بين الألم والأمل: أجمل قصائد نازك الملائكة
- ذات صلة
- تحليل قصيدة الكوليرا لنازك الملائكة
- تحليل قصيدة أنا لنازك الملائكة
‘);
}
قصيدة: البحث عن السعادة
قد بحثْنا عن السّعادةِ لكن
‘);
}
-
-
- ما عثرنا بكوخها المسحور
-
أبدًا نسأل الليالي عنها
-
-
- وهي سرّ الدنيا ولغزُ الدّهور
-
طالما حدّثوا فؤادي عنها
-
-
- في ليالي طفولتي وصبايا
-
طالما صوّروا لعينيّ لقيا
-
-
- ها وألقوا أنباءها في رؤايا
-
فهي آنًا ليست سوى العطرُ والألـ
-
-
- وانُ والأغنياتُ والأضواء
-
ليس تحيا إلا على باب قصر
-
-
- شيّدَتْه أيدي الغنى والرخاء
-
وهي آنًا في الصّومِ عن مُتعِ الدنـ
-
-
- ـيا وعند الزّهادِ والرهبان
-
ليس تحيا إلا على صخر المعـ
-
-
- ـبد بين الدعاءِ والإيمان
-
وهي حينا في الإثمِ والمُتعِ الدنـ
-
-
- ـيا وفي الشرّ والأذى والخصام
-
ليس تصفو إلا لقلب دنيء
-
-
- لائذ بالشرور والآثام
-
وهي في شرع بعضهم عند راع
-
-
- يصرف العمر في سفوح الجبال
-
يتغنى مع القطيع إذا شا
-
-
- ء تحت الشّذى والظّلال
-
وهِي في شَرعِ آخرين ابنةُ العزِّ
-
-
- لة والفنِّ والجمالِ الرفيعِ
-
ليس تحيا إلا على فم غرّيـ
-
-
- د يغني أو شاعر مطبوع
-
وهي حينا في الحبّ يلهمها سهـ
-
-
- ــم كيوبيد قلب كلّ محبّ
-
ليس تحيا إلا على شفة العا
-
-
- شق يشدو حياته لحن حبّ
-
حدّثوني عنها كثيرًا ولكنْ
-
-
- لم أجدْها وقدْ بحثْتُ طويلًا
-
لم أزلْ أصرفُ الليالي بحثًا
-
-
- وأغّني بها الوجودَ الجَميلا[١]
-
قصيدة: خمس أغانٍ للألم
- مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
- ساقي مآقينا كؤوسَ الأرَقْ
- نحنُ وجدناهُ على دَرْبنا
- ذاتَصباحٍ مَطِيرْ
- ونحنُ أعطيناهُ من حُبّنا
- رَبْتَةَ إشفاقٍ وركنًا صغيرْ
- ينبِضُ في قلبنا
- فلم يَعُد يتركُنا أو يغيبْ
- عن دَرْبنا مَرّهْ
- يتبعُنا ملءَ الوجودِ الرحيبْ
- يا ليتَنا لم نَسقِهِ قَطْرهْ
- ذاكَ الصَّباحَ الكئيبْ
- مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
- ساقي مآقينا كؤوس الأرَقْ
- مِن أينَ يأتينا الأَلمْ؟
- من أَينَ يأتينا؟
- آخَى رؤانا من قِدَمْ
- ورَعى قوافينا
- أمسِ اصْطحبناهُ إلى لُجج المياة
- وهناكَ كسّرناه بدّدْناهُ في موج البُحَيرة
- لم نُبْقِ منه آهةً لم نُبْقِ عَبْرة
- ولقد حَسِبْنا أنّنا عُدْنا بمنجًى من أذَاهْ
- ما عاد يُلْقي الحُزْنَ في بَسَماتنا
- أو يخْبئ الغُصَصَ المريرةَ خلف أغنيَّاتِنا
- ثم استلمنا وردةً حمراءَ دافئةَ العبيرْ
