تشكيليون عرب يكتشفون الأسرار الفنية لقرية أمطي التراثية العمانية
[wpcc-script type=”74d19dc5d4a1e6e2af457934-text/javascript”]

مسقط – من حجاج سلامة: تتفرد سلطنة عمان، بتراثها الوافر، وعمارتها ومبانيها القديمة، وما تضمه من أودية أفلاج وطبيعة عربية ساحرة، وما ينتشر فيها من قلاع وقصور تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.
وفي إطار ما تتمتع به سلطنة عمان، من معالم تراثية صارت قبلة للزوار من داخل السلطنة وخارجها، ووجهة لعشاق التراث والطبيعة الخاصة، لقري عمان القديمة، فقد جمعت قرية إمطي التراثية في ولاية إزكي، بمحافظة الداخلية، عشرات من كبار الفنانين التشكيليين العرب، في مشروع تشكيلي تراثي استهدف توثيق معالم إمطي، وشواهدها الأثرية والتاريخية، وصور طبيعتها وأوديتها وافلاجها ونخيلها واشجارها، وكل ما تبقي من منازلها القديمة، وحاراتها وشوارعها ودروبها العتيقة، وذلك في إطار مشروع فني وثقافي وسياحي، تشرف عليه الفنانة التشكيلية العمانية، مريم الزدجالية.
وتضمن المشروع من بين باقة فعالياته إقامة «معرض الملتقي التشكيلي الدولي الإفتراضي للأعمال الصغيرة.. ما وراء إمطي». والذي أقيم برعاية السيدة ميان بنت شهاب آل سعيد، وشارك فيه 122 من الفنانات والفنانين التشكيليين، من أعضاء الرابطة العربية للفنون، والذين ينتمون لدول عربية عدة بينها الكويت، والمملكة العربية السعودية، ولبنان، ومصر، واليمن، والعراق، وقطر، وليبيا، وفلسطين، والبحرين، والجزائر، والسودان، وسوريا، والأردن، بجانب سلطنة عمان.
وقال الفنان التشكيلي العماني، سعيد العلوي، عضو اللجنة المشاركة في تنظيم المعرض في الرابطة العربية للفنون، إن امطي التي جمعت عشرات الفنانين في مشروع تشكيلي تراثي هو الأكبر عربيا، هي قرية تراثية قديمة، في ولاية إزكى، في محافظة الداخلية، صاحبة التاريخ والإسهامات الحضارية والموقع الطبوغرافي المتميز، وتتكون من الهضبة الكبرى الواقعة في وسط البلاد، حيث يوجد الجبل الأخضر الذي تنحدر من سفوحه هذه الهضبة في اتجاه الصحراء.
ولفت إلى أن قرية إمطي تشتهر بجانب تراثها المعماري، ومعالمها الأثرية، بطبيعة ساحرة وأوديتها وأفلاجها القديمة.
واعتبر «أن استخدام الفنون في صون وإحياء وتوثيق التراث، وتسليط الضوء على المعالم التاريخية، لقرية إمطي، كان هو الهدف من تنظيم المعرض، الذي جعل من القرية مركز جذب، وقدم معالمها في صور تشكيلية طافت أرجاء العالم العربي.
ومن بين ما يتفرد به العمانيون تراث أصيل أنجزوه، وصاغوه، وورثوه، وحافظوا على معالمه وعبقه وألقه. وإلى العمانيين تنسب الكثير من أمجاد التاريخ العربي، وفيها قلاع وحصون ومعالم تقف شاهدة على عراقة سلطنة عمان، وتفردها بشواهد ومعالم صارت اليوم تراثا للإنسانية جمعاء.
ولفت إلى أن الاهتمام بالتراث وصون المواقع التراثية العمانية، هو أحد الإستراتيجيات الرئيسية في السلطنة، في ظل مساعِ تستهدف المحافظة على مفردات التراث الوطني، وجمعها وتيسير الانتفاع بها وحمايتها وترميم معالمها باعتبارها ميراثا حضاريا، وأحد صور الحفاظ على الهوية الوطنية للسلطنة.
وقالت الفنانة التشكيلية العمانية، مريم الزدجالية، رئيسة المشروع الفني والثقافي والسياحي، في قرية إمطي، والرئيسة السابقة لجمعية الفنون التشكيلية في سلطنة عمان، إن قرية إمطي أصبحت الفضاء الأجمل لولادة المشروع الوطني «تخليد اللحظة الأثرية بالفن» والذي تقوم رسالته على فكرة تسخير الفنون التشكيلية في خدمة التراث العماني، وتجسيد مفرداته السياحية بواقعية عصرية، وتحقيق رؤية حضارية تُبرز الرسالة الإنسانية التي تتبناها عمان في تعميق وشائج السلام، من خلال التراث الحضاري والإنساني.
من جانبها، قالت رئيسة الرابطة العربية للفنون، الفنانة التشكيلية السعودية، نجوى رشيد «إن معرض ملتقى إمطي، أكد على اعتزاز الفنانين التشكليين العرب، بتراث أوطانهم، وأتاح الفرصة لعشرات الفنانين ممن شاركوا بأعمالهم الفنية في المعرض، للقيام بتجربة تشكيلية عربية جماعية، تُبرز جمال تراث ومعالم وآثار وطبيعة أحد قرانا العربية العريقة في سلطنة عمان الشقيقة» مؤكدة على أهمية أن تتكرر تجربة قرية إمطي التراثية العمانية، في أنحاء أخري من بلدان عالمنا العربي.
يذكر أن «معرض الملتقى التشكيلي الدولي الإفتراضي للأعمال الصغيرة، ما وراء إمطي» قد جاء تنظيمه ضمن المشروع الفني الثقافي السياحي «تخليد اللحظة الأثرية بالفن» والذي انطلق برئاسة الفنانة التشكيلية مريم الزدجالية، في بداية العام 2019، وهو مشروع وطني عماني، يهدف إلى توظيف أدوات الفنون التشكيلية في إحياء تراث حارتي العين، والسواد في قرية إمطي، بولاية إزكي، بمحافظة الداخلية، والعمل علي ترميم وصون المعالم التراثية والأثرية، وإقامة فعاليات فنية تسلط الضوء علي تراث وتاريخ تلك المنطقة محليا وعربيا. (د ب أ)
