‘);
}
نشأة علم الدلالة
لم يخلُ العصر القديم من الأعمال الأدبية في علمA الدلالة، وظهرت العديد من المُحاولات للتطوير من علم الدلالة، ولا يُمكن الإنكار أنّ مُحاولات التطوير في علم الدلالة ظهرت مُنذ أن عرف الإنسان اللغة، ولكن ظهر علم الدلالة بشكلٍ واضحٍ في العصر الحديث في أواخر القرن التاسع عشر.[١]
يُمكن القول إنّ تاريخ علم الدلالة قد ظهر عند الفلاسفة اليونانيية على وجه التحديد، ولكن كان للعلماء والباحثين العرب دور مُهم في تاريخ اللغة، وأيضًا ساهم الهنود في تاريخ علم الدلالة وتأسيسه، وبدأ الباحثون في علم الدلالة بالبحث بأهمّ قسم من أقسام علم الدلالة وهو قسم قضيّة اللفظ والمعنى.[٢]
الدراسات الأولى في تاريخ علم الدلالة
يوجد العديد من الدراسات التي تخص علم الدلالة، لعلّ من أبرزها ما يأتي:
‘);
}
دراسة العالم ميشال بريال
ظهرت أوّل دراسة قادها العالم اللغوي الشهير”ميشال بريال”، وتناولت هذه الدراسة حول قضية اللفظ والمعنى، ذلك في عام 1883م عندما قام ببحث يحمل عنوان “semantique”، وقامت الدراسة في ذلك الوقت بالبحث عن دلالة العديد من الألفاظ التي ظهرت مُنذ القدم، ويُرجح أنّها تمتدّ إلى أوروبا والهند.[٣]
أحدث هذا البحث توقّعات لم تكن في حسابات العالم اللغوي ميشال بريال، إذ أصبح هذا البحث من بدايات تأسيس تاريخ علم الدلالة، وهو دلالة على البحوث التي تتعلّق بالمعاني، وحظيت هذه الدراسة بالشهرة الواسعة في كافّة أرجاء أوروبا، وأحدث ضجّة وصدى عالييَن في علم الدراسات اللغوية ليبدأ معه تاريخ علم الدلالة.[٣]
دراسات الهنود في علم الدلالة
بدأ تاريخ علم الدلالة عند الهنود قديمًا بكتاب يعرف ب”الفيدا” وهو كتاب ديني اشتُهر عند الهنود، ويُعرف هذا الكتاب بأنّه كتاب ديني ولكن اهتم في مواضيعه بدراسة اللغة والدراسات الألسنية، وتضمّن في موضوعات الحديث عن علم الدلالة ومواضيعها، واهتمّ الهنود بكتابه الديني لأنّه يُساعد في جميع مناحي حياتهم الفكرية والسياسية.[٣]
دراسة العالم دار مستتر
أظهرت دراسة العالم دار مستتر حقيقة الدلائل، وأصدر الكتاب في عام 1887م، تحدّث فيه عن دراسته التي لاقت صدىً واسعاً في تطوير الدلالة والألفاظ عن طريق معانيها، وحملت هذه الدراسة عنوان “حياة الألفاظ”، هي دراسة درس فيها الجزء التاريخي لعلم الدلالة دون وصف الأمر، وتحدّث العالم مُستتر في دراسته على الألفاظ وطرق معانيها.[٤]
تضمّنت دراسته عن علاج الألفاظ، وقد وضع له تشبيه خاصاً، وقام بتشبيهه بالكائن الحي الذي عندما يبدأ يكون له نهاية، بمعنى أنّ الروح مُرتبطة باللغة والألفاظ مع الإنسان الذي لا يستطيع الاستغناء عنها في حياته اليومية، والتي تُساعده على التعبير عن حياته.[٤]
دراسة الآمدي
تناولت دراسة الآمدي حول تاريخ علم الدلالة في كتابه “الأحكام”، دراسات واسعة حول علم الدلالة وتاريخها والانطلافات الفكرية الدلالية الجديدة، واعتبر هذا الكتاب بأنّه كنز ثمين في علم الدلالة ومرجع أساسي لها، وأنّه ذو قيمة عالية للطلاب والباحثين لما يحتويه هذا الكتاب عن معلومات مُفيدة في علم الدلالة.[٥]
تاريخ علم الدلالة عند اليونانيين
عرف اليونانين اهتمامهم بعلم الدلالة وإجراء العديد من الأبحاث والمُناقشات له، وتضمّن عند اليونانين العديد من القضايا الفلسفية والأدبية واللغوية، ومنها قضية الدال والمدلول في علم الدلالة، فكان للفلاسفة اليونان نظرة خاصّة في علم الدلالة، وبالأخص في قضية الدال والمدلول، ويُعتبر اليونانين من أوائل من قام بالحديث عن علم الدلالة وتاريخها.[٦]
ظهر في العصر اليوناني العديد من الفلاسفة الذي تحدّث عن تاريخ علم الدلالة وأقسامه وقضاياه وعن نظريات علم الدلالة واتجاهاته، وجاءت من هذه الاتجاهات لتاريخ علم الدلالة الآتي:
الاتجاه الأول في تاريخ علم الدلالة عند اليونانيين
تواجد في الاتجاه الأول الفيلسوف اليوناني الشهير الذي عُرف بفلسفته في علم الدلالة أفلاطون، وتحدّث في دراسته عن أستاذه سقراط، وتمّ الحديث عن العلاقة الطبيعة بين الكلمة ومعناها في علم الدلالة، وتحدّث أيضًا أفلاطون عن أوّل نشأة الألفاظ في علم الدلالة.[٧]
الاتجاه الثاني في تاريخ علم الدلالة عند اليونانيين
تناول الاتجاه الثاني الذي قاده الفيلسوف اليوناني سقراط، إذ تحدّث فيه عن تاريخ العلاقة بين اللفظ والمعنى في علم الدلالة، وكيف أنّ المعنى يُعدّ جزء لا يتجزأ من علم الدلالة، وظّل تقسيم الكلام مُتأثرًا بالحضارة الأوروبية وليس العرب، أمّا عن العرب فالدراسة التفكير النحوي والدراسة الدلالية القديمة، قد قامت بتوضيح التفكير الإنساني، وأنّ الدلالة والمعاني قد قُسّمت جُزيئات الكلام.[٨]
المراجع
- ↑كاتب غير محدد، علم الدلالة في التراث، صفحة 23_88.
- ↑بيار غيو ، علم الدلالة، صفحة 56_99.
- ^أبتأحمد مختار عمر، نشأة علم الدلالة، صفحة 1-3. بتصرّف.
- ^أبدرقاوي مختار، من العلامة إلى المعنى دراسة لسانية ودلالية لدى علماء الأصول، صفحة 44-46. بتصرّف.
- ↑كلية التربية جامعة الأزهر، دراسة أصولية مقارنة في دلالات الألفاظ الواضحة والخفية عن الأصوليين، صفحة 585. بتصرّف.
- ↑كاتب غير محدد، علم الدلالة جيرو، صفحة 122_166.
- ↑احمد مختار عمر ، علم الدلالة، صفحة 111_123.
- ↑عبدالله بو خلخال، العلاقة بین المفھوم المعجمي والاستعمال ع البشیر الإبراھیمي من خلال عیون البصائر، صفحة 4-7. بتصرّف.