
Istanbul
عبد الجبار أبوراس / الأناضول
بسبب أزمة كورونا:
– مزارعون يهدرون يوميا 14 مليون لتر حليب، بحسب تقديرات جمعية “مزارعو منتجات الألبان في أمريكا”
– أطنان من الخضروات والفواكه بقيمة مليارات الدولارات تتعفن لعجز المزارعين عن تصريفها في الأسواق
– مزرعة الدواجن الواحدة بالولايات المتحدة تتلف نحو 750 ألف بيضة أسبوعيا، بحسب “نيويورك تايمز”
من هدر ملايين لترات الحليب يوميا، إلى تعفّن أطنان من الخضروات والفواكه الطازجة بقيمة مليارات الدولارات، تتعمق الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية إثر تداعيات كورونا.
فالولايات المتحدة هي الآن أكثر دول العالم تضررا من الجائحة، سواء على صعيد الوفيات والإصابات أو على صعيد الاقتصاد والعمل.
وحتى مساء الجمعة، بلغت إصابات كورونا في الولايات المتحدة أكثر من 680 ألف شخص، توفي منهم ما يزيد عن 34 ألفا، بحسب أرقام منصة “ورلدو ميتر” التي ترصد مختلف الإحصائيات حول العالم.
وعلى صعيد العمل، بلغ عدد المواطنين الذين فقدوا أعمالهم وطلبوا إعانات بطالة من الحكومة منذ تفشي كورونا، 22 مليون شخص، بحسب ما أعلنت وزارة العمل الأمريكية، الخميس.
** هدر الخضروات والفواكه
وفي تقرير لها، الجمعة، قالت صحيفة “ذا هيل”، إن المزارعين الأمريكيين بات من الصعب عليهم بيع منتجاتهم ومحاصيلهم من الخضروات والفواكه الطازجة نتيجة إغلاق المطاعم والمدارس والجامعات والشركات لمنع تفشي كورونا.
ولفتت إلى أن المزارعين يضطرون لترك محاصيلهم تتعفن في الحقول نتيجة عدم القدرة على تصريفها، بسبب حالة الإغلاق التي تسبب به الفيروس التاجي، رغم خلو الأسواق منها وحاجة الأمريكيين إليها.
وذكرت جمعية تسويق المنتجات (مجموعة تجارية صناعية مقرها الولايات المتحدة) أنه تم إهدار خضروات وفواكه طازجة بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي، في الولايات المتحدة، بسبب تفشي كورونا.
وحتى قبل الأزمة، كانت الولايات المتحدة تهدر 40 بالمئة من محاصيلها الغذائية سنويا، بحسب بيانات وزارة الزراعة، لكن معظم ذلك الهدر كان يحصل على مستوى المستهلكين، لا المنتجين أو الموزعين كما هو الحال الآن.
وقبل سنوات، ذكر تقرير لموقع “ذا أتلانتيك” الأمريكي، أن كل عائلة من 4 أفراد في الولايات المتحدة تهدر أطعمة سنويا أطعمة بقيمة أكثر من ألفي دولار.
لكن الوضع الآن مختلف، فحالة الانهيار في المنظومة الغذائية التي تسبب بها فيروس كورونا فاجأت حتى الخبراء، بحسب صحيفة “ذا هيل”.
ونقلت الصحيفة عن كاثي بيرنز، الرئيسة التنفيذية لجمعية تسويق المنتجات، قولها: “هناك منتجات يتم هدرها على الأرض بكل معنى الكلمة، ولدينا أيضا شعب بأكمله في حاجة ماسة للأطعمة المغذية”.
وأضافت بيرنز: “لدينا مئات الآلاف من المزراعين الذين تتكدس عندهم المنتجات، ذلك لأنه ليس لديهم الوسائل المالية لنقلها وتوزيعها في أنحاء البلاد”.
وتابعت: “هناك منتجات غذائية وجيدة تهدر على الأرض، بينما هناك آلاف من الناس يعانون من الجوع”.
** هدر الحليب والبيض
ليست الفواكه والخضروات المنتجات الغذائية الوحيدة المتضررة من كورونا، هناك أيضا منتج الحليب الذي كان هو الآخر ضحية الوباء في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية.
وتقدر جمعية “مزارعو منتجات الألبان في أمريكا” التعاونية، وهي الأكبر من نوعها في البلاد، الكمية التي يهدرها المزارعون من الحليب بحوالي 3.7 ملايين غالون (14 مليون لتر) يوميا، بسبب تعطل طرق الإمداد وحالات الإغلاق والانخفاض الحاد في أسعار منتجات الألبان، بحسب ما اشارت صحيفة نيويورك تايمز.
وقالت الصحيفة إن مزرعة الدواجن الواحدة تتلف نحو 750 ألف بيضة أسبوعيا.
وفي تقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي على موقعه الإلكتروني، قبل أيام، قال إنه رغم الطلب الشديد على المواد الغذائية الأساسية مثل منتجات الأجبان في ظل وباء كورونا، شهدت سلاسل توريد الحليب صعوبات منعت المزارعين من إيصال منتجاتهم إلى الأسواق.
وأضاف التقرير أن الإغلاق الجماعى للمطاعم والمدارس أدى إلى تحول مفاجئ وإجبارى من أسواق الجملة إلى متاجر التجزئة، ما سبب كوابيس لمحطات اللوجستيات والتعبئة والتغليف المرتبطة بمعالجة اللبن و الجبنة و الزبدة.
وقالت صحيفة “نيويوك تايمز” إنه حتى لو شهد تجار التجزئة ارتفاعا كبيرا في مبيعات المواد الغذائية، إلا أن ذلك الارتفاع يبقى غير كاف لاستيعاب جميع المواد الغذائية القابلة للتلف التي تم زرعها قبل أسابيع والمخصصة للمدارس والشركات.
يشار أن أسعار منتجات الحليب والألبان في الولايات شهدت انخفاضا بنسبة 40 بالمئة خلال السنوات الست الماضية، وهو انخفاض جاء نتيجة وفرة المنتج في سوق الألبان الأمريكية، وزيادة استهلاك المستهلك لبدائل الحليب، مثل حليب الصويا واللوز والشوفان، بحسب تقارير أمريكية.
وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، فقد أغلقت أكثر من 3 آلاف مزرعة ألبان في البلاد العام الماضي.