‘);
}

الفاروق لقب عمر بن الخطاب

لُقّب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالفاروق؛ لأنّ الله فرق به بين الكفر والإيمان، وهو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشيّ العدويّ، يلتقي مع الرسول عليه الصلاة والسلام في النسب في كعب بن لؤي بن غالب، كُنّي بأبي حفص، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين في الجنة، وكان رضي الله عنه يتّصف بالعدل، والإنصاف، والزهد، والتواضع، وقد كان إسلامه في شهر ذي الحجة في السنة السادسة للبعثة النبوية، وبعد إسلام حمزة رضي الله عنه بثلاثة أيام، كان يبلغ من العمر حينها ستة وعشرين سنة، وقد أعز الله عز وجل بإسلامه الإسلام والمسلمين.[١] وقال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام (لو كان بَعدي نبيٌّ، لكان عمر بن الخطاب).[٢]

حياة عمر بن الخطاب قبل الإسلام

نشأ عمر بن الخطاب في قريش كبقية أبناء القبيلة، تميّز عنهم في تعلّمه للقراءة، ولكنّه تربّى تربية بعيدة عن مظاهر الترف والغنى، فكان يرعى إبل والده، وأغنام خالاته من بني مخزوم، وقد كان لمهنته في رعي الأغنام تأثيراً على شخصيته؛ حيث اكتسب قوة التحمّل، وشدة البأس، إلى جانب براعته في المصارعة، وركوب الخيل، والفروسية، حرص عمر بن الخطاب على حضور أسواق العرب الكبرى كسوق عكاظ، وسوق ذي المجاز، وسوق جنة، حيث استفاد منها في التجارة، وفي معرفة تاريخ العرب، وفي معرفة ما كان يحدث بين القبائل العربية، وبعد ذلك عمل بالتجارة حتى أصبح من أثرياء مكة، وأصبحت له مكانة كبيرة في قريش، وقد ساعده على ذلك تاريخ أجداده؛ فكانت تلجأ قريش لجدّه نفيل بن عبد العزة؛ ليحكم في نزاعاتهم، وكان لجدّه الأكبر كعب بن لؤي مكانة عظيمة بين العرب، الأمر الذي جعل قريشاً تلجأ إليه من أجل حلّ نزاعاتهم، بالإضافة لذلك فقد عُرف بدفاعه عن عادات، وتقاليد، وعبادات قريش، ممّا دفعه لمحاربة المسلمين في أول الدعوة الإسلامية.[٣]