تعريف الحج قبل الإسلام
كلمة الحج في اللغة العربية تُعنى توجه الناس لمقصدهم، الذي يتمثل في مكان مقدس يترددون عليه في فترة زمنية معينة، ولم تقتصر الشريعة الإسلامية فقط على الحج، بل أن في المسيحية هناك حج يتم فيه زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين، وفي اليهودية يزور اليهود تابوت العهد، ولم يتوقف الأمر هنا لأنه حتى الهنود الذين لا ينتمون إلى ديانة بعينها، فيُقدسون الأنهار ويذهبون لزيارتها.
تاريخ الحج قبل الإسلام
ولكن بمرور الزمن تبدل الحال إلى غيره، فإذا بعمرو بن لحى يُدخل الوثنية وعبادة الأصنام إلى بيت الله الحرام، لدرجة أن أصبحت الكعبة من أكبر المتاجر التي تُعرض بها الأوثان بمختلف أشكالها وألوانها. أما الحج فتغيرت مناسكه تمامًا عن عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، فإذا بالعرب قبل الإسلام يأتون للكعبة فيطوفون بها سواء كان بالملابس التي يمنحها لهم قريش، أو عراة دون كسوة تمامًا. وبعدما ينتهون من الطواف تبدأ مرحلة السعي ما بين الصفا والمروة، ومن ثم يقفون على عرفة،ويذبحون الذبائح ليضعوا أيديهم بدمائها ومن ثم يضعوها على الكعبة اعتقادًا منهم أنهم بذلك يتقربون إلى الآلهة والعياذ بالله.
ولكن جاء الإسلام ليقضي على تلك العادات المتوارثة في الجاهلية، ففُرض الحج في العام التاسع من الهجرة على نبي الأمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ليقوم بأداء مناسكه على أكمل وجه في حجة الوداع تاركًا للمسلمين سنته ونهجه ليسيرون عليها فيما بعد في الحج، قائلاً: “خذوا عني مناسككم”. ليكون نهج رسول الله الوارد عن وحي أوحاه الله إليه هو النهج المتبع إلى الآن بين عامة المسلمين.



