في منتصف الثمانينيات، فتن المصور الفوتوغرافي، كريس راينير، بأقنعة الطقوس المختلفة، خلال رحلته إلى غينيا الجديدة، وذلك بعد أن التقى بأحد رجال القبيلة، وهو يتزين بريش طائر الجنة.


وفي كتاب جديد يحمل عنوان “قناع”، جمع المصور الفوتوغرافي أكثر من 130 صورة، تبرز التنوع الهائل لقبائل مختلفة، منها الشعب المنغولي من الديانة الشامانية.
وغالبًا ما تمثل هذه الأقنعة، التي تستخدم في احتفالات مختلفة، الآلهة، والحيوانات، والأجداد. ورغم أن بعضها قد يبدو مسالماً، إلاّ أن صور راينير تشمل أقنعة مقلقة، ذات عيون واسعة وأسنان حادة.

ويُسلط المشروع الضوء على ثقافات القبائل النائية، إذ تتميز غالبية الصور بأزياء مألوفة، كالساموراي الياباني وأقنعة الجمجمة التي تستخدم في يوم الموتى بالمكسيك.
ورغم أن هذه الأقنعة لا تزال موجودة، إلاّ أن العديد من الطقوس، التي وثقها المصور، معرضة للتهديد.

وأضاف راينير: “دوري كمصور هو أرشفة التقاليد.. قد ينظر شاب بغينيا الجديدة، خلال 50 أو 60 عامًا، إلى هذه الصور ويرى جده الأكبر يؤدي رقصة لم تعد تُمارس منذ فترة طويلة، فربما سيرتدي هذا الشاب الزي، ويؤدي الرقصة مرة أخرى”، موضحًا: “يمكن للتصوير الفوتوغرافي أن يؤدي دورًا قويًا في تنشيط التقاليد والمحافظة عليها في جميع أنحاء العالم”.

وقال راينير إنه “منذ بزوغ فجر البشرية، نحن نرتدي الأقنعة، فهي تمثل الثقافات التي تعيش داخل الطبيعة، وتعبد الطبيعة، وتخاف منها”، مضيفًا “يستخدمون هذه الأزياء للتواصل مع شيء يتجاوز الأرض”.

واقترح المصور الفوتوغرافي أن استخدام الأقنعة عبر الثقافات والأديان المختلفة يكشف شيئًا عالميًا عن الإنسانية، مشيرًا إلى أزياء الهالووين، التي تعد بمثابة تعبير معاصر للظاهرة ذاتها، إذ قال: “أسعى إلى توثيق روح القناع، وأن أنقل للناس مشاعر الروح والقداسة حول دور هذه الأقنعة”.

ويستغرق عمل المصور زيارات عديدة لهذه القبائل دون كاميرته، حتى يكسب ثقة شخصيات سلسلته الفوتوغرافية، التي تحولت فيما بعد إلى علاقة صداقة تجمع راينير بهم.

ولم يتردد المصور، الذي يمتلك مجموعة كبيرة من الأقنعة الخاصة به، في المشاركة بالعديد من الطقوس على مر السنين، حيث قال: “كانت هناك لحظات أضع فيها كاميرتي على الأرض، وأرقص حول النار”.




