‘);
}
التحليل الموضوعي رواية حادثة شرف
تُحاول هذه الرواية أن تُعالج قضيةً مركزيةً، وهي قضية وقوع فعل منافٍ للأخلاق من قبل شاب وفتاة، حتى لو كانت الفتاة مجبرةً على ذلك، وتبعات هذا الفعل ونتيجته عليهما، وماهيّة رد الفعل من قبل أهل البنت، فهذه الرواية تعكس مدى خطورة الوقوع في الأفعال التي تمس العِرض في المجتمعات.[١]
بالإضافة إلى ما سبق، قام الصراع الأساسي في هذه الرواية بين شخصيتين هُما فاطمة وغريب، وقد شكل كل منهما شخصية مضادة للآخر، فغريب يُمثل النزق والطيش والشهوة، في حين أنّ فاطمة مثلت الشرف والعفة، فعلى الرغم من جمالها الفتان وحبها لنظرات الإعجاب من الناس إليها، إلا أنّها كانت تصون شرفها، وقد دافعت عنه عندما حاول غريب سلبها إياه.[١]
تحليل الحبكة لرواية حادثة شرف
تجلت حبكة الأحداث في هذه الرواية منذ بداية السرد، فقد بدأت الأحداث من نقطة التأزم، وذلك بحدوث الفعل الذي كانت كل القرية تنتظره، وهو ضبط فاطمة مع غريب، فقد كانت العزبة كلها تتوقع حدوث هذا الأمر من قبل، وذلك لتشابه كلتا الشخصيتين من ناحية الجمال.[١]
‘);
}
بناءً على ذلك، كانت العزبة وكل من فيها يرى أنّهما مناسبان لبعضهما، ولكن لن يكون بينهما زواج، بل سيكون بينهما فعل محرّم، وسيتم ضبطهما في النهاية، وهذا ما أشرعه السارد في بداية سرده، إذ استهل روايته بفزع أهل العزبة على صوت فاطمة، والقدوم بها على شكل موكب، بينما كان رجال العزبة يتحلقون حول أخيها فرج، وقد عزم في قرارة نفسه على قتلها.[١]
في ضوء ما سبق، نرى أنّ الحبكة تتأزم عندما بدأ فرج يتخيل في رأسه قتله لأخته، لكنه قرر أن يقطع الشك باليقين بعد أن دافعت فاطمة عن نفسها، وأكدت أنّها صرخت عندما وثب غريب أمامها فجأةً، وحاول لمس يدها، إلا أنّه لم يستطع النيل منها، وإنّ المتأمل في هذه الحبكة وما جرى من ضرب لفاطمة، على الرغم من ثبوت عفتها يُبين كم كان الأمر ثقيلًا وحساسًا عند رجال العزبة.[١]
التحليل المكاني لرواية حادثة شرف
إنّ المتأمل في مكان حدوث هذه الرواية يجد أنّه فضاء اجتماعي يخلق جوًا من الترابط والتمازج بين أفراد المجتمع، فهذه العزبة صغيرة المساحة، وقد بُنيت بصورة تُشبه المنزل الكبير، فمنازل هذه العزبة بُنيت بصورة دائرية لها مخرج واحد إلى العالم، بالإضافة إلى أنّ كل أبوابها تُقابل بعضها بعضًا، فلا يُوجد أسرار خلف هذه الأبواب، إضافةً إلى معرفة كل منهم جاره معرفةً دقيقةً.[١]
شكلت سلطة هذا المكان المزاج الثقافي لأبناء هذه العزبة، فقد بثّ ثقافة العيب، وضرورة تجنب ارتكاب مثل هذه الأفعال، بالإضافة إلى أهمية المحافظة على العادات والتقاليد، والعمل بما هو سائد، وذلك للحفاظ على القيم والأخلاق المجتمعية والترابط والتمازج، حتى لا يعم الفساد.[١]
المراجع
- ^أبتثجحخيوسف إدريس، حادثة شرف، صفحة 1-114. بتصرّف.