تحدي كورونا.. هؤلاء يتعمدون نشر الفيروس حولنا

توقفت حركة المرور فجأة، في أحد شوارع مدينة هيرتفوردشاير في إنجلترا، بسبب مشاجرة نشبت بين زوجين في السبعين من عمرهما

Share your love

تحدي كورونا.. هؤلاء يتعمدون نشر الفيروس حولنا

البعض يحاول بث الرعب في نفوس المحيطين عبر تحدي كورونا

توقفت حركة المرور فجأة، في أحد شوارع مدينة هيرتفوردشاير في إنجلترا، بسبب مشاجرة نشبت بين زوجين في السبعين من عمرهما وثلاثة مراهقين تحت تأثير المخدرات، اقتربوا منهما وأخذوا في السعال بوجهيهما، لبث الرعب فيهما، حيث بات السعال والعطس في أيام كورونا العصيبة كمدفع مصوب نحو القلب مباشرة.

كانت أعمار الذكور الصغار بين 16 و18 و19. تعمدوا إخافة كبار السن، وتمثيل دور المصابين بفيروس كورونا، حتى سقطت الزوجة مغشيا عليها، واستمروا في تكسير سيارة الزوجين، والاشتباك مع المارة الذين حاولوا إنقاذ الزوج المذعور، حتى وصول الشرطة والقبض عليهم.

يأتي هذا في الوقت الذي تتأهب فيه دول العالم لفرض مزيد من القيود، وضمان التزام الجميع بالتدابير الاحترازية بسبب تفشي فيروس كورونا.

وكان وزير الصحة الإيرلندي، سيمون هاريس، هو آخر ضحية لـ “تحدي كورونا”، بعدما اقترب منه رجل وامرأة علانية، وسعلا في وجهه عن قصد، ثم ضحكا وهربا. أدان هاريس الحادث ووصف “تحدي كورونا” بأنه مثير للشفقة.

سيمون هاريس وزير الصحة الإيرلندي (مواقع التواصل)

سيمون هاريس وزير الصحة الإيرلندي

ربما يكون من المفهوم اختيار المراهقين لكبار السن لإخافتهم، لأنه -وحتى الآن- تتركز وفيات فيروس كورونا بين كبار السن، الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة في المتوسط أكثر ​​من الشباب، ولديهم معدل أعلى من الأمراض المزمنة. ورغم أن الأشخاص من جميع الأعمار الذين يعانون من حالات طبية مزمنة معرضون أيضا لخطر أعلى، فإن الوفاة هي النهاية الأكثر شيوعا بين حالات كبار السن.

انتشرت تلك السلوكيات المفزعة حول العالم، ففي ميونيخ، ألقت الشرطة القبض على رجل ألماني بعد نشره فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثناء لعق آلات تذاكر (بطاقات) مترو الأنفاق، لرغبته في نشر فيروس كورونا حسب قوله.

في مقطع الفيديو الذي انتشر عبر الإنترنت، ظهر هذا الرجل البالغ من العمر 33 عاما، وهو يلعق بلسانه آلات تذاكر مترو الأنفاق، ودرابزين السلم الرخامي ودرابزين السلم المتحرك أيضا، بغرض نقل العدوى لكل رواد مترو أنفاق ميونيخ. لكن الشرطة صرحت بأنه ليس من الأكيد أن الرجل مصاب بفيروس كورونا التاجي، لكنه خضع للاختبار أثناء التحقيق معه.

ليس في ألمانيا وحدها، ففي بلجيكا تم تصوير مقطع فيديو لرجل مخمور يرتاد مترو الأنفاق، وهو يخلع قناع وجه كان يرتديه، ثم بدا وكأنه يضع أصابعه في فمه، ويلعقها، قبل فركها بأعمدة القطار ودرابزين باب الخروج.

انتشر الفيديو بسرعة، وسط خوف ودهشة من هذا الفعل، ثم تم سحب القطار الموجود في الفيديو لتطهيره بالكامل، وخروج بيان رسمي من هيئة النقل البلجيكية تؤكد فيه تطهيرها القطارات يوميا لضمان عدم انتشار فيروس كورونا في وسائل النقل العامة.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي انقسموا في حكمهم على المشهد بين مَن يرونه “ممثلا هاويا يسعى للشهرة على الإنترنت واستغلال الوضع الحرج للظهور”، ومَن يؤكد أن الرجل مريض بفيروس كورونا، وبدؤوا في حصد الأرواح التي انتقلت لها العدوى بسبب فعلته.

