تجميد البويضات (بالانجليزية: Oocyte cryopreservation): هي عملية يتم خلالها استخراج البويضات من النساء خلال سن الخصوبة، وتجميدها وحفظها كوسيلة للحفاظ على خصوبة المرأة مستقبلاً مع التقدم بالعمر.

كيف تتم عملية تجميد البويضات؟

يتم بالبداية إجراء فحوصات معينة لمخزون البويضات لدى المرأة من قبل فريق طبي مختص لتحديد عدد البويضات المحتمل قبيل إجراء عملية تحفيز المبيض، كما يتم أيضاً إجراء بعض فحوصات الدم، والتصوير بالموجات فوق الصوتية لمنطقة الحوض، كما قد يتم إجراء بعض الفحوصات للتأكد من عدم معاناة المرأة أي أمراض معدية، مثل التهاب الكبد، أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الايدز)، وعلى الرغم من أنّ هذه الأمراض لا تمنع عملية تجميد البويضات، إلا أنّه يجب حفظ البويضات المصابة بشكل منفصل لمنع تلوث العينات الأخرى.

تبدأ بعد الفحوصات عملية تحفيز المبيض (بالانجليزية: Ovarian stimulation)، التي يتم استعمالها أيضاً في عمليات الإخصاب الصناعي (بالانجليزية: In-vitro fertilization)، والتي تتضمن استعمال بعض الأدوية الهرمونية التي تشمل ما يلي:

  • حبوب منع الحمل، تقوم هذه الحبوب بتعطيل هرمونات الجسم الطبيعية مؤقتاً، والتي تستعمل عادةً لمدة أسبوع أو أسبوعين، إلا أنّه يمكن الاستغناء عنها في الحالات المستعجلة.
  • الحقن الهرمونية، تساعد هذه الحقن على زيادة إنتاج البويضات، وتسريع نموها وتطورها، وتستعمل عادةً لمدة 9- 10 أيام.

اقرأ أيضاً: هل تسبب حبوب منع الحمل العقم؟

يتم بعد ذلك تجميع البويضات عن طريق سحبها مهبلياً مع السائل المحيط بها تحت تأثير التخدير، ثم يتم معاينة البويضات تحت المجهر، وانتقاء البويضات الناضجة منها لتجميدها وحفظها، ويتراوح بالعادة عدد البويضات المستخرجة من النساء بعمر 38 سنة أو أقل بين 10- 20 بويضة.

يتم تجميد البويضات عن طريق استعمال سائل تجميد (بالانجليزية: Cryoprotectant) يضاف إلى البويضات للحفاظ عليها، ثم يتم تجميدها عن طريق التبريد البطيئ، أو عن طريق ما يعرف بالتزجيج (بالانجليزية: Vitrification)، وهي عملية تتضمن تبريد سريع جداً للبويضات، وهي الطريقة الأكثر استعمالاً، ثم يتم حفظها في النيتروجين السائل.

تحفظ البويضات المجمدة في حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، وتشير الأدلة العلمية إلى أنّه يمكن حفظ هذه البويضات مجمدة لفترات زمنية طويلة تصل بالعادة إلى 10 سنوات، إلا أنّها قد تصل في بعض الحالات إلى 55 سنة، دون أن يؤثر ذلك في جودة هذه البويضات.

اقرأ أيضاً: كل ما تريد أن تعرفه عن الإخصاب الاصطناعي (IVF)

كيف تستعمل البويضات المجمدة؟

يتم عند رغبة المرأة واستعدادها للحمل القيام بوضع البويضات المجمدة في سائل تدفئة لكي تذوب، ثم يتم فحصها وتقييمها للقيام بعملية الحقن المجهري (بالانجليزية: Intra Cytoplasmic Sperm Injection)، التي يتم خلالها حقن حيوان منوي واحد فقط مباشرة في البويضة، ثم يتم تنمية البويضة الملقحة في وسط خاص حتى تصبح جاهزة للنقل إلى رحم المرأة وحدوث الحمل، الأمر الذي يستمر عادة 3- 5 أيام بعد حدوث التلقيح.

من يحتاج إلى إجراء تجميد للبويضات؟

يمكن اللجوء إلى عملية تجميد البويضات في عدد من الحالات التي تشمل ما يلي:

  • للنساء اللواتي يعانين من السرطان، ويتطلبن الحصول على العلاج الكيماوي، أو العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض، بشكل قد يؤثر على الخصوبة لديهن.
  • للنساء اللواتي سيخضعن لعمليات جراحية قد تسبب ضرراً للمبايض لديهن.
  • للنساء المعرضات لخطر الإصابة بفشل المبيض المبكر (بالانجليزية: Premature ovarian failure) نتيجة اعتلالات كروموسومية مثل متلازمة تيرنر (بالانجليزية: Turner syndrome)، أو وجود تاريخ عائلي لحدوث انقطاع مبكر للدورة الشهرية.
  • للنساء اللواتي يعانين من أمراض المبايض، مع وجود خطر إصابة المبايض بالضرر.
  • للنساء اللواتي يعانين من تشوهات جينية تتطلب إزالة المبايض.
  • للنساء المعرضات لخطر الإصابات الشديدة أو الموت، كالمجندات في القوات المسلحة في مناطق الحروب.
  • الحفاظ على الخصوبة لأسباب شخصية أو اجتماعية أو غيرها من الأسباب التي تتطلب تأخير الحمل والولادة.

