ترغب العديد من النساء في شهر رمضان المبارك بتأخير موعد الدورة الشهرية لديهن وذلك باتباع الطرق المختلفة وذلك لكي تتمكن من صيام شهر رمضان كاملاً؛ حيث لا يجوز للمرأة الصيام خلال فترة الحيض. فما هي طرق تأخير الدورة الشهرية؟ وهل هي مضمونة؟ وما تأثيرها على الصحة؟ في هذا المقال سنجيب على جميع هذه الأسئلة التي تشغل بال العديد من النساء وتربكهم بحلول شهر رمضان، وسنلقي نظرة على إمكانية تأخير الدورة الشهرية أو الحيض باستخدام الطرق الطبية والطبيعية.

ماهي طرق ووسائل تأخير الدورة الشهرية؟

العلاجات الدوائية لتأخير الدورة الشهرية

يطلق الأطباء على هذه الممارسة التلاعب بالدورة الشهرية (بالإنجليزية: Menstrual Manipulation)، ومن الممكن أن يقوموا بوصف موانع الحمل الهرمونية أو أدوية أخرى لتأخير الدورة الشهرية.

حبوب منع الحمل لتأخير الدورة الشهرية

يمكن للنساء الاختيار من بين العديد من حبوب منع الحمل الهرمونية مثل حبوب منع الحمل المركبة المكونة من الإستروجين والبروجستين (بالإنجليزية: Combined Oral Contraceptive Pills).

لا يوجد طريقة مضمونة لتأخير الدورة الشهرية، ولكن قد يكون ذلك ممكناً باستخدام حبوب منع الحمل المدمجة. حيث تتكون حبوب منع الحمل من 28 حبة تقسم كالتالي: 21 من حبوب الهرمون و7 من حبوب الدواء الوهمي (بالإنجليزية: Placebo Pills) ، وبالتالي يمكن للمرأة التي ترغب بتأخير موعد الحيض لديها بتناول 21 حبة من حبوب الهرمون ومن ثم بدء علبة جديدة على الفور دون تناول حبوب الدواء الوهمي، وبذلك تكون قد تخطت الأسبوع الخالي من الهرمونات في جدول الحبوب وبالتالي تأخير موعد قدوم الدورة الشهرية.

ومن الجدير بالذكر أن تناول حبوب منع الحمل بهذه الطريقة لن يؤثر على طريقة عملها كمانع للحمل، ولكن ينصح الباحثون بعدم الاستمرار بتناول حبوب الهرمون لمدة تزيد عن 48 يوماً متتالياً دون أخذ فترة خالية من الهرمون لمدة 7 أيام.

هل من الآمن استخدام حبوب منع الحمل لتأخير الدورة الشهرية؟

بشكل عام من الآمن استخدام حبوب منع الحمل لتخطي الدورة الشهرية. وتشمل مخاطر استخدامها:

  • حدوث نزيف دم متقطع خلال فترة تخطي الدورة الشهرية (بالإنجليزية: Breakthrough Bleeding) وقد يكون على شكل بقع دم، ويختلف توقيت حدوثه من امرأة لأخرى، وقد لا يحدث لدى بعض النساء. وفي حال حدوث ذلك تأكدي من قيامك بمايلي:

    1. اتباع جميع إرشادات الطبيب أو الصيدلاني، فنسيان تناول بعض الحبوب قد يزيد من احتمالية حدوث النزيف المتقطع.
    2. تتبع أي نزيف يحدث؛ حيث يمكن أن يساعدك ذلك في تحديد ما إذا كان حدوث ذلك يزداد أم يقل مع مرور الوقت.
    3. البحث في خيارات الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنة. فحدوث النزيف المتقطع أكثر شيوعاً لدى النساء المدخنات من النساء الغير مدخنات.
    4. تعرفي على علامات الحمل المبكرة، فتأخير الدورة الشهرية أو تأجيل موعد الحيض قد يجعل من الصعب معرفة حدوث حمل.
  • الحمل العرضي (بالإنجليزية: Accidental Pregnancy) قد لا تدرك المرأة بأنها حامل لأسابيع أو أشهر، حيث أنها لا تتوقع الدورة الشهرية في تلك الفترة.

لدى اتباعك لهذه الطريقة لتأخير الدورة الشهرية قد تختبرين بعض الآثار الجانبية مثل:

  • الشعور بالغثيان.
  • الإسهال.
  • نزيف مهبلي غير متوقع.

إذا كنت تتناولين حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجستيرون فقط، فلا يمكنك تأخير الدورة الشهرية عن طريق أخذ علبتين متتاليتين. ولكن يمكنك التحول إلى حبوب منع الحمل المركبة أو تناول دواء آخر لتأخير الدورة الشهرية. إذا لم تكوني متأكدة من نوع حبوب منع الحمل التي تتناولينها، يمكنك استشارة الطبيب أو الصيدلاني.

