تعريفات لوطن لا ترقص فيه النساء في محطات السفر
[wpcc-script type=”700f578c69505575739853f8-text/javascript”]
■ المدرس الغارق بالديون، طلب من تلاميذه في حصة اللغة العربية أن يعرّفوا الوطن بجملة واحدة، وأعطاهم عشر دقائق من أجل إنهاء الجواب.
المدرس الغارق في دموعه، قرأ كل التعريفات الإنشائية للوطن وتلفت نحو أحذية تلاميذه المهترئة ورؤوسهم المحشوة بالتلقين وعرّف لهم الوطن بقوله: هو أن لا تجوعوا.
العاهرة والوطن
أيهما أنظف: العاهرة التي تبيع جسدها لتعيش، أم الوطن الذي يلقي بنسائه نحو العهر ليعيشوا؟ تلفتت العاهرة في مرآتها واتصلت بالضابط المسؤول عن متابعة ملف العهر في الوطن وطمأنته بأنها قد أمنت له المبلغ الشهري المطلوب منها كرشوة له.
الكاتب
كان حائراً، ولابد أن يرسل زاويته الأسبوعية للجريدة، تلفت نحو السقف، حدّق به طويلاً ومن وحي السقف القريب جداً من السقوط، كتب زاويته الممتلئة بالحكمة عن وطن أبي عزيز يؤمن العيش الكريم لكل أبنائه بدون تمييز.
قالت
الفتاة المبدعة في الرياضيات التي سرقوا منها حقها في متابعة دراساتها العليا، ماتت بالسرطان بسبب القهر، وتم تكريمها في الوطن من خلال تسمية قاعة في المركز الثقافي باسمها.
الشعار
الوطن الذي لخصوه بشعارات يومية وقصائد متشابهة، الوطن، الوهم الذي تنتجه مخيلات كتاب يفتقدون كل شيء في حياتهم، الوطن الأكذوبة الذي تتجول فيه الآن عدة جيوش أجنبية وفي بحاره الوطنية ترسو حاملات الطائرات الأجنبية، هذا الوهم الوطن هو الآن أي شيء ما عدا أنه وطن.
امرأة ترقص في محطة القطار
المرأة الألمانية التي كانت ترقص اليوم مع حبيبها في محطة القطار، قدمت لي درساً حقيقياً في تعريف الوطن. المرأة التي تعانق عاشقها على الرصيف هي الأخرى قدمت لي أفضل تعريف للوطن.
البائع
البائع الذي لم يتمكن حتى تاريخه من تأمين مصاريف الدراسة في الجامعة، واضطر لإرسالها إلى العمل لمساعدته في تأمين مصاريف الحياة، دوّن على العربة «وسيلة رزقه» التي يدفرها جملة واحدة: أنا حاقد عليك يا….
أستاذ القومية
في حصة التربية القومية، دخل المدرس إلى قاعة الصف حاملاً معه مسدسه الشخصي وكتاب القومية وخلال 45 دقيقة ملأ السبورة بتعريفات للوطن، بينما كان الطالب الذي يجلس في المقعد الأخير ينوح والسبب هو، البارحة قام الوطن باعتقال شقيقه.
سيد الوطن
العصفور الهارب من طلقة الصياد، اصطدم بلافتة حديدية عالية مكتوب عليها: سيد الوطن الأبدي ومات. لا جنازات للعصافير هنا.
في التحقيق
قال المحقق للمعتقل: أنت خائن للوطن، المعتقل الخائف المرعوب، الخارج للتو من حفلة التعذيب لم يتمكن من إجراء حوار شفاف مع المحقق والسبب أنه مات.
قالت لي
لماذا لا تكتب كتـــاباً تؤرخ فيه للوطن الغالي؟ فقلت لها سأبد بالكتابة مع هـــروبي نحو بلاد أخرى.
٭