كيف تتمكن من تخليد الاسم الخاص بك بعد وفاتك؟ إن تخليد الاسم يحتاج إلى بعض الأشياء التي إذا قمت بها تستمر سيرتك وذكراك حتى بعد وفاتك، فما هي هذه الأشياء؟ من هذه الأشياء إنفاق المال في شتى أوجه الخير، ومن هذه الأشياء أيضا ترك العلم النافع الذي يستفيد به الآخرين بعد موتك، ومنها أيضا أن تترك ذرية صالحة تكون لك خير معين لك في حياتك وشاهدة لك بعد مماتك وتكون أيضا سببا في تخليد ذكراك بعد موتك وسوف نستعرض في السطور التالية أهم الأشياء التي تساعد على تخليد ذكراك بعد موتك ومن ضمنها هذه الثلاث التي ذكرتها.
تعرف على طرق مبتكرة من أجل تخليد الاسم
إنفاق الأموال في أوجه الخير
إن كل خير تفعله مع الآخرين يعود عليك بالخير مثلما يعود على الآخرين، فمن يبني مستشفى خيري أو دار أيتام أو مسجدا لله أو أيا من أعمال الخير التي يستفيد منها الآخرين بدون مقابل، يجزيه الله خيرا عن من انتفع من هذه الصدقة الجارية أو عمل الخير حتى بعد موته، وتكون له ذكرى طيبة في هذه الحياة الدنيا وبعد وفاته، ويكون ما فعله سيرى طيبه له يذكرها الناس عنه بعد موته فيقولون رحم الله فلانا على ما قدم من خير. ولن يكون ذلك تخليد لذكراك فحسب فإن للصدقة الجارية فضل كبير وثواب عظيم فهي بمثابة نهر متدفق من الحسنات التي تضاف إلى رصيد أعمال الخير لك، لذا يعد إنفاق الأموال في أوجه الخير عاملاً كبير في تخليد الاسم بعد وفاتك، فنحن نرى مساجد ودور أيتام ومستشفيات خيرية ما زالت شاهدة لمن أسسها بالخير الذي قدمه إلى غيره، لذا فبادر بأي عمل خير قبل وفاتك ليكون شاهدة لك بعد موتك.
العلم النافع
كل ما تقدمه من علم سواء أكان كتابات أو اكتشافات علمية أو حتى النصيحة التي تسدي بها إلى الآخرين تثاب عليها بعد موتك، وتكون ذكرى عطرة لك بعد وفاتك، والمثال أمامنا حي فنحن فنرى الكثير من الكتاب والمفكرين والعلماء والأطباء والفلاسفة والقادة اللذين خلدهم التاريخ، وولدت أجيال وماتت وتلتها أجيال وأجيال وما زالت ذكراهم عطرة خلدتها البشرية تكريما لما قدموه لها من علم نافع وأعمال عظيمة استفاد منها البشر في شتى المجالات، فهناك كتابا تقرأه الأجيال بعد الأجيال ويخلد ذكرى صاحبه وهناك العديد من النظريات العلمية التي اقترنت بأسماء أصاحبها مثل نظرية فيثاغورث فظل اسم العالم فيثاغورث خالد عبر ألاف السنين وهناك أيضا اختراع ظل شاهدا لصاحبه لما كان له من أثر كبير في تطوير حياة البشر وكان هذا الاختراع مثلا سببا في ظهور تقنية جديدة لم يعرفها البشر قبل ذلك فأصبح بمثابة نقلة في حياة البشرية أو رفاهية لم تعرفها البشر قبل ذلك، لذا أصبح ذلك العمل العظيم شاهدة لصاحبه حتى بعد موته، ولا يتوقف ذلك أمام الكتاب والمفكرين والعلماء الخ، فهناك مثال كبير ومثال بسيط في تخليد الاسم، فأنت إن قدمت العلم لغيرك بمثابة صدقة علم أو حتى أسديت له النصيحة، أو علمته مهنة معينة يستطيع منها الكسب الحلال فسوف يتذكرك دائما بالخير، رحم الله فلان علمني شيء استفدت من أو أسدي لي نصيحة كانت بمثابة نبراسًا أو مرشدا لي في حياتي.
