تساقط الثلوج في المريخ

من الأخبار الملفتة للانتباه خبر صرح به علماء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا حول تساقط الثلوج على سطح الكوكب الأحمر (كوكب المريخ)، وذلك خلال فصل الشتاء، لنقرأ.

الخبر العلمي: ليست الأرض وحدها تتمتع بالثلوج! ولكن كواكب أخرى أيضاً لها نفس الميزات. فقد أثبت العلماء بواسطة المسبار “فينكس” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أن الثلج يبدأ في التساقط على سطح الكوكب الأحمر بحلول موسم الشتاء فيه. وأعلن ذلك جيم وايتواي الأستاذ في جامعة يورك الواقعة في مدينة تورنتو الكندية والمشرف على مشروع محطة الأرصاد الجوية المركبة في المسبر الفضائي “فينكس”.

وكان المسبار “فينكس” قد هبط على سطح المريخ في مارس / آذار الماضي. ونظراً لعمله الناجح فقد اتخذ العلماء قراراً بمواصلة الدراسات العلمية من خلاله. ويستمر المسبار في الوقت الراهن في دراسة منطقة القطب الشمالي للكوكب الأحمر بغية معرفة ما إذا كانت في المريخ في وقت ما ظروف ملائمة لحياة الكائنات الحية الدقيقة. واتخذت إدارة وكالة “ناسا” الفضائية قراراً بتمديد عمل بعثة “فينكس” حتى يتعطل تماماً.

واستبعد باري غولدشتاين مدير مشروع “فينكس” والأخصائي في مختبر دراسة الحركات النفاثة في مدينة باسادينا الواقعة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية احتمال صمود المسبار “فينكس” لظروف الشتاء التي حلَّت في المريخ. وقال: “إن هذا الأمر محتمل نظرياً. وقد تشحن بطاريات المسبار بشروق الشمس بعد تفريغها في فترة الشتاء، وقد تستعيد عملها الطبيعي. غير أن لا أحد من فريق مهندسينا يصدق احتمال حدوث ذلك”. قد تصاب المركبة بأضرار خطيرة بنتيجة انخفاض درجة الحرارة. وستلحق أضرار شديدة قبل كل شيء بالبطاريات الشمسية والإلكترونيات في المركبة.

وقال غولدشتاين إن ضوء الشمس يبدو أضعف فأضعف. ويصعب على المسبار “فينكس” في كل مرة توليد الطاقة الكهربائية، وسيتوقف عمل المسبار بعد أن تُستنفد طاقته. و”إننا متشائمون ونظن أن ذلك سيحدث في أواخر نوفمبر / تشرين الثاني القادم” وأضاف قائلا: ” إذا استمر “فينكس” في العمل بعد هذا الموعد فان وكالة “ناسا” ستتعامل معه باعتباره محطة للأرصاد الجوية في المريخ”.  

يشهد المريخ الآن موسم الشتاء. وتنخفض درجة الحرارة كل يوم، وتظهر الشمس بشكل أقل في كل مرة. وتتبلور مادة مكثفة في جوّ المريخ. وقد تمكن العلماء بواسطة المسبار الفضائي “فينكس” من مشاهدة السحب  في الأفق، ومن ثم تساقط الثلوج. ومن المهم جداً للعلماء معرفة ما إذا كان الثلج يصل إلى سطح المريخ أم لا. الصورة السفلى تبين أماكن تساقط الثلوج مع الارتفاع عن سطح الكوكب، وقد تم رسم هذه الصورة من خلال الموجات الكهرطيسية الحرارية.

التعليق

قبل أن أعلّق على هذا الخبر العلمي أودّ أن أشكر كل من يرسل لنا خبراً علمياً أو فكرة لبحث أو معلومة تفيد أبحاث ومقالات الإعجاز العلمي، وهذا من العلم النافع الذي يبقى ثوابه مستمراً بعد موت الإنسان، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به!

واليوم يا أحبتي يصعب على إنسان واحد متابعة كل ما يُكتب في الأخبار والاكتشافات العلمية، ولابد من التعاون على البر والتقوى كما أمرنا الله بقوله: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: 2].

لقد شاهد العلماء من خلال أجهزتهم تساقط الثلوج على سطح المريخ من غيوم ترتفع 4 كيلو متر فوق مكان توضع المسبار، وتوقعوا وجود حياة بدائية على سطحه، سواء في الماضي أو الآن، ولكن البحث لا يزال جارياً.

إن البحث المستمر للعلماء عن كائنات حية يؤكد أن هذه الكائنات موجودة في الفضاء، ولكن المسألة مسألة وقت، والعديد من الباحثين يؤكدون وجود مخلوقات غيرنا تعيش في الكون. ولذلك قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29].

هناك أمر آخر يجب معرفته ألا وهو أن جوّ المريخ مليء بغاز ثاني أكسيد الكربون وهذا غاز سام، ولو كان هذا الغاز موجوداً في جوّ الأرض بنفس النسبة لاختنقت الكائنات الحية واختفت الحياة منذ زمن بعيد، ولكن رحمة الله تعالى أوسع وأعظم، ولذلك جعل نسبة هذا الغاز على الأرض أجزاء ضئيلة جداً بحيث تناسب الحياة على ظهرها، وهذه النعمة لم ندركها إلا حديثاً، يقول تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) [فصلت: 9-10].

ويؤكد العلماء أن الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية الذي يتمتع بميزات الجمال والاستقرار والقابلية للحياة السعيدة، هو كوكب الأرض، ونقول لعلماء المصادفة: كيف تفسرون أن كوكب الأرض جاء مناسباً جداً لحياتنا واستقرارنا على ظهره؟ هل هي المصادفة أم الله تعالى! (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل: 60-61].

مصدر الخبر: 1 2

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *