تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي

المولد النبوي مناسبة دينية عظيمة على قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض؛ لأن في هذا اليوم ولد سيد البشرية النبي محمد

Share your love

المولد النبوي مناسبة دينية عظيمة على قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض؛ لأن في هذا اليوم ولد سيد البشرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
واختلفت الروايات عن بداية الاهتمام بيوم مولد رسول الله محمد، عليه الصلاة والسلام، والاحتفال به، فيذكر الإمام السيوطي أن أول من احتفل بالمولد بشكل كبير ومنظم هو (حاكم أربيل) في شمال العراق الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين، والذي وثقه علماء السنة بأقوالهم.

في الدولة الفاطمية

وتشير بعض الكتب التاريخية أنّ الفاطميين هم أوّل من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، كما احتفلوا بغيره من الموالد الدورية التي عُدت من مواسمها.
وفي سنة 488 هـ (تحت خلافة المستعلي بالله) أمر الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي بإبطال الاحتفال بالموالد الأربعة وهي المولد النبوي ومولد الإمام علي ومولد السيدة فاطمة الزهراء ومولد الإمام الفاطمي الحاضر.
وقد وصف الدكتور عبد المنعم سلطان في كتابه عن الحياة الاجتماعية في العصر الفاطمي الاحتفالات آنذاك فقال: «اقتصر احتفال المولد النبوي في الدولة (الفاطمية) بعمل الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات، أما الاحتفال الرسمي فكان يتمثل في موكب قاضى القضاة حيث تُحمل صواني الحلوى، ويتجه الجميع إلى الجامع الأزهر، ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب، ثم يُدعى للخليفة، ويرجع الجميع إلى دورهم.

الدولة الأيوبية

كانت الاحتفالات بالمولد النبوي في العهد الأيوبي بشكل منظم في عهد السلطان صلاح الدين، إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيراً في كل سنة، وكان يصرف في الاحتفال الأموال الكثيرة، حتى بلغت ثلاثمئة ألف دينار، وذلك كل سنة، وكان يتم الاحتفال بالمولد سنة في 8 ربيع الأول، وسنة في 12 ربيع الأول، لسبب الاختلاف بتحديد يوم مولد النبي محمد.
فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيرًا وزفّها بالطبول والأناشيد، حتى يأتي بها إلى الميدان، ويشرعون في ذبحها، ويطبخونها، فإذا كانت صبيحة يوم المولد يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، ويُنصب كرسي للوعظ، ويجتمع الجنود ويعرضون في ذلك النهار، بعد ذلك تقام موائد الطعام، وتكون موائد عامة عامرة بالطعام.

العثمانيون
كان لسلاطين الخلافة العثمانية عناية بالغة بالاحتفال بجميع الأعياد والمناسبات المعروفة عند المسلمين، ومنها يوم المولد النبوي، إذ كانوا يحتفلون به في أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان، فلمّا تولى السلطان عبدالحميد الثاني الخلافة قصر الاحتفال على الجامع الحميدي.
فقد كان الاحتفال بالمولد في عهده متى كانت ليلة 12 ربيع الأول يحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة وكبراؤها بأصنافهم وجميعهم بالملابس الرسمية التشريفية، وعلى صدورهم الأوسمة، ثم يقفون في صفوف انتظارًا للسلطان، فإذا جاء السلطان، خرج من قصره راكباً جوادًا من خيرة الجياد، بسرج من الذهب الخالص، وحوله موكب فخم، وقد رُفعت فيه الأعلام، ويسير هذا الموكب بين صفين من جنود الجيش العثماني وخلفهما جماهير الناس، ثم يدخلون الجامع ويحتفلون، فيبدؤون بقراءة القرآن، ثم بقراءة قصة مولد النبي محمد، ثم بقراءة كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على النبي، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر، فينشد المنشدون وترتفع الأصوات بالصلاة على النبي. وفي صباح يوم12 ربيع الأول، يفد كبار الدولة على اختلاف رتبهم لتهنئة السلطان.

في المغرب الأقصى

كان سلاطين المغرب الأقصى يهتمون بالاحتفال بالمولد النبوي، لاسيما في عهد السلطان أحمد المنصور، الذي تولى الملك في أواخر القرن العاشر من الهجرة، وقد كان ترتيب الاحتفال بالمولد في عهده إذا دخل شهر ربيع الأول جمّع المؤذنين من أرض المغرب ثم يأمر الخياطين بتطريز أبهى أنواع المطرَّزات، فإذا كان فجر يوم المولد النبوي، خرج السلطان فصلى بالناس وقعد على أريكته ثم يدخل الناس أفواجاً على طبقاتهم، فإذا استقر بهم الجلوس، تقدم الواعظ فسرد جملة من فضائل النبي محمد ومعجزاته، وذكر مولده، فإذا فرغ بدأ قوم بإلقاء الأشعار والمدائح، فإذن انتهوا، بُسط للناس موائد الطعام.
ليبقى الاحتفال بالمولد النبوي مستمراً إلى عصرنا الحاضر في جميع الدول العربية والإسلامية بالقيام بالأناشيد الدينية وذكر السيرة النبوية.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!