رهام زيدان

عمان- توقع تقرير جديد أصدرته وكالة الطاقة الدولية أن مصادر الطاقة المتجددة ستشكل ما يقرب من 90 ٪ من الزيادة في إجمالي قدرة الطاقة في جميع أنحاء العالم في عام 2020 وسوف تتسارع في العام 2021 إلى أسرع نمو لها في السنوات الست الماضية.
وبحسب التقرير الذي حمل عنوان “الطاقة المتجددة 2020” فإن الطاقة المتجددة تنمو بقوة في جميع أنحاء العالم هذا العام، على النقيض من الانخفاضات الحادة التي سببتها أزمة كوفيد 19 – في العديد من أجزاء قطاع الطاقة الأخرى مثل النفط والغاز والفحم.
وبين التقرير أنه وبدافع من الصين والولايات المتحدة، ستزيد الإضافات الجديدة لقدرات الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم إلى مستوى قياسي يقارب 200 جيجاوات هذا العام والذي يمثل ما يقرب من 90 ٪ من إجمالي التوسع في الطاقة الإجمالية على مستوى العالم – تقوده الرياح والطاقة المائية والطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وأشار التقرير إلى أنه خلال الشهور العشرة الأولى من العام 2020، دفعت الصين والهند والاتحاد الأوروبي سعة الطاقة المتجددة في المزاد العلني في جميع أنحاء العالم بنسبة 15 ٪ أعلى مما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي – وهو رقم قياسي جديد يُظهر توقعات الطلب القوي على مصادر الطاقة المتجددة على المدى المتوسط والطويل.
وبحسب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول فإن الطاقة المتجددة تتحدى الصعوبات التي يسببها الوباء، وتظهر نموًا قويًا بينما تكافح أنواع الوقود الأخرى، مضيفا أن مرونة القطاع وآفاقه الإيجابية تظهر بوضوح من خلال استمرار الإقبال القوي من المستثمرين
وأضاف أن الطاقة المتجددة قادرة على الصمود في وجه أزمة كوفيد، يمكن للحكومات معالجة هذه القضايا للمساعدة في تحقيق الانتعاش المستدام وتسريع عمليات انتقال الطاقة النظيفة، مرجحا أن تصبح مصادر الطاقة المتجددة أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في جميع أنحاء العالم، لتنهي خمسة عقود من الفحم كأكبر مزود للطاقة.
وبحلول ذلك الوقت، من المتوقع أن تزود مصادر الطاقة المتجددة ثلث الكهرباء في العالم – وستكون قدرتها الإجمالية ضعف حجم قدرة الطاقة الكاملة في الصين اليوم.
ومع ذلك، ما يزال صانعو السياسات بحاجة إلى اتخاذ خطوات لدعم الزخم القوي وراء مصادر الطاقة المتجددة، إذ تشير التوقعات الرئيسية لتقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن انتهاء صلاحية الحوافز في الأسواق الرئيسية والشكوك الناتجة عن ذلك سيؤدي إلى انخفاض طفيف في إضافات الطاقة المتجددة في العام 2022. ولكن إذا عالجت البلدان أوجه عدم اليقين هذه في السياسة في الوقت المناسب، يقدر التقرير أن الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح المضافة يمكن أن يزيد كل منهما بنسبة 25 ٪ أخرى في العام 2022.
ويقدر التقرير أن الكهرباء المولدة من التقنيات المتجددة ستزداد بنسبة 7 ٪ عالميًا في العام 2020، مدعومة بإضافات قياسية جديدة في السعة، فيما يأتي هذا النمو على الرغم من الانخفاض السنوي بنسبة 5 ٪ في الطلب العالمي على الطاقة، وهو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
ومع ذلك، فإن مصادر الطاقة المتجددة خارج قطاع الكهرباء تعاني من آثار أزمة كوفيد – 19، والمقرر أن يشهد الوقود الحيوي المستخدم في النقل أول انخفاض سنوي له منذ عقدين، مدفوعًا بالهبوط الأوسع في الطلب على وقود النقل هذا العام بالإضافة إلى انخفاض أسعار الوقود الأحفوري مما يقلل الجاذبية الاقتصادية للوقود الحيوي.
كما سينخفض الطلب على الطاقة الحيوية في الصناعة أيضًا نتيجة للانخفاض الأوسع في النشاط الاقتصادي، فيما تتمثل النتيجة الصافية لهذه الانخفاضات ونمو الطاقة المتجددة في زيادة إجمالية متوقعة بنسبة 1 ٪ في الطلب العالمي على الطاقة المتجددة في العام 2020.
وتشير توقعات التقرير للسنوات الخمس المقبلة استمرار خفض التكاليف ودعم السياسات المستمر في دفع النمو القوي في تقنيات الطاقة المتجددة، وأن إجمالي طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية في طريقها لتتجاوز الغاز الطبيعي في العام 2023 والفحم في العام 2024.