‘);
}

معنى ترتيب الصلاة وحكمه

تَرتيبُ أفعالِ الصّلاةِ يعني: الإتيانُ بأفعالها وِفقاً للطريقة التي صلّى بِها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، والصّلاة فيها أفعالٌ متكرّرة وأفعالٌ غيرُ متتكررة في الرّكعةِ الواحدة، أمّا غير المتكرّرة؛ ككَوْن ترتيبُ القيامِ للقراءة يأتي قبل الرّكوعِ، وكون ترتيبُ الرّكوعِ يأتي قبل السّجود، وأمّا الأفعالُ المُتكررة في الرّكعة الواحدة كالسّجدات.[١]

ويُعدّ الإتيان بهذا الترتيب رُكنٌ مِن أركانِ الصّلاةِ، واتّفق على ذلك الفقهاء الأربعة، وقيلَ انعقدَ عليهِ إجماعُ العلماء، ويستدلّون على ذلكَ بأحاديثٍ عدةٍ، منها حديثُ الرّجلِ المُسيء في الصّلاة حينَ علّمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيفيةَ الصّلاةِ الصحيحة، فقال له: (إذا أنتَ قُمتَ في صلاتِكَ فكبِّرِ اللهَ تعالى، ثمَّ اقرَأْ ما تيسَّرَ عليكَ مِن القرآنِ، وقال فيه: فإذا جلَستَ في وسَطِ الصلاةِ فاطمئنَّ وافترِشْ فخِذَكَ اليُسْرى، ثمَّ تشهَّدْ، ثمَّ إذا قُمتَ فمثلَ ذلك، حتى تفرَغَ مِن صلاتِكَ)،[٢] ووجه ُالدّلالةِ أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- علّمَ الرّجلَ الصّلاةَ على نمطٍ معين، وهو الترتيبُ الصحيحُ لأداءِ أفعالها، وهو ذاتُ النّمطِ الذي كان يصلّي بِه -صلى الله عليه وسلم-، وقد أمرنا باتّباعه فيه حين قال: (صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)،[٣] ولم يُعرَف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد غيّر ترتيب أفعال صلاته أبداً، وهذا بيانٌ وتأكيدٌ على أن التّرتيبَ رُكنٌ لا يجوزُ المَساسُ أو الإخلالُ بِه.[٤]

وبناءً على ذلك تَبطلُ صلاةُ مَن تركَ الترتيبَ الصحيح في الصّلاةِ قاصداً ذلك، أمّا إن تَرَكهُ ناسِياً فإنّه يُؤدّيهِ فور تذكّره قبل بلوغه لنفس الفعل من الرّكعةِ التي تَليها، ثمّ يسجد للسّهو، كما أن ترتيبُ تِعدادِ ركعات الصّلاةِ واجبٌ إلّا في حقِ المسبوق؛ -وهو من لحق بصلاة الجماعة وفاته شيئاً منها-، فإنّه يُصلّي مع الإمام ما تَأخّر من الركعات قبل الأوائل، ثمّ يبني عليها عندَ انتهاءِ الإمامِ من الصّلاة ولا شيءَ عليهِ في ذلك.[٥][٦]