اقرأ أيضاً: نزول دم مع حبوب منع الحمل

دواء نوريثيستيرون لتأخير الدورة الشهرية

دواء نوريثيستيرون (بالإنجليزية: Norethisterone) هو شكل من أشكال هرمون البروجسترون وهو فعال في تأخير الدورة الشهرية. وفي دراسة قارنت بين فعالية حبوب منع الحمل ودواء نوريثيستيرون في تأخير الدورة الشهرية، وجد الباحثون أن نوريثيستيرون أكثر فعالية من حبوب منع الحمل المركبة لتأخير موعد الحيض عندما تكون المرأة في منتصف الدورة الشهرية. كما أنه يمنع حدوث النزيف الحاد.

ومن الجدير بالذكر بأنه يمكن تناول دواء النوريثيستيرون لفترة مؤقتة فقط وليس كوسيلة لمنع الحمل.

عادة ما يتم البدء بتناول الدواء قبل موعد بدء الدورة الشهرية بـ 3-4 أيام، حيث يتم وصف حبة 2-3 مرات يومياً. ويمكن توقع بدء الدورة الشهرية بعد 2-3 أيام من التوقف عن تناوله. وقد لا يكون دواء نوريثيستيرون مناسباً إذا كان لدى المرأة تاريخ من الجلطات الدموية.

لدى اتباعك لهذه الطريقة وتناول دواء النوريثيستيرون قد تختبرين بعض الآثار الجانبية مثل:

  • الغثيان.
  • الصداع.
  • اضطرابات في المزاج والدافع الجنسي.
  • ليونة في الثدي (بالإنجليزية: Breast Tenderness). 

{article}

العلاجات الطبيعية لتأخير الدورة الشهرية

يعتقد بعض الخبراء أن بعض المواد الطبيعية مثل: خل التفاح قد يكون لها دور في التأثير على الدورة الشهرية. ولكن المعلومات المتوفرة حول هذا الأمر ما زالت محدودة. وفي دراسة أجريت في عام 2013 حول آثار خل التفاح على الإباضة وتضمنت 7 إناث مصابات بمتلازمة تكيس المبايض المتعدد (بالإنجليزية: Polycystic Ovarian Syndrome) مما يتضمن عدم وجود إباضة لديهم، وجد الباحثون أن خل التفاح حفز الإباضة في 4 من أصل 7 إناث مصابين بمتلازمة تكيس المبايض المتعدد.

هل العلاجات الطبيعية فعالة في التأثير على موعد الدورة الشهرية؟

يمكن أن تؤثر بعض العوامل غير الطبية على الدورة الشهرية، فحوالي 50% من الإناث اللواتي يمارسن الرياضة بانتظام يلاحظن تغيرات طفيفة في الدورة الشهرية، و30% منهم تغيب عنهم الدورة الشهرية. ومن العوامل الأخرى التي قد يمكن أن تسبب انقطاع الطمث الإجهاد وفقدان الوزن.

طرق أخرى لتأجيل أو منع نزول الدورة الشهرية

هناك خيارات أخرى لتأخير الدورة الشهرية وتتضمن:

  • اللولب (بالإنجليزية: Progestin Releasing Intrauterine Device IUD).
  • حقن البروجستين (بالإنجليزية: Progestin Injection).
  • لصقات منع الحمل (بالإنجليزية: Contraceptive Patches).
  • مانع الحمل المزروع (بالإنجليزية: Progestin Implant).

يمكنك التحدث مع طبيبك حول هذه الخيارات، ومن المهم استشارة الطبيب قبل استخدام لصقات منع الحمل لتأخير الدورة الشهرية، فبالمقارنة مع حبوب منع الحمل يتضمن استخدام لصقات منع الحمل خطر أعلى لحدوث تجلطات في الدم.

اقرأ أيضاً: اللولب الهرموني لمنع الحمل

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم لصقات منع الحمل وما مدى فاعليتها؟

هل من الآمن تأخير الدورة الشهرية؟

تبعاً للشبكة الوطنية لصحة المرأة (بالإنجليزية: National Women’s Health Network) فإن تخطي الدورة الشهرية آمناً تماماً كالدورة الشهرية المنتظمة، ويمكن للنساء تخطي الدورة الشهرية أو تأخيرها لعدة أشهر متتالية. ومع ذلك من الأفضل مراجعة الطبيب قبل تأخير الدورة الشهرية.

ومن المهم التأكيد على أن تأخير الدورة الشهرية مرة أو عدة مرات متتالية لن يؤثر على فعالية وسائل منع الحمل.

{question}