القدس المحتلة – أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس عن أملهما في أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ويزور بومبيو اسرائيل في مستهل جولة في الشرق الأوسط تستمر خمسة أيام.
والتقى بومبيو الذي كان يضع كمامة بألوان علم بلده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكتبه في القدس.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقده مع نتنياهو في القدس “آمل أن أرى دولا عربية أخرى تنضم” للخطوة الإماراتية.
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى الفرصة التي تنتظر شركاء المستقبل “للعمل جنبا إلى جنب والاعتراف بدولة إسرائيل”.
من جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الصفقة مع الإمارات بأنها “نعمة للسلام والاستقرار الإقليمي”.
وأضاف “أعتقد أن ذلك ينبئ بحقبة جديدة حيث يمكن أن تقوم دول أخرى بالخطوة ذاتها”.
وقال نتنياهو أيضا “آمل أن يكون لدينا أخبار سارة في المستقبل القريب”.
ووصف نتنياهو اتفاق بلاده مع الإمارات الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يبرم مع دولة عربية منذ ربع قرن، بأنه “تحالف المعتدلين”.
وتأتي جولة بومبيو بعد نحو عشرة أيام من الإعلان عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.
وتأمل واشنطن وإسرائيل مزيدا من تطبيع العلاقات مع دول المنطقة لتشكيل تحالف إقليمي قوي ضد العدو المشترك المتمثل بإيران.
وشدد بومبيو على أن “إيران لن تملك أبدا سلاحا نوويا”، وحض المجتمع الدولي على إبقاء حظر الأسلحة المفروض على الجمهورية الإسلامية.
وأكّدت الإمارات أنّ الاتّفاق مع إسرائيل والمقرر توقيعه في البيت الأبيض، ينصّ على “وضع حد لأي ضم إضافي” لأراض في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967. لكن نتنياهو اكتفى بالحديث عن “إرجاء” عملية الضم.
ورحبت القيادة الفلسطينية بإعلان الرياض رفض أي اتفاق مع إسرائيل قبل التوصل إلى تسوية بين الاحتلال والفلسطينيين.
غير أن نتنياهو يطمح إلى تنشيط قطاع السياحة مع مشروع تسيير رحلات مباشرة بين تل أبيب وكل من دبي وأبوظبي، يأمل أن تعبر الأجواء السعودية، الأمر الذي يحتاج إلى مفاوضات.
وامس، طالبت حركة حماس الإسلامية التي تدير قطاع غزة، دول المنطقة بـ “الخروج عن صمتها” و”إنهاء حصار غزة”، وذلك بعد قصف إسرائيلي جديد على القطاع.
واعتبر الناطق باسم الحركة فوزي برهوم ان غياب “القرارات الرادعة للاحتلال والتغاضي عن جرائمه، هو السبب الرئيسي لتماديه في جرائمه وانتهاكاته”.
وعقب اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلي-الإماراتي، برزت تساؤلات حول هوية الدولة التي ستنضم الى الإمارات في التطبيع مع الدولة العبرية.
ويتوجه بومبيو بعد إسرائيل إلى الخرطوم للبحث في العلاقات الإسرائيلية السودانية و”المرحلة الانتقالية” في هذا البلد الذي طوى العام الفائت ثلاثة عقود من حكم عمر البشير.
وكان السودان قد أعفى الأسبوع الماضي الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حيدر بدوي الصادق من منصبه بعد 24 ساعة من تصريح لم ينف فيه وجود اتصالات مع إسرائيل.
وقالت الخارجية الاميركية إن بومبيو سيلتقي خلال جولته رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك “للتعبير عن دعمه لتعميق العلاقات السودانية الإسرائيلية”.
وأكدت أيضا أن وزير الخارجية الأميركي سيلتقي ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، قبل الاجتماع بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان لبحث الاتفاق مع إسرائيل.
وقالت صحيفة إسرائيل اليوم الصادرة في تل أبيب، الأحد، “يمكن التوصل إلى اتفاق كامل في غضون شهر” في إشارة إلى الاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي.
وأعلنت إسرائيل والإمارات نيتهما تكثيف التبادل التجاري وبيع النفط الإماراتي لإسرائيل إضافة الى التكنولوجيا الاسرائيلية للإمارات.
لكن ثمة ملف آخر يبدو حساسا بالنسبة إلى إسرائيل: احتمال أن تبيع الولايات المتحدة الإمارات مقاتلات من طراز اف- 35.
تاريخيا، عارضت إسرائيل على الدوام بيع هذه المقاتلات لدول أخرى في الشرق الأوسط لأنها تريد الحفاظ على تفوقها التكنولوجي في المنطقة.
وأكد نتنياهو “هذه الصفقة لم تشمل قبول إسرائيل بأي صفقة أسلحة”.
أما بومبيو فحفظ للإمارات حقها في الدفاع عن نفسها ضد إيران.
وقال “لدى الولايات المتحدة مطلب قانوني في ما يتعلق بالتفوق العسكري النوعي (لإسرائيل)، سنواصل احترام ذلك”.
وأضاف وزير الخارجية الأميركي “تمتد علاقاتنا الأمنية مع الإمارات لعشرين عاما اذ قدمنا لهم المساعدة الفنية والعسكرية”.
واشار بومبيو إلى أن واشنطن “ستستمر في مراجعة هذه العملية للتأكد من أننا نقدم لهم المعدات التي يحتاجون إليها لتأمين شعبهم والدفاع عنه”.-(ا ف ب)