- أحبابُنا بعثوا بها عبْرَ البحارْ
- ماذا توقّعناهُ فيه؟ غبطةٌ ورِضًا قريرْ
- لكنّها انتفضَتْ وسالتْ أدمعًا عطْشى حِرَارْ
- وسَقَتْ أصابعَنا الحزيناتِ النَّغَمْ
- إنّا نحبّك يا ألمْ
- أليسَ في إمكاننا أن نَغْلِبَ الألمْ؟
- نُرْجِئْهُ إلى صباحٍ قادمٍ؟ أو أمْسِيهْ
- نشغُلُهُ؟ نُقْنعهُ بلعبةٍ؟ بأغنيهْ؟
- بقصّةٍ قديمةٍ منسيّةِ النَّغَمْ؟
- ومَن عَسَاهُ أن يكون ذلك الألمْ؟
- طفلٌ صغيرٌ ناعمٌ مُستْفهِم العيونْ
- تسْكته تهويدةٌ ورَبْتَةٌ حَنونْ
- وإن تبسّمنا وغنّينا له يَنَمْ
- يا أصبعًا أهدى لنا الدموع والنَّدَمْ
- مَن غيرهُ أغلقَ في وجه أسانا قلبَهُ
- ثم أتانا باكيًا يسألُ أن نُحبّهُ؟
- ومن سواهُ وزّعَ الجراحَ وابتسَمْ؟
- هذا الصغيرُ.. إنّه أبرَأ مَنْ ظَلَمْ
- عدوّنا المحبّ أو صديقنا اللدودْ
- يا طَعْنةً تريدُ أن نمنحَها خُدودْ
- دون اختلاجٍ عاتبٍ ودونما ألمْ[٢]
قصيدة: إلى ميسون
إن خَبَتْ أعينُ النجوم
-
-
- وسَجتْ بسمة القمرْ
-
واختفت خضرة الكروم
-
-
- وذوى الورد وانتشرْ
-
كنتِ لي أنتِ كوكبًا مخمليّ الـ
-
-
- ـلمس ينثالُ عطرِ وضوءِ
-
كان لي من بريق عينيك لون الـ
-
-
- ـقمر اللّدْن في ليالي الدفءِ
-
كان وحيي حكاية منكِ فيها
-
-
- من شذى الورد ألف شيء وشيءِ
-
كانَ لي من صفاءِ وجهك بدءٌ
-
-
- لأغاني حبٍّ وحبٍ وحبِّ
-
معبر للجمال من شاطئ المجـ
-
-
- ـهول يرسي أتلاقُهُ عند قلبي
-
قصيدة: مأساة الأطفال
ودموعُ الأطفالِ تجرحُ لكنْ
-
-
- ليس منها بدٌّ فيا للشّقاء
-
هؤلاءِ الذينَ قدْ منحُوا الحسَّ
-
-
- وما يملكونَ غيرَ البكاءِ
-
منحَتْهم كفُّ الطّبيعةِ قلبًا
-
-
- بشريًّا يستشعرُ الآلاما
-
ورمتهم في كفّةِ القدرِ الغا
-
-
- شمِ جسمًا لا يستطيعُ كَلاما
-
فإذا ما بكَوا فأدمع خرس
-
-
- ربما كان خلفَها ألفُ معنى
-
ربما كانَ خلفَها الألمُ القا
-
-
- تلُ أو رغبةٌ مع الريحِ تفنى
-
ربّما ربّما وما ينفعُ الظنّ
-
-
- ونوحُ الأطفالِ ملءَ الحياة
-
وُلدوا صارخين بين يدِ الأقـ
-
-
- ـدارِ فليصْرخُوا ليومِ الممات
-
علّهم يدركون ما لم نقف نحـ
-
-
- ـنُ عليهِ من ظلمةِ الأسرارِ
-
ويرونَ الحياةَ ليلًا من الشرِّ
-
-
- تدلّى على حفافِ النّار
-
فهم يصرخون من ألمِ المُقـ
-
-
- ـبلِ أو يندبون ما قدْ أضاعُوا
-
أو لم يقبلوا على غيهبِ العا
-
-
- لمِ حيثُ المحيا أسًى وصراع
-
لم يزلْ في نفوسِهم أثرُ الما
-
-
- ضي النقيِّ الجميلِ أو ذكراه
-
حين كانُوا في عالمٍ عبقريٍّ
-
-
