ترشيح سائل العين (بالإنجليزية:Trabeculectomy) هي عملية جراحية يتم إجراؤها لمرضى الزرق أو المياه الزرقاء بهدف تخفيف الضغط داخل العين، وذلك عن طريق ترشيح السائل المائي للعين عبر فتحة يتم إحداثها في جدار العين إلى الخارج. يساعد ترشيح سائل العين، بالتالي، على تقليل الضغط الواقع على العصب البصري، مما يؤخر ويمنع حدوث أضرار في العين أو فقدان البصر على المدى الطويل نتيجة الإصابة بالمياه الزرقاء. على النقيض، فإن هذا الإجراء لا يساهم في استعادة قوة النظر التي تم فقدها بالفعل نتيجة المرض. يعد ترشيح سائل العين من أنجح الإجراءات في تخفيض ضغط العين مقارنة بأدوية الزرق والعلاج بالليزر، وقد لا يحتاج العديد من المرضى إلى أدوية للتحكم بالضغط بعد إجراء العملية، حيث تتراوح نسبة نجاحها بين 60-80%، وقد تصل إلى 90% كما تظهر بعض الدراسات. غالباً ما يتم اتخاذ القرار بإجراء ترشيح سائل العين بعد استنفاد الخيارات العلاجية الأخرى وعدم القدرة على التحكم بمجرى المرض بشكل كافي من خلالها.
للمزيد: المياه الزرقاء ثاني مسبب للعمى في العالم
التحضيرات لترشيح سائل العين
عند اتخاذ القرار بإجراء ترشيح سائل العين، يقوم الطبيب ببعض الإجراءات التحضيرية والفحوصات للمريض، كما يتم التأكد من كون المريض مرشحاً مناسباً لإجراء العملية.
يمكن للمريض استخدام أدويته المعتادة، بما فيها قطرات العين، حتى صباح العملية. قد يطلب الطبيب في بعض الحالات التوقف عن أخذ الأدوية المميعة للدم قبل العملية، لذلك احرص على اتباع تعليمات طبيبك بدقة حول الاستمرار بأخذ مميعات الدم مثل الأسبرين والوارفرين.
يقوم الطبيب بتقييم حالة المريض العامة وسجله المرضي في حال القيام بإجراء العملية تحت التخدير العام للتأكد من عدم وجود موانع للتخدير. كذلك، يتم التعامل مع ضغط الدم أو السكري غير المنتظم، أو أمراض القلب قبل الشروع بالعملية تحت التخدير العام.
ينصح بإحضار مرافق للمريض ليقوم بمساعدته بعد العملية وتوصيله إلى المنزل، حيث قد يواجه المريض صعوبة في الرؤية أو نعاس بسبب التخدير العام بعد إجراء ترشيح سائل العين.
للمزيد: استخدام الخلايا الجذعية لعلاج زرق العين
أثناء ترشيح سائل العين
تستغرق عملية ترشيح سائل العين حوالي 45 إلى 60 دقيقة، ويتم إجراؤها تحت التخدير الموضعي أو العام. أثناء العملية، يقوم الطبيب بالخطوات التالية:
- يتم تخدير العين قبل البدء في العملية باستخدام قطرة مخدرة، ومن ثم يتم حقن مخدر في المنطقة حول العين. يساعد المخدر على منع الشعور بالألم وتقليل تحركات العين أثناء العملية.
- يتم تغطية المريض برداء معقم أثناء العملية، ويساعد هذا الرداء، بالإضافة إلى التعقيم، على منع رؤية المريض لما يجري أثناء العملية، حيث أن المريض قد يكون مستيقظاً تحت التخدير الموضعي.
- أثناء العملية، قد يقوم الطبيب بوضع قطرات من دواء مايتوميسين سي (بالإنجليزية:Mitomycin C) على سطح العين لتقليل حدوث خدوش في العين. في النهاية، يتم شطف الدواء من العين باستخدام سائل معقم لتجنب بقاءه بعد العملية.
- يتم من ثم إحداث فتحة في جدار العين، وتنفذ هذه الفتحة إلى فقاعة تقع تحت الجفن ليتجمع فيها السائل الراشح. يخرج السائل الراشح بعدها ومع مرور الوقت عبر الامتصاص إلى نسيج ملتحمة العين، أو إلى القنوات الدمعية، أو الأوعية اللمفية القريبة من موضع العملية.
- بعد ذلك، يقوم الطبيب بتخييط الفقاعة كيلا لا يتسرب السائل الراشح للخارج بسرعة كبيرة، تجنباً لهبوط ضغط العين.
- بهذه الطريقة، يتم تخفيض الضغط داخل العين، مما يخفف بدوره من الضغط على العصب البصري ويمنع تطور الزرق.
للمزيد: فحص للتنبؤ باحتمالية الإصابة بزرق العين
ما بعد ترشيح سائل العين
لضمان عدم حدوث أية مشاكل أو مضاعفات بعد إجراء ترشيح سائل العين، يجب اتباع تعليمات الطبيب بدقة حتى تعافي العين تماماً. يمكن توقع التالي بعد نجاح العملية:
- يتم إجراء ترشيح سائل العين في غضون ساعة من الزمن، وعادة ما يخرج المريض من المستشفى في ذات اليوم أو اليوم التالي للعملية.
