‘);
}

تاريخ غزوة الخندق

وقعت غزوة الخندق في شهر شوال من العام الخامس للهجرة، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء، ومنهم: ابن إسحاق، وعروة بن الزبير، والبيهقي، وقتادة، وابن القيم، والذهبي -رحمهم الله جميعاً-،[١][٢] واستمرت هذه الغزوة المباركة في شوال وذي القعدة وبعض ذي الحجة،[٣] وقد خرج مشركو قريش وانضمّ لهم مقاتلين من غطفان وبني مرة وغيرهم، وعسكروا على مشارف المدينة المنورة.[٤]

وسُمّيت هذه الغزوة أيضاً بغزوة الأحزاب، فأما عن سبب تسميتها بغزوة الخندق فذلك نسبةً للخندق الذي أشار الصحابي الجليل سلمان الفارسي بحفره، فقد كان معروفاً في بلاد الفرس، وكانت حيلةً في الحرب لا يعرفها العرب، وقد أعجبت النبي هذه الحيلة فأمر النبي بتنفيذها،[٥] أما إطلاق تسمية الأحزاب على هذه الواقعة فقد ذُكرت في القرآن الكريم، حيث أورد الله -سبحانه وتعالى- سورةً أسماها بالأحزاب، وذلك لأنه اجتمع المشركون والكثير من الأعداء من قريشٍ وغطفان واليهود وغيرهم في صعيدٍ واحدٍ، وتحزّبوا لعلهم يقضون على المسلمين بضربةٍ واحدةٍ، وقد ذكر الله -تعالى- في سورة الأحزاب صعوبة الأحداث والرعب المصاحب لها في هذه الغزوة، فقال -جلّ وعلا-: (إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا).[٦][٧]