تستورد نحو 90% من الخضار والفواكه.. الكويت تحذر مزارعيها من التلكؤ في الإنتاج

شرعت السلطات الكويتية في تحذير أصحاب المزارع من التلكؤ بتحريك عجلة الزراعة والإنتاج في أراضيهم، مهددة إياهم بسحب القسائم الزراعية خلال فترة أقصاها شهر.

Share your love

أغلبية الخضار والفاكهة في السوق المحلي بالكويت مستوردة (الجزيرة نت)

شهد المحاميد-الكويت

لطالما كان الأمن الغذائي من الركائز الأساسية في إستراتيجيات الدول، بيد أن أهميته تعاظمت مع بدء انتشار جائحة كورونا قبل نحو 4 أشهر، إذ إن تلبية المتطلبات الغذائية والسلع الأساسية للشعوب باتت الشغل الشاغل للحكومات، في ظل التهافت غير المسبوق عليها خشية شح المعروض.
 
وعلى وقع تضرر بعض سلاسل الإمداد وخطوط الاستيراد من الخارج، ولجوء بعض الدول المصدرة إلى تقليص وتعليق صادراتها حرصا على تأمين الاكتفاء الذاتي باتت الدول المستوردة وغير الزراعية -ومن ضمنها الكويت ودول الخليج- أمام تحد كبير فيما يتعلق بالحفاظ على أمنها الغذائي.

وضمن سياسة الكويت لتعزيز أمنها الغذائي في هذه الفترة الحرجة شرعت السلطات في تحذير أصحاب المزارع في البلاد من التلكؤ بتحريك عجلة الزراعة والإنتاج في أراضيهم، مهددة إياهم بسحب القسائم الزراعية خلال فترة أقصاها شهر، مما دفع العديد منهم للشروع في العمل على الفور.

المواطن فهد الأربش -الذي يملك مزرعة منذ ما يقارب 35 عاما- دعا المزارعين إلى الاستثمار في المحميات التي تعطيهم الفرصة للزراعة طوال العام بغض النظر عن الظروف المناخية، وهو ما يعد مطلبا أساسيا، خصوصا أن مناخ الكويت حار وجاف معظم أيام السنة.

وفي حديث خاص للجزيرة نت أكد الأربش أنه استثمر في المحميات منذ بدايات اهتمامه بالزراعة، مبينا في الوقت نفسه بأنه “على الرغم من تكلفتها العالية فإنها في المقابل توفر لي إنتاجا زراعيا على مدار أيام السنة”.

وأعرب الأربش عن تأييده الإجراءات الحكومية والقرارات الرامية إلى سحب القسائم الزراعية من المزارعين غير المنتجين، مشيرا -بناء على تقديراته وخبرته في هذا المجال- إلى أن “30% فقط من المزارع الموجودة في الكويت تعد منتجة، ولو استغلت الأراضي الزراعية الموجودة جميعها فإننا سنغطي حاجة البلاد ونصدر أيضا”، مؤكدا أن مهلة شهر غير كافية، إلا أن أصحاب المزارع يستطيعون على الأقل البدء في العمل.

شح البصل
وكانت الكويت قد شهدت على سبيل المثال شحا في توفير البصل خلال الأيام القليلة الماضية، وعملت على استيراد آلاف الأطنان من دول كاليمن والهند، وقننت شراء المستهلكين في الجمعيات التعاونية لهذه السلعة بحيث لا يحصل كل فرد على أكثر من كيلوغرام واحد، بالإضافة إلى منعها أسواق الخضار المركزية من البيع إلا للجمعيات والمراكز التسويقية الكبرى فقط، فيما أكد الأربش أن الحكومة ستدعو المزارعين خلال الأيام المقبلة لزراعة البصل من خلال توفير الدعم لهم.

وفي ظل القرصنة التي يشهدها العالم للبواخر والسفن المحملة بالمواد الغذائية والمستلزمات الطبية في عرض البحر من قبل بعض الدول، وصف الأربش المستقبل بالمظلم، معتبرا أن الأزمة ستطول، وعلى الناس أن يبدؤوا في الزراعة اليوم دون انتظار.

من جانبه، شدد المزارع الكويتي ناصر العازمي على أن الأمن الغذائي ليس أصنافا محددة من الخضار أو الفاكهة، بل إن الأمن الغذائي الحقيقي هو القمح والأعلاف الخضراء إلى جانب المواشي والدواجن، قائلا إنه “يمكن للمزارعين الكويتيين زراعة القمح والذرة في مساحات شاسعة جدا، حتى لو كان ذلك بالاعتماد على الأمطار التي تعد نسبتها قليلة، لكن ابتكارات وطرق الري اليوم كثيرة، وتستطيع أن تستفيد منها المزروعات”.

وذكر العازمي في حديث خاص للجزيرة نت أن “عدد مزارع الكويت يتجاوز 5 آلاف، إلا أن عدد المزارع المنتجة فعليا (التي يستفيد منها السوق المحلي) يبلغ حوالي 140 مزرعة فقط، بحسب إحصائيات الاتحاد الكويتي للمزارعين”، متمنيا أن تسحب الحكومة المزارع غير المنتجة، وأن يتم توزيع المزارع بشكل علني بالأسماء على الناس المتخصصين في الزراعة، أو وفق خطط أخرى تستطيع الكويت من خلالها الاستفادة من هذه الأراضي.

الحكومة الكويتية تحاول تعزيز الإنتاج الوطني (الجزيرة نت)

رزنامة زراعية
وبينما لا يمكن زراعة أي شيء في غير موسمه أوضح العازمي أن المزارعين يحتكمون إلى رزنامة زراعية، وبالتالي يمكن في الوقت الحالي تجهيز الأرض وانتظار موسم الزراعة المقبل، لافتا إلى أن خططه المقبلة في الزراعة في ضوء أزمة كورونا وما بعدها هي تحويل جميع المنتجات إلى التجفيف والتخليل مثل الخيار والباذنجان والطماطم والفطر وغيرها، بالإضافة إلى أنواع فواكه كثيرة، وبالتالي يمكن بيعها بأسعار جيدة بدلا من بيعها طازجة بسعر زهيد، كما أنها تصبح مخزونا جيدا يمكن الاستفادة منه لأطول فكرة ممكنة.

وأشار العازمي إلى أنه نجح أكثر من مرة في زراعة جميع أنواع الخضار والفواكه والأشجار النادرة، مثل الشاي والقهوة والهيل والزعفران وشجر البخور والموز الأحمر والبطيخ الأصفر، بالإضافة إلى الأرز، وكانت جميعها تجارب ناجحة على أرض الكويت.

وبحسب تصريحات منشورة في صحيفة الأنباء الكويتية اليومية، فإن الكويت تستهلك أكثر من 4 آلاف طن من الخضار والفاكهة يوميا، تستوردها من أكثر من 50 دولة حول العالم، ويشكل هذا الرقم -بحسب تقديرات- نحو 90% من إجمالي حاجة البلاد.

ومن أبرز الدول التي تصدر منتجاتها من الخضار والفاكهة إلى الكويت مصر والأردن ولبنان واليمن والسودان وسوريا وإيران وباكستان، في حين يعد البصل والبطاطا والجزر والقرنبيط والحامض والخس والتفاح والموز والكيوي والفراولة والبرتقال ضمن أبرز المنتجات المستوردة.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!