
أفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن روسيا تحاول اصطناع مبرر لشن هجوم عسكري على أوكرانيا، فيما جددت موسكو نفيها أي سعي لغزو لأوكرانيا، وطردت نائب رئيس البعثة الأميركية بموسكو بارت غورمان.
وأضاف بلينكن أن موسكو قد تفبرك تفجيرا إرهابيا على أراضيها، وتوجه أصابع الاتهام إلى كييف.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير بلينكن سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع المقبل بشرط ألا تغزو روسيا أوكرانيا.
وكان بلينكن قد قال في وقت سابق من يوم أمس إنه بعث برسالة إلى لافروف يقترح فيها عقد اجتماع الأسبوع المقبل في أوروبا.
وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس إن بلينكن عرض لقاء لافروف “في أوروبا، وقد ردَّ الروس باقتراح مواعيد في نهاية الأسبوع المقبل، وهو ما وافقنا عليه شرط ألا يحصل غزو روسي لأوكرانيا”.
وأضاف “إذا أقدموا على الغزو في الأيام المقبلة، سيظهر ذلك بوضوح أنهم لم يكونوا أبدا جادين بشأن الدبلوماسية”.
اجتماع عن بعد
وكشف مكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن الرئيس الأميركي جو بايدن سينظم اليوم الجمعة اجتماعا عن بعد حول الأزمة الأوكرانية مع قادة كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا ورومانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
من جهة أخرى، دعت الدول الأوروبية موسكو للقيام بخطوات ملموسة للتهدئة والكشف بشفافية عن طبيعة أنشطتها العسكرية على الحدود.
وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون أوروبا وشمال أميركا، جيمز كليفيرلي، إنه إذا اختارت روسيا شن هجوم عسكري على أوكرانيا، مستخدمة ما وصفها بالمعلومات المضللة كمبرر، فسوف يتكشف عدم جديتها بالدبلوماسية، حسب تعبيره.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إن أوكرانيا ترفض تطبيق اتفاقات مينسك وتحاول التملص من التزاماتها.
وأضاف خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن لبحث الأزمة الأوكرانية الروسية، أن ساسة كييف لا يرغبون في حوار مباشر مع ممثلي دونيتسك ولوغانسك.
تصعيد التوتر
من جانبه، قال الكرملين إن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن هجوم روسي وشيك على أوكرانيا تصعّد التوتر.
وكان بايدن قال إن المخاطر بشأن غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية عالية جدا، لأن موسكو لم تسحب أيا من قواتها على الحدود مع أوكرانيا.
كما أكد الرئيس الأميركي أن طريق الدبلوماسية لا يزال مفتوحا أمام الروس لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
وذكر بايدن أنه لا نية لديه للاتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في الوقت الحالي.
وقدمت روسيا ردها على الضمانات الأمنية، وقالت إن الإصرار عليها لسحب قواتها من مناطق معينة على أراضيها غير مقبول، وإن وجود القوات الروسية على أراضيها لا يقوّض الأمن الأميركي ولا توجد قوات روسية في أوكرانيا ولا نية لديها لغزوها.
كما جاء في الرد الروسي أن التأكيد على مسؤولية روسيا عن التصعيد حول أوكرانيا هو محاولة للضغط على موسكو والتقليل من شأن مقترحاتها الأمنية.
وأضاف الرد الروسي أن الإجراءات المشددة للرقابة على التسلح وخفض المخاطر العسكرية غير ممكنة من دون تخلي الناتو عن تصرفاته التي تهدد أمن روسيا.
وتأتي هذه التطورات في ظل تأكيد الخارجية الأميركية للجزيرة أن روسيا طردت نائب رئيس البعثة الأميركية بموسكو بارت غورمان.
وأضافت الوزارة أن الخطوة الروسية غير مبررة وتصعيدية، وأن واشنطن تدرس الرد عليها.
ودعت الخارجية الأميركية موسكو إلى وقف طرد الدبلوماسيين على أسس واهية، على حد وصفها.
وأضافت أن واشنطن في حاجة ملحة إلى وجود الطاقم الدبلوماسي المناسب لتسهيل التواصل مع موسكو.
تعامل بالمثل
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن طرد نائب السفير الأميركي جاء في إطار المعاملة بالمثل، ردا على طرد مستشار بالسفارة الروسية في واشنطن.
وقالت زاخاروفا إن الخارجية الأميركية تعمدت تجاهل طلب موسكو تمديد إقامته حتى وصول بديل له.
ووفقا للناطقة باسم الخارجية الروسية، فإن الجانب الأميركي هو الذي بدأ سلسلة الطرد المتبادل في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حيث طالب بمغادرة 55 دبلوماسيا وموظفا إداريا وفنيا روسيا على مرحلتين – قبل نهاية يونيو/حزيران من العام الجاري.
وفي سياق التأهب العسكري الغربي، أحال وزراء دفاع الناتو خطط نشر قوات قتالية شرقي أوروبا إلى القادة العسكريين.
وفي ختام اجتماع لوزراء الحلف في بروكسل، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف يشعر بالقلق من أن تحاول روسيا اختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا، وذلك في معرض تعليقه على تقارير عن قصف عبر خط وقف إطلاق النار في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
وأضاف ستولتنبرغ أنه لا يوجد حتى الآن وضوح أو يقين بشأن النيات الروسية.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن واشنطن اتفقت مع بلغاريا لاستضافة سرية هجومية أميركية ستنتقل إليها من ألمانيا.
وخلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزراء دفاع دول الناتو، قال أوستن إن طبيعة انتشار القوات الروسية في محيط أوكرانيا لا تدل على أن ذلك يتم دون سبب عسكري. وتوعد أوستن بأن الرئيس بوتين سيتحمل مسؤولية شخصية إذا قرر غزو أوكرانيا.
وأعرب وزير الدفاع الأميركي عن حرص دول الناتو على حل الأزمة مع روسيا بالطرق الدبلوماسية مع ضمان سيادة أوكرانيا.
