بَوْح ورَوْح

فازت بلقب «أحسن أم» في الوطن. سألوها: بِمَ نِلْتِ اللقب؟ قالت: بالحُب. قالوا: حُب مَنْ؟ قالت: حبُّ الذي فَطرني على نعمة الحُب. ٭ ٭ ٭ سألوها: ما سرُّ نضارَتِكِ وإشراقتكِ، بعد هذا العُمر المديد؟ قالت: مطعم حلال؛ وقلب سليم دائم الاتصال بذي العزة والجلال. ٭ ٭ ٭ بطريقتها المثلى في تقديم درس الإنشاء، حببت إليهن […]

بَوْح ورَوْح

[wpcc-script type=”a6a96e1aae8b32a965cdebc1-text/javascript”]

فازت بلقب «أحسن أم» في الوطن.
سألوها:
بِمَ نِلْتِ اللقب؟
قالت:
بالحُب.
قالوا:
حُب مَنْ؟
قالت:
حبُّ الذي فَطرني على نعمة الحُب.
٭ ٭ ٭
سألوها:
ما سرُّ نضارَتِكِ وإشراقتكِ، بعد هذا العُمر المديد؟
قالت:
مطعم حلال؛
وقلب سليم دائم الاتصال
بذي العزة والجلال.
٭ ٭ ٭
بطريقتها المثلى في تقديم درس الإنشاء، حببت إليهن لغتَهُنَّ الجميلة؛ حتى إذا غدَوْنَ متيمات بأسرار بلاغتها وسحر بيانها ورونق شعرها، تفتقت براعمُ مواهبِهِنَّ فخرجت منها قصائدُ حِسان تُطربُ الوجدان وتَعذُبُ على كلِّ لسان.
٭ ٭ ٭
ما علموا أنها غادرت، يوما، مقر عملها حتى شهدوا لها بإتقان إنجاز مهمتها.
٭ ٭ ٭
ما نقِمت على أحد قَطُّ ، قَدْر نِقمتها على ناكري الجميل !وعلى الذين ضلَّ سعيُهم وهم يتوهمون أنهم يُحسنون صنعا.
٭ ٭ ٭
تفقَّدت جيوبَ بعْلِها فما وجدت في أحدها غيرَ ورقة مطرَّزة بأبيات جميلة تقْطُر رِقَّة.
قالت:
ما سر الورقة العجيبة؟
قال: هي هديتي إليك عزيزتي في عيد زواجنا الخمسين !
ضمتها إلى صدرها وقالت:
سأعلقها في صدارة مجلسنا لتبقى آية لأبنائنا وأحفادنا، شاهدة على مودتنا !
٭ ٭ ٭
ربطهما ميثاق غليظ، وذاقا ما في كأس الحياة مِن صاب ومن عسل، فلما وُهِبا نعمة الخَلَف بثُّوا في خَلَدِهم أنهم خُلقوا للعلم والعمل.
ولمَّا آنَسُوا منهم رُشْدا، وهبوهم ما ادَّخروه لهُم فانطلقوا فرسانا في مضمار الاستثمار حتى غدوا – بحمد الله – قدوة في مجال الإعمار.
٭ ٭ ٭
عاشا متوادَّيْن كأنهما روحان حلاّ بَدَنا، فلما سبقته إلى دار البقاء بقي وحيدا يتجرع مرارة الوحدة. وحتى لا ينسى ما كان بينهما من فضل، عكف على كتابة يوميات تحكي فصول سيرتهما… منذئذ عاش مطمئنا يناجيها إلى أن أنزلوه لحدا جَنْبَ لَحْدِها !

٭ شاعر مغربي

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *