات الدغرني، ومن قبلهما عصيد الذي اعتبر شعائر عيد الأضحى تتنافى والسلوك المدني..، وغيرهم ممن تشمئز قلوبهم عند ذكر الإسلام وأحكامه وتشريعاته، لا تعدو أن تكون ضرطة في فلاة، وأنها لا ولن تلقى استجابة ولا قبولا، ولا تستحق أن يلتفت إليها حتى، ومصيرها السخرية والاستهزاء في فضاءات التواصل الاجتماعي، لكن الغرض من الوقوف مع مثل هذه الخرجات كشف احترام المنتسبين لهذا التيار المتطرف لمرجعية البلد الذي يعشيون فيه من جهة، وفهمهم للمقاصد من وراء كثير من الأحكام والشعائر من جهة أخرى.
فبالتتبع لن يستطيع أحدهم أن يقاطع سيجارة يدخنها أو قنينة خمر يحتسيها، وبالمقابل تجده يطالب، دون أن يعلو وجهه المسود مزعة حياء، بمقاطعة أحكام فرضها الله وتعبدَّه المسلمون بها طيلة أربعة عشر قرنا.
إنها ليست قلة حياء فحسب؛ بل جرأة منقطعة النظير على حدود الله، ومحاربة صريحة لأوامره، تستوجب من الساهرين على الأمن الروحي للمغاربة أن يتحركوا ويسمعونا صوتهم الذي نسينا نبراته.
Source: howiyapress.com