لا يمكن استبعاد حب الظهور واستغلال الفرصة لكسب المتابعين كسبب لتلك الأفعال. فعلى تطبيق “تيك توك” TikTok -منصة يستخدمها المراهقون لتبادل الفيديوهات- شارك شاب أميركي مقطع فيديو لنفسه وهو يلعق مقعد المرحاض بالطائرة، ليتبعه الكثير تحت اسم “تحدي فيروس كورونا”.

قال الشاب في التحقيقات إنه سئم من الضجة المفتعلة حول فيروس كورونا وحصوله على اهتمام أكبر منه، وإنه هو من يستحق تلك الشهرة. المؤسف أن هذا الشاب تم تشخيصه بالفعل كمريض بفيروس كورونا التاجي، ويخضع للعلاج بالمستشفى.

ورغم مصير صاحب “تحدي فيروس كورونا” المؤلم، فإن الآلاف لا يزالون يتبعون نهجه، ليشاركوا لقطاتهم مع العالم. حيث ظهر أميركي آخر وهو يلعق المراحيض المحلية في ولايته، وعند القبض عليه واختباره تم اكتشاف مرضه بفيروس كورونا، بسبب لعقه للمراحيض العامة، ما اعتبره الكثيرون تجسيدا لـ “الكارما”، وهي مفهوم أخلاقي يشترط إذا فعل الشخص شيئا حسنا أو سيئا أن يلقى الجزاء نفسه.

لا يمكن حصر الأسباب في السعي وراء الشهرة. فمن بين من قاموا بالتحدي كانت إيفا لويز، إحدى نجمات إنستغرام، ونجمة برنامج Dr. Phil Show. وظهرت لويز في فيديو وهي تلعق مقعد المرحاض بالطائرة، وكتبت في تعليقها “أرجوك. أعد نشر هذا الفيديو ليعرف الناس كيف ينتبهوا لصحتهم على الطائرة”، لتكتب بعد ذلك بساعات أنها تشك في إصابتها بفيروس كورونا لشعورها بالحمى والإجهاد، كما ادعت أنها ربحت أربعة آلاف دولار من الفيديو.

انتشرت تلك المقاطع لرجال ونساء يلعقون مقابض السيارات، والصنابير، والمقاعد، وكذلك الأطباق، والموتوسيكلات، وكرة القدم، والشجر، ومقابض الأبواب، وحققت الفيديوهات الموجودة على وسم #CoronavirusChallenge أكثر من تسعمئة مليون مشاهدة على تطبيق “تيك توك” TikTok.

وتقول دكتور ليزا أكرلي، البريطانية الملقبة باسم طبيبة النظافة “قد يظن البعض أنهم لا يقهرون، لكن الفيروس يصيب أي شخص، ومنه إلى آخرين قد لا يصمدون طويلا أمامه”.

وانتقد الطبيب وأستاذ التمريض المتقاعد، جون كامبل، تلك الفيديوهات، وقال إن “هذا السلوك قد يقتل مئات الأبرياء، إذا كان الشخص مصابا. وقد يصاب به إذا كان سليما، ثم ينقله لآخرين”.

بينما يقول دكتور جيف ماكدونالد، عالم النفس بجامعة تورنتو، “إن السعي خلف الظهور والشهرة قد يكون كالطعام بالنسبة للبعض. وبالنسبة للمراهقين هو حاجتهم الملحة في عصرنا”.

يمكن لهذه السلوكيات ببساطة نقل عدوى فيروس كورونا إلى آلاف الأشخاص، ومنهم إلى ملايين الأسر. ففي الأسابيع القليلة الماضية تكرر على مسامعنا ضرورة البقاء في المنزل، والتصرف بمسؤولية تجاه الأفراد والمجتمع من حولنا، لتجاوز أزمة تفشي فيروس كورونا في العالم، ومحاولة الحد من عدد الوفيات.

وقد نوهت منظمة الصحة العالمية بضرورة تجنب السلوكيات التي قد تؤدي لتفاقم الأزمة ونشر العدوى. فيمكن أن يصاب شخص سليم عن طريق القطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف والفم لشخص مصاب بفيروس كورونا عند العطس والسعال.

تلك القطيرات تستقر على الأسطح والأشياء المحيطة بالشخص المصاب، ويستقر معها الفيروس لفترات مختلفة حسب طبيعة السطح سواء المعدني أو الورقي أو الزجاجي، وتشير الدراسات إلى أن فيروس كورونا قد يظل حيا لبضع ساعات أو عدة أيام.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!