‘);
}

الأرض هي المجال الذي تجري فوقه فعالية الناس، وما مشهدها الحالي سوى صورة فورية بالنسبة للتغيرات المستمرة التي تتم عليها، أمّا فعالية بني الإنسان فهي أكثر تبديلًا وحركية.

وتبدو الجماعات البشرية بالواقع وكأنّها تلك الفئات التي تستخدم الكرة الأرضية بلا كلل ولا ملل، فتكرر عدواتها وروحاتها لأغراض متباينة. وهكذا كانت تتردد على دروب آسيا الترابية، وذلك على فترات تتباعد عن بعضها بالقرون، جنود الاسكندر المقدوني، والتي أعقبتها قوافل التجار، كما طرقتها حوافر خيول جحافل المغول مثلما تجوس خلالها اليوم عجلات السيارات الشاحنة، وهكذا ظل الناس يستخدمون هذه الطرق بالتعاقب إشباعًا لنزواتهم في المغامرة وفي حب المخاطرة.

والواقع لقد كانت المغامرة مهما كان الدافع إليها، كحب الكسب، والفضول العلمي، والضرورة، أقول كانت عمليًا الطليعة، أو المرحلة الأولى في الجغرافيا.