- كلُ حيٍّ على ثراه إله
-
عالمٌ غير عالمِ البشرِ المرّ
-
-
- بعيد عن الدّجى والفناء
-
قصيدة: بين قصور الأغنياء
سرت بين القصور وحدي طويلًا
-
-
- أسأل العابرين أين الطروب؟
-
فإذا فتنةُ القصورِ ستارٌ
-
-
- خادعٌ خلفَه الأسى والشحوب
-
لمْ أجدْ في القصورِ إلا قلوبًا
-
-
- حائرات وعالمًا محزونا
-
ليس إلا قومٌ يضيقونَ بالأيّـ
-
-
- ـام ضيقَ الجياعِ والبائسينا
-
ليس ينجيهم الغنى من يدِ الأشـ
-
-
- ـجانِ ليستْ تُنجيهم الكبرياء
-
ليسَ يعفو المماتُ عنهم فهم حز
-
-
- نٌ وصمتٌ وحـيرةٌ وبكاءُ
-
كم وراءَ القصورِ من مُقَلِ تبـ
-
-
- ـكي وتشكو قساوةَ المقدور
-
كم قلوبٍ تودّ أن تبدلَ القصـ
-
-
- ـرَ بكوخٍ على حفافِ الغـدير
-
إن يكونوا نجَوا من الجوعِ والفقـ
-
-
- ـرِ ولم يفترسْهم الحرمان
-
فلقد طالما أحسُّوا بجوعِ الـ
-
-
- ـروح واستعبدَتْهم الأحْزان
-
إنْ يَكونُوا يقضُون أيّامَهم بيـ
-
-
- ـن الحريرِ الملوّنِ الجذّاب
-
فغدًا تعبرُ الدهورُ وهم مو
-
-
- تى على الشّوكِ والحصَى والتّراب
-
إن يكن في قصورهم من سنا الأضـ
-
-
- ـواءِ ما يُرجِع الظلامَ ضـياء
-
فغدًا يخمدُ الضياءُ وتبقى
-
-
- ظلمةُ اللّيلِ بكرةً ومساء
-
ليس تُنجي القصورُ من ربقةِ الحُز
-
-
- ن إذا طاف بالقلوب دجاه
-
كم غنيِِّ يقضي الحياةَ شقيًّا
-
-
- مغرقًا في أنينهِ وبكاه
-
كلُّ ما في هذا الوجودِ من الأمـ
-
-
- ـوالِ لا يستطيعُ دفع الشّقاء
-
كلُّ تلك الكنوزِ ما غمرَتْ قطّ
-
-
- غنيًّا بساعةٍ من هناء
-
قصيدة: عند الرهبان
سرْ بنا نحوَ ذلك المعبدِ القا
-
-
- ئمِ فوقَ الصّخورِ بين الجبال
-
سرْ بنا سرْ بنا لعلّ لدى الرُّهـ
-
-
- ـبان سرَّ النعيمِ والآمال
-
هؤلاء الزهّادُ في القّنة البيـ
-
-
- ـضاءِ حيث الصفاءُ ملءَ الوجود
-
علّهم يعرفونَ ما قدْ جهلْنا
-
-
- عن شهابِ السّعادةِ المفقود
-
قد سألْت الرهبانَ عن كنزِنا السّحـ
-
-
- ـريّ لكن لم ألقَ منهم جوابا
-
لم يجبْني منهمْ سوى صوتُ محزو
-
-
- نٍ يغّني ويجرعُ الأوصابا
-
لم أجد في تلك الصوامعِ غيرَ الـ
-
-
- أوجهِ الشّاحباتِ والدّيجور
-
لمْ أجدْ غيرَ وُحشةٍ تبعثُ اليأ
-
-
- سَ وصمتٍ كمثلِ صمتِ القبور
-
هؤلاءِ الأشباحُ ماذا تراهم؟
-
-
- آدميّونَ أم بقايا طيوف
-
فيَم جاؤوا وأيةُ سلوى
-
-
- وجدُوها ما بينَ هذي الكُهوف
-
في بعيدِ الآفاقِ تحت دياجيـ
-
-
- ــر وجودٍ تمشي الكآبةُ فيه
-
حيثُ ما زالت الحياةُ كما كا
-
-
- نتْ على عهدِ آدمَ وبنِيه
-