ما مدى نجاح حدوث الحمل باستعمال البويضات المجمدة؟

يعتمد مدى نجاح حدوث الحمل باستعمال البويضات المجمدة بشكل أساسي على عمر المرأة وقت استخراج وتجميد بويضاتها، وعلى عدد البويضات المستخرجة، كما أنّ هذه الطريقة لا توفر ضمان لحدوث الحمل، حيث وصلت نسبة نجاح الحمل باستعمال البويضات المجمدة في عام 2017 إلى 19% فقط، كما تقدر نسبة حدوث الحمل للبويضة المجمدة الواحدة بين 4- 12%، بالإضافة إلى عدم وجود بيانات كافية حول نسب نجاح هذه التقنية حيث أنّها تقنية جديدة نسبياً.

تقل نسب حدوث الحمل كلما تقدم عمر المرأة التي تم استخراج البويضات منها فيه، حيث أنّ نسب حدوث الحمل قليلة عند النساء اللواتي استخرجت منهن البويضات بعد عمر الثامنة والثلاثين، إلا أنّ عمر المرأة وقت رغبتها باستعمال البويضات المجمدة ليس له تأثير على نسبة حدوث الحمل.

اقرأ أيضاً: علاج العقم بالخلايا الجذعية

ما مدى امان تقنية تجميد البويضات؟

تعتبر تقنية تجميد البويضات تقنية عالية الامان، إلا أنّ بعض النساء قد يعانين من بعض الأعراض الجانبية الخفيفة المرتبطة باستعمال الأدوية الهرمونية، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض المعدية أو حدوث نزيف مرتبط بعملية استخراج البويضات من المرأة.

قد تعاني بعض النساء في بعض الحالات النادرة خلال عملية تجميد البويضات من ما يعرف بمتلازمة فرط تحفيز المبيض (بالانجليزية: Ovarian hyperstimulation syndrome)، والتي ينتج عنها تضخم للمبايض وتجمع للسوائل في منطقة الحوض والبطن، وقد تكون هذه الحالة خطيرة، كما تزيد مخاطر الإصابة بمضاعفات الحمل مع تقدم المرأة بالعمر.

تشير أيضاً بعض الأدلة إلى أنّ النساء الحوامل اللواتي استعملن البويضات المجمدة هنّ أكثر عرضة للمعانة من حدوث إجهاض خلال الحمل، إلا أنّ البيانات المتوفرة حول مخاطر حدوث الإجهاض عند استعمال البويضات المجمدة محدودة، حيث أنّ هنالك فقط ما يقارب 5000 طفل حول العالم تمت ولادتهم باستعمال البويضات المجمدة.

تشير البيانات المتوفرة حالياً والتي تقارن فيما بين الأطفال المولودين طبيعياً، والأطفال المولودين باستعمال البويضات المجمدة إلى عدم وجود زيادة في خطر تطور المشاكل والتشوهات الخلقية، أو الاعتلالات الكروموسومية عند الأطفال المولودين من البويضات المجمدة، إلا أنّه لا تزال هنالك حاجة للمزيد من الدراسات طويلة الأمد لتقييم هذه المخاطر بشكل أدق.

الإجراءات المرتبطة بعمليات تجميد البويضات

تتطلب عملية تجميد البويضات اتخاذ بعض القرارات والإجراءات القانونية من قبل المرأة قبل البدء بالعملية، حيث تشمل هذه الإجراءات ما يلي:

  • المدة الزمنية التي ترغب المرأة بحفظ بويضاتها خلالها، حيث تكون المدة التقليدية بالعادة 10 سنوات.
  • الإجراءات التي يمكن اتخاذها بخصوص البويضات في حال وفاة المرأة، أو في حال أصبحت غير قادرة على اتخاذ القرارات بنفسها.
  • إمكانية استعمال البويضات التي لم تستعملها المرأة في علاج حالات أخرى، أو استعمالها في مجال الأبحاث والدراسات والتدريب، أو اقتصارها على علاج المرأة نفسها.
  • وجود أي شروط محددة من قبل المرأة لاستعمال بويضاتها المجمدة في الحالات المختلفة.

يمكن أيضاً للمرأة في أي وقت أن تقوم بالتراجع عن بعض القرارات التي اتخذتها فيما يخص استعمال بويضاتها المجمدة من قبل الآخرين، سواءً للعلاج أو في مجال الأبحاث والدراسات وغيرها.

اقرأ أيضاً: أسئلة حول العقم