تركيا تبدي استعدادها لإجراء مفاوضات مع اليونان من دون “شروط مسبقة” بشأن الخلاف حول التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط

Share your love

 

 

الفهرس

اسطنبول ـ (أ ف ب) – أعربت تركيا الثلاثاء عن استعدادها لإجراء محادثات مع اليونان بدون شروط مسبقة بشأن الخلاف حول التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط الذي دفع بالبلدين المنضويين في حلف شمال الأطلسي إلى إجراء مناورات عسكرية متقابلة.

ولاح غصن الزيتون قبل اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في برلين مقرّر يومي الخميس والجمعة، حيث من المتوقع أن تضغط اليونان على التكتل لفرض عقوبات على منافستها التاريخية تركيا.

لكنّ دول الاتحاد الأوروبي تفضل تحاشي إثارة غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقد زار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أثينا وأنقرة في محاولة لتخفيف حدة التصريحات وإعادة المحادثات الى مسارها.

فأوروبا تريد ضمان وصول آمن لها إلى احتياطات الغاز المكتشفة حديثاً، فضلاً عن استقرار كل من حلف شمال الأطلسي والمنطقة المضطربة برمّتها، والتي تشمل مصر وليبيا التي تمزقها النزاعات.

ولم يتمكن ماس سوى من الحصول على وعود فاترة من المسؤولين اليونانيين والأتراك، الذين استمروا في التعبير عن الظلم اللاحق بهم في هذا الخلاف.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ماس إن “تركيا مستعدة لحوار من دون شروط مسبقة من أجل تقاسم عادل” للثروات، وتدارك “لكنّ الأمر غير ممكن إذا فرضت اليونان شروطاً مسبقة”.

أما وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس فقال بعد اجتماعه مع ماس إنّ أثينا “مستعدة للحوار، لكنّ هذا الحوار لا يمكن أن يتمّ في ظل التهديدات (التركية)”.

وفي استكمال لمهمّته المعقدة، أقرّ ماس بأن النزاع قد دخل مرحلة “دقيقة للغاية”.

إلا أنّه قال “لا أحد يريد حلاً عسكرياً لهذه القضية (…) وهناك استعداد لدى الجانبين للحوار”.

-“تصرفوا بمنطق سليم”

ويدعم الاتحاد الأوروبي بكامل أعضائه مطالب اليونان البحرية، لكن التكتل امتنع حتى الآن عن فرض عقوبات شديدة على أنقرة خشية أن ينفّذ أردوغان تهديده بإطلاق موجة هجرة جديدة باتجاه أوروبا.

وأثنى تشاوش أوغلو على جهود الوساطة الألمانية، لكنّه قال إنّ أنقرة قامت ببادرة حسن نية عبر الإعلان عن تجميد نشاطاتها التنقيبية الشهر الماضي.

وأضاف أن تركيا استأنفت نشاطها فقط عندما وقّعت اليونان في 6 آب/أغسطس اتفاقاً مع مصر لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، في انتهاك صريح للنوايا الحسنة.

وأقر البرلمان المصري هذا الاتفاق الأسبوع الماضي ومن المتوقّع أن يقرّه البرلمان اليوناني الأربعاء.

وقال أوغلو “أودّ أن أنصح اليونان بالتخلّي عن تصرّفها المؤذي”، محذّراً “تصرّفوا بمنطق سليم” لأن تركيا جاهزة “للقيام بما يلزم بدون أي تردّد”.

وقرّرت تركيا الأحد تمديد مهمة سفينتها المخصّصة للأبحاث والاستكشاف “عروج ريس” لأربعة أيام تنتهي الخميس، ما دفع باليونان الى اتخاذ قرار بالمضي بمناوراتها البحرية في مكان مجاور.

ونشرت وزارة الدفاع التركية على تويتر الثلاثاء صوراً لفرقاطتين تركيتين تشاركان في عملية “درع البحر المتوسط” في البحر مع سفينة دعم إيطالية.

وأجرت اليونان تدريبات مع القوات الأميركية جنوب جزيرة كريت، وتخطط لمزيد من المناورات الحربية مع القوات الجوية الإماراتية.

– “غير واقعية”

ولطالما اعترت العلاقة بين اليونان وتركيا توترات، وكاد خلاف عام 1996 حول بعض الجزر الصغيرة في بحر إيجة أن يتسبّب بحرب بين البلدين.

واتّخذت فرنسا ذات الثقل داخل التكتل الاوروبي موقفاً حازماً تجاه أنقرة حين أرسلت سفناً حربية لدعم اليونان في هذه المواجهة.

لكنّ تركيا ليست فقط حليفا قديما داخل حلف شمال الأطلسي الذي يضم العديد من الدول الاوربية، بل هي ايضا طرف في اتفاق مع بروكسل لمنع الهجرة غير الشرعية الى أوروبا التي أدت الى انقسامات داخل التكتل عام 2015.

وعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً عبر الفيديو في 14 آب/أغسطس، بعد يومين فقط من حادث الاصطدام بين سفينتين حربيتين تركية ويونانية.

وفي أنقرة، اعتبر ماس أن العلاقات التركية الأوروبية “على مفترق طرق”، لكنّه أعرب عن رغبة ألمانيا في تحسين العلاقات مع أنقرة التي وصفها بأنها “شريك استراتيجي”.

وردّ تشاوش أوغلو بحضّ بروكسل على التوقّف عن التلويح لأنقرة بالوعد بنيل عضوية الاتحاد الأوروبي إن هي تنازلت عن حقوقها في شرق المتوسط، قائلاً إنّ هذا “غير واقعي”.

وأضاف “ما نتوقّعه من الاتحاد الأوروبي هو أن يصبح وسيطاً نزيهاً”.

Source: Raialyoum.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!