حيث لا زهرٌ لا عرائشُ لا أشـ
-
-
- ـجار لا شيء غير هذا السّكون
-
لا جديد فيه سوى موت حيّ
-
-
- من بنِيه ما بين حين وحين
-
أيّها الراهبُ الذي يقطعُ العمـ
-
-
- ـرَ وحيدًا في كوخِه المكفهرّ
-
هاتِ حدّثني العشّيةَ عما
-
-
- عند دنياكَ من نعيمِ وبشر
-
حدّثُوني عنكم فقالُوا حياة
-
-
- منْ نعيمٍ وأنْفسٌ من نقاء
-
عجبًا أين ما يقولون؟ ما لي
-
-
- لا أرى غيرَ حيرةَ الأشقياء
-
ما الذي عندَكم منَ البشر والأفـ
-
-
- ـراح؟ ماذا يا أيُّها الزاهدونا؟
-
ليس إلا عمرٌ يمرُّ حزينا
-
-
- يتهاوى كآبةً وسكونا
-
حدّثوني عنْكم فقالُوا قلوب
-
-
- نُسجَت من نقاوةٍ وثراء
-
ونفوسٌ صِيغَت من الزّهرِ والعط
-
-
- ـر وهامَت معَ السَّنا والّنقاء
-
أين هذا الّذي يقولُون عنكم
-
-
- أيّها الراهبون؟ أين تراه؟
-
اسم (تاييس) لم يزلْ يملأُ الكو
-
-
- ن فأينَ الّذي أضلّتْ خطاه؟
-
ما نسيْنا غوايةَ الرّاهبِ المسـ
-
-
- ـكينِ في حبِّها، وكيف هداها
-
يا له بائسًا سما بابنة الإثـ
-
-
- ـمِ إلى قمّةِ السّماء وتاها
-
أيّها الرّاهبون لن تنبت الأز
-
-
- هارُ والعطرُ والسّنا في النفوس
-
عبثًا تهربون من مغرياتِ الـ
-
-
- ـعيشِ كم في الوجود من تاييس
-
لنْ تذوقُوا شهْدَ السعادةِ ما دمـ
-
-
- ـتم أَناسيّ من ترابٍ وماء
-
كتبَتْ هذهِ الطّبيعةُ للأحـ
-
-
- ـياءِ أن يكرعُوا كؤوسَ الشّقاء
-
أو تنسونَ أنّكم لم تزالُوا
-
-
- مثلما كنْتُم حَيارَى حَزَانى
-
لم تزلْ فتنةُ الوجودِ تناديـ
-
-
- ـكُم وتهفيكم إلى ما كانا
-
لم تزلْ ذكرياتُ أمسِكُم المَهـ
-
-
- ـجورِ تحيا في الأنفسِ المحزونة
-
وخيالٌ من عالم فاتن الألـ
-
-
- ـوانِ ملْء المشاعرِ المغبونة
-
أيّها الراهبونَ ماذا إذنْ نفَـ
-
-
- ـعَ اعتزالٌ تَشُوبُهُ الصّبواتُ
-
آه عودُوا إلى مصارعةِ الدّهْـ
-
-
- ـرِ وعيشُوا كما تشاءُ الحياةُ
-
أيّها المعبدُ الحزينُ وداعًا
-
-
- أنتَ يا مَن لاذَتْ بهِ آمالي
-
لم أجدْ في حماكَ زهرةً أحلا
-
-
- مي فيا ضيعةَ السّرى والكلال
-
لم أجدْ زهرةَ السعادةِ والأفـ
-
-
- ـراحِ عندَ الزهّادِ والرّاهبينا
-
آه ضاعَتْ أيّامُ عمري وما زا
-
-
- لَ شراعي يطوي فراغًا حزينا
-
عندَ شطِّ الحياةِ ألقيْتُ مرسى
-
-
- زورقِي في الضّبابِ تحتَ الظّلام
-
لقراءة المزيد، انظر هنا: مؤلفات نازك الملائكة.
المراجع[+]
- ↑“البحث عن السعادة”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/5/2021.
- ↑“نازك الملائكة”، جود ريدرز، اطّلع عليه بتاريخ 28/5/2021.