بغضب واستياء نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين شائعات عن نية لديه لإقالة أبرز أعضاء الفريق الطبي لمكافحة فيروس كورونا المستجد لكنه أطلق معارك جديدة مع الديموقراطيين ووسائل إعلام قبل إعادة فتح الاقتصاد الأميركي الذي تضرر كثيرا بسبب تدابير الحد من الوباء.
وعلى غير عادة، بدأ الإيجاز الصحافي المسائي لخلية أزمة فيروس كورونا في البيت الأبيض بتصريح للطبيب انتوني فاوتشي المعروف عالميا، بهدف تبديد الشائعات عن خلافه بينه وبين الرئيس الجمهوري.
وفي إشارة إلى مقابلة له مع شبكة سي.إن.إن الأحد ذكر خلالها أن فرض تدابير في وقت أبكر كان من شأنه تخفيف تصاعد أزمة كوفيد-19، أوضح فاوتشي أنه كان يرد “افتراضيا”.
وأضاف أن حديثه في المقابلة عن “التصدي” لإغلاق الاقتصاد — وهو ما تم تفسيره على نطاق واسع بأنه للدلالة على امتناع ترامب عن اتخاذ تدابير جذرية — كان “اختيارا خاطئا للكلمات”.
وترامب الذي عزز التكهنات الأحد بإعادته نشر تغريدة منتقدة مع وسم يطالب بإقالة الطبيب، سعد لوضع حد للغط الأخير الذي يدور في البيت الأبيض.
وقال عن فاوتشي “يعجبني” مضيفا “سمعت بأنني سأقيله، لن أقيله، أعتقد أنه شخص رائع”.
لكن ترامب شن بعد ذلك هجوما على أهداف أخرى، مبديا استياءه من اتهامات بأنه أساء التعاطي مع الأزمة.
وفيما ستكون المنافسة حامية على ما يبدو بينه وبين جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تشرين الثاني/نوفمبر، يتعرض ترامب لضغوط هائلة لوقف تفشي الوباء وإنقاذ أكبر اقتصاد في العالم، والذي تشله تدابير التباعد الاجتماعي وسواها من إجراءات الحد من الوباء.
– هجوم على وسائل الإعلام –
وساخطا على ما يعتبرها تغطية إعلامية غير ودية، وجه ترامب انتقادات لاذعة لنيويورك تايمز وسي.إن.إن ووسائل إعلام أخرى.
وقال “المشكلة أن الصحافة لا تغطيها كما يجب” في إشارة إلى آراء على نطاق واسع تعتبر ان استجابة الولايات المتحدة ضد الفيروس كانت بطيئة وأعيقت بسبب عدم الكفاءة.
وقال ترامب إن وسائل الإعلام “عاملته بوحشية”.
بعد ذلك وفي خطوة أولى من نوعها في الإيجازات الصحافية — التي باتت تتخذ نبرة سياسية متزايدة بعد أن كانت مكرسة لإبلاغ العامة عن تطورات الفيروس –عرض ترامب على الصحافيين فيديوهات تم جمعها لمسؤولين رسميين وسواهم يشيدون بالعمل الذي قام به.
وبعد أن ألحت مراسلة شبكة سي.بي.إس نيوز بشأن انقضاء فترة طويلة قبل اتخاذ قرار إغلاق الاقتصاد هاجمها ترامب قائلا “أنت مشينة”.
وقال للصحافية التي كانت تجلس على مسافة قريبة “تعلمين انت مضللة”.
– إعادة فتح الاقتصاد أم لا –
وتبدو المرحلة القادمة للأزمة وشيكة مع إعلان ترامب أنه سيعلن الثلاثاء عن الفريق الذي يحضر لإعادة فتح الاقتصاد.
ورافضا تحديد موعد لإعادة فتح الاقتصاد، لمح ترامب إلى أن مناطق أقل تضررا بالفيروس يمكن أن يسمح لها بأن تفتح في موعد أقرب، ضمن عملية متعاقبة. وقال إنه “قريب جدا” من التوصل لخطة مفصلة.
لكن منذ أسابيع يوجه البيت الأبيض رسائل متضاربة حول ما إذا يتعين على الحكومة الفدرالية أو الولايات اتخاذ القرار بشأن الاستجابة ضد الفيروس.
في وقت سابق الإثنين أعلن حكام ولايات كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن عن قرب التوصل لخطط منسقة لتخفيف تدابير التباعد الاجتماعي.
وأعلنت ولايتا نيويورك ونيو جيرزي وسواهما في شمال شرق البلاد، تشكيل مجموعة لاتخاذ القرارات.
وحذر ترامب الحكام، وهم من الديموقراطيين، من أن عليهم اتباع أوامره.
وقال “لا يمكنهم القيام بأي شيء من دون موافقة الرئيس” وذلك في تصريحات تنذر بالدخول في جدل حول القانون الدستوري.
وأضاف “عندما يكون الشخص رئيس الولايات المتحدة، تكون السلطة شاملة”.
© 2020 AFP