وأفاد مراسلنا في كردستان العراق بأن التوتر لا يزال سيد الموقف في السليمانية، ثاني أكبر محافظات الإقليم، خاصة في البلدات والقرى البعيدة عن مركز السليمانية.

ولفت إلى أن هناك تأهبا أمنيا كبيرا في السليمانية، حيث انتشرت قوات الأمن تحسبا لانتشار الاحتجاجات على نطاق أوسع.

وقال إن المواجهات تجدد في منطقة قرميان وضواحي حلبجة، مشيرا إلى احتمال تتجدد الاحتجاجات في مناطق أخرى وارد.

وخرج متظاهرون في السليمانية، الاثنين، إلى الشوارع احتجاجا على تأخر صرف رواتب الموظفين منذ أشهر عدة، وطلبا لتحسين الخدمات المتردية والشحيحة مثل الكهرباء والوقود.

وتخللت تلك الاحتجاجات، أعمال أعنف قتل فيها شخصا وأصيب أكثر من 10 آخرين على الأقل، كما تعرضت مقار الأحزاب الحاكمة في الإقليم وتلك المعارضة إلى الحرق على حد سواء.

ومن المقرر أن تلتئم قيادة الأحزاب الحاكمة في الإقليم، الثلاثاء، بحضور رئيس الإقليم، نيجيرفان بارزاني، لبحث الأوضاع في الإقليم.

وكان رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، أصدر بيانا في وقت سابق قال فيه إن “التظاهرات السلمية والحضارية حق مشروع في إطار القانون، لكن محاولات التخريب تختلف عن المطالب المشروعة”.

لكن، بدا أن للرئيس العراقي، برهم صالح، رأي آخر، وقال إنه “يجب على سلطات الإقليم تلبية مطالب المحتجين، والعمل على حلول جذرية لمشكلة الرواتب وتحسين الأحوال المعيشية، وذلك عبر خطوات سريعة وجدية ترتكز على المصارحة وتوجيه موارد الشعب لخدمة المواطنين (…)”.

وتابع صالح، الذي ينتمي إلى الإقليم: “العنف ليس حلاً لمواجهة مطالب المواطنين المشروعة، ويجب احترام إرادة ومطالب المتظاهرين السلميين، ونطلب من القوات الأمنية التصرف حسب القانون والابتعاد عن استخدام العنف”.

وفي الوقت نفسه، دعا صالح المواطنين في الإقليم إلى احترام القوات الأمنية والمحافظة على الممتلكات العامة والأمن العام.

ويعاني إقليم كردستان العراق أسوة ببقية البلاد من أزمة اقتصادية خانقة، بسبب فيروس كورونا وهبوط أسعار النفط، مما جعل حكومة الإقليم عاجزة عن دفع الرواتب منذ أشهر.