- تغطى عين المريض بعد العملية، ويتم إزالة هذا الغطاء في اليوم التالي، ويوضع مكانه غطاء واقي شفاف.
- يتم كذلك إجراء فحوصات للمريض في المستشفى في اليوم التالي لعملية ترشيح سائل العين.
- بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، يقوم الطبيب بإزالة الغرز التي تم تخييطها في منطقة جمع السائل الراشح. يتم استخدام مخدر خلال هذا الإجراء، ويستغرق بضعة دقائق فقط.
- يقوم الطبيب بوصف قطرات للعين تؤخذ بانتظام بعد العملية، وعادة ما تتضمن قطرة مضادة للالتهاب، وقطرة مضاد حيوي، كما قد يطلب من المريض التوقف عن أخذ بعض أدوية المياه الزرقاء في ليلة العملية، لذلك احرص على إعلام الطبيب بجميع الأدوية التي تقوم بأخذها بوصفة أو بدون وصفة طبية.
- يجب على المريض تجنب التوقف عن أخذ القطرات الموصوفة لما بعد العملية أو تغيير جرعتها دون استشارة الطبيب.
- يمكن للمريض الاستمرار بوضع قطرات العين المعتادة في العين التي لم يجرى لها ترشيح سائل العين، إلا في حال طلب الطبيب غير ذلك.
- يتوقع من المريض زيارة عيادة الطبيب مرة أسبوعياً في الأربع أسابيع الأولى بعد العملية.
- ينصح بتجنب النشاطات والرياضات الثقيلة والسباحة في الفترة التي تلي ترشيح سائل العين، كما يفضل تجنب السجود أثناء الصلاة والاكتفاء بالركوع بدلاً من ذلك لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على الأقل، وتجنب وضعيات اليوغا التي يكون فيها الجسد رأساً على عقب.
- يمكن للمريض مشاهدة التلفاز والقراءة في الفترة التي تلي العملية، كما يمكنه العودة للعمل بعد أسبوعين تقريباً، ويستثنى من ذلك أصحاب الوظائف الشاقة كالأعمال اليدوية الثقيلة، والبناء، وبيئات العمل كثيرة الغبار، حيث قد يحتاج هؤلاء لإجازة شهر أو أكثر.
- يمكن لمعظم المرضى استخدام العدسات اللاصقة بعد حوالي شهر من العملية، إلا في حال طلب الطبيب غير ذلك.
- تعود العين لحالتها الطبيعية تماماً بعد حوالي شهرين إلى ثلاثة شهور من إجراء ترشيح سائل العين في أغلب الحالات.
- قد تتغير قوة النظر بعد العملية، ولكن لا ينصح بتغيير النظارة قبل مرور ثلاثة شهور على ترشيح سائل العين، وذلك حتى يتسنى للنظر أن يستقر.
للمزيد: احتمال انخفاض زرق العين للمرضى الذين يتناولون الأدوية الخافضة للكوليسترول
مخاطر ومضاعفات ترشيح سائل العين
كما هو الحال مع جميع العمليات الجراحية، قد يرافق ترشيح سائل العين بعض الأعراض الجانبية مثل:
- احمرار وتورم، وتختفي هذه الأعراض خلال أسابيع من عملية ترشيح سائل العين.
- شعور طفيف بالانزعاج والضغط على العين عند حقن المادة المخدرة في المنطقة حول العين. في حال الشعور بالألم والانزعاج أثناء العملية، يمكن للمريض التأشير للطبيب بالتوقف وزيادة جرعة المخدر الموضعي لتخفيف الألم.
- حرقة وألم في العين بعد العملية.
- رؤية غير واضحة لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعد العملية.
- انتفاخ الفقاعة المحتوية على السائل الراشح، مما يسبب شعوراً بالانزعاج لدى المريض، وقد ينتج عنه جفاف العين.
تعد المضاعفات نادرة الحدوث عند إجراء ترشيح سائل العين، وقد تتضمن:
- انخفاض ضغط العين بشكل كبير بعد العملية، والذي قد يسبب شعوراً بالألم والنبض داخل العين للمريض، كما قد ينتج عنه نزيف في الجزء الخلفي من العين. يجب بمراجعة العيادة أو المستشفى في حال مواجهة الأعراض التالية: انخفاض وضوح الرؤية بشكل كبير، تشوهات في الرؤية، وما يشبه الستارة السوداء في مجال الرؤية.
- التهاب العين بفعل عدوى ميكروبية، والذي قد يظهر على شكل ألم، واحمرار، ولزوجة في العين. يجب التعامل مع العدوى في العين بشكل سريع لتجنب الإصابة بمضاعفات قد تصل إلى فقدان البصر.
- قد يتم أخذ إجراءات وقائية لتجنب حدوث مضاعفات عند هبوط ضغط العين، ومنها تخييط الفقاعة المحتوية على السائل الراشح بشكل أضيق.
- هناك بعض المخاطر التي قد تحدث على المدى الطويل، مثل الإصابة بإعتام عدسة العين، أو العدوى، أو تغير قوة النظر.
للمزيد: حبوب منع الحمل قد تتسبب بزرق العين