الذرية الصالحة في المجتمع
قد يتساءل سائل إني فقير ولا أستطيع أن أتصدق أو إني ليس لدى علم كي أقدمه إلى غيري، أقول لك ربي أولادك على الفضائل وحسن الخلق، علمهم واصنع منهم نموذجا مشرفا في المجتمع لكي يكونوا ذرية صالحة في المجتمع يقدمون الخير له ويخلدون أسمك بعد موتك، فيقول الناس رحم الله أبيه علمه ورباه وصنع منه نموذجاً مشرفا في المجتمع، ولن يتوقف الأمر على ذلك فحسب فما قدمته لذريتك من خير سوف يثيبك الله عليه بالخير الكثير، ولن ينقطع دعاء أولادك لك على ما فعلته معهم، فيكون ما قدمت لأولادك بمثابة تخليد الاسم الذي يجعلك ذكراك عطرة عند أولادك وعند غيرهم. ولن تتوقف الذرية الصالحة على تخليد اسمك بعدد مماتك فقط، وذلك لأن الذرية الصالحة خير كنز يتركه الإنسان بعد مماته، لأن الولد الصالح يكون خير نافع لوالديه في حياتهما وبعد مماتهما.
حسن المعاملة مع الآخرين
حسن المعاملة مع الآخرين والتحلي بالأخلاق النبيلة وأعمال الخير مثل صلة الرحم وزيارة المريض والوقوف بجوار الضعيف ومساعدة الفقراء والمساكين، كلها أعمال تديم ذكراك الطيبة بعد موتك، ويجعل الناس يتذكرونك بعد موتك بكل خير، فتكون أعمال الخير والأخلاق الحميدة بمثابة بصمات تضعها في حياتك تظل شاهدة لك ولسيرتك بعد مماتك، وذلك لأن الأخلاق الحميدة تعد من أهم الأشياء التي تعمل على تخليد الاسم. كن اليد التي تقدم الخير والقلب الطيب الذي لا يعرف حقد أو حسد أو كراهية ويحبه الجميع، لتكون هذه السمات سراج منير تضئ به نفسك الطبية، ولن يكون حسن الخلق تخليدا لاسمك بعد موتك فقط، بل أن له الفضل الكبير والخير الكثير، فكل عطاء تقدمه للآخرين وكل معاملة حسنة تتعامل بها مع الآخرين، سوف يكون لها الأثر الصالح لك، فالجزاء من جنس العمل، فإن تعرضت لأي ضرر في حياتك سوف تجد الجميع بجوارك ولن يتركك أحد وذلك من حلو لسانك وحسن خلقك، فكل عطاء في هذه الحياة له ما يقابله.
بعض السمات الصفات التي يتسم بها الإنسان
هناك بعض الصفات التي يتسم بها المرء تكون سببا في تخليد الاسم بعد الموت ومن هذه الصفات، أن يكون الشخص اجتماعي يعيش مع الجماعة ويبتعد عن الانطواء والعزلة، وذلك يكون له الأثر في تخليد ذكراه، وذلك لأن هذا الشخص يكون معروفا ومشهورا لدى قطاع كبير من الناس إذا ذكره أحدهم تذكره الباقيين، وذلك على عكس الإنسان المنعزل الذي حتى إذا مات بعد عمر طويل لن تجد الكثير من الناس يعرفوه حتى جنازته تراها خالية من البشر، فما بالك بعد بعض سنوات من موته هل سوف يتذكره أحد؟، وهناك سمات أخرى التي تميز صاحبها وتجعل له ذكرى بعد موته كأن يكون الإنسان خفيف الظل أو بشوش ولطيف ومهذب في معاملته مع الآخرين.
الخاتمة
لتخليد أسمائنا بعد موتنا نحتاج إلى بعض الأشياء التي لو حققنا أيا منها سوف تخلد ذكرانا بعد موتنا، وتتلخص هذه الأشياء في كل فعل حسن أو عمل طيب أو إخلاص في عمل خلد صاحبة ليكون عمله هذا نبراسًا للآخرين أو قبس نور يتعلم أو منه من خلفه بعد موته، أو صدقة جارية تصدق بها شخصا ما ظلت شاهدة لأعمال الخير له حتى بعد موته أو على العموم إنفاق المال في شتى أوجه الخير، أو ذرية صالحة كانت سببا في تخليد الاسم للوالدين اللذين أنجبا هذه الذرية، أو حسن الخلق والمعاملة الطيبة مع الآخرين، أو بعض الصفات الحسنة التي ميزت أصاحبها على الآخرين فأصبحت هذه الصفات تخليدا لأسماء أصحابها. وعلى وجه العموم فإن كل ما تفعله في حياتك من خير في هذه الحياة وكل خير تقدمه للآخرين يكون شاهدا لك في حياتك وبعد مماتك.