هناك الكثير من أنواع الخيال التي تختلف في معناها عنه في الشعر العربي فهناك العلمي وغيره من الأنواع ولكننا سوف نقتصر على الحديث عن الخيال في الأدب وكتابة الشعر العربي فالشعر يعد هو ما يبرز حضارة الأمم فهو العنصر الذي يزيد من قدرة الشاعر على تأليف الصور الخيالية والتعبير عن الواقع والربط بين الواقع وما يكمن داخل الشاعر من مشاعر وما يمر به من مواقف مختلفة لتخرج لنا صورة شعرية متكاملة؛ كل ذلك سوف نتحدث عنه على موقع الموسوعة.
تعريف الخيال
- هو ما لا يستطيع الإنسان أن يراه في الواقع وهو عملية تعمل على تصور عدد من الصور غير الواقعية فهو من أهم عناصر الإبداع بشكل عام سواء كان في فن الرسم أو الأدب أو غيرهما من الفنون؛ وفي الكتابة والأدب تظهر براعة الكاتب في قدرته على صياغة الصور الخيالية وربطها مع بعضها البعض دون تكلف أو خلل.
- عرفه ورد زورت أنه {موهبة تمكن الشاعر من تأليف الصور الخيالية والقدرة على مزجها ببعضها البعض حتى لو كانت مختلفة وغير مترابطة فهو يستطيع الربط بينها}..
- بولدير عرفه بأنه تلك القوة الخالقة التي تمكن الشاعر من التحليل والربط كما أن له دورًا كبيرًا في تَعلُم الإنسان.
- أما عبد لرحمن شكري فهو يعرف الخيال على أنه كل الصور التي يتخيلها الشاعر حتى يتمكن من وصف وتصوير كل جوانب الحياة والنفس الإنسانية بكل ما تشمله ويهو يؤكد أن الشعر مقترن بالعاطفة.
أنواع الخيال في الأدب
الابتكاري
الخيال الابتكاري يعتمد على الشخص نفسه وقدرته على الابتكار وترك الحرية لخياله واستحضار الصور من مخيلته وكأنه يراها ويكون الإنسان فيه رابطًا بين ا لواقع والخيال حيث يمكن أن يقص أحداثًا حدثت في الواقع ولكن يضيف لها بعض الأحداث الخيالية التي تزيد من حدة الأمور في الأحداث وتزيد من ارتباط وتعلق القارئ بما يقرأ سواء كان رواية أو شعرًا.
إذا اتجه الكاتب إلى التأليف غير الواقعي وأن يسرد الأحداث التي لا يمكن أن تحث في الواقع فقد ترك الخيال واتجه إلى التوهم وهو ما يشابه أحلام اليقظة وتمني ما يصعب تحقيقه في الواقع.
التأليفي
هو اتجاه المؤلف إلى الجمع بين الواقع والخيال ولكنه في نفس الاتجاه الخاص بالإحساس والمشاعر لم يغيره حيث يقوم الشاعر بوصف الصور المحسوسة لكنه يستحضر صورًا أخرى من خياله فهو يجمع بين الأفكار والصور التي تتناسب مع بعضها البعض.
التفسيري
يوضح هذا النوع من الخيال مدى إدراك الشاعر للأشياء الجميلة من حوله واستخدامها وتوضيح أوجه الجمال الموجودة بها كما أن الشاعر يوضح لنا أسباب القوة والجمال المقترنة بهذه الأشياء.
مقياس نقد الخيال
يعتمد مقياس نقد الخيال على جانبين هما:
- صحة الخيال: وهي ترتبط ارتباطًا كليًا مع الذوق الأدبي للشاعر حيث أنه ليست كل الصور الخيالية يمكن أن نسيقها في جمل وعبارات وإن كانت الصورة الخيالية خالية من أي صحة أصبحت وهمًا لا يعتد به.
- نوع الخيال: ينقسم الخيال إلى نوعين هما:
_ الصور الخيالية البسيطة: هو التصوير لمشهد معين أو معنى محدد أو فكرة بعينها وهو النوع الذي يكثر استخدامه في الأشعار حيث يحرص الشاعر على عرض فكرة بذاتها وذلك يجعله بعيدًا عن المبالغة في التصوير والإغراق.
_ الصور الخيالية المركبة: يستخدم الشاعر بعض الصور الخيالية ويدمجها معًا ليوضح فكرة أو يشرح صورة أو عدد من المشاهد الموجودة في موقف واحد ويتميز هذا النوع بالحركة والحيوية في التصوير.
مقياس نقد الأسلوب الشعري
الأسلوب هو بناء القصيدة اللغوي وقدرة الشاعر على اختيار المفردات المتنوعة وصياغة العبارات واستخدام التراكيب الصحيحة للجمل والحرص على الأوزان الشعرية وموسيقى الشعر؛ ويكون النقد متمثلًا في نقد المفردات في بعض المواضع والاستخدام مثل:
- استخدام الكلمات السلسة والحرص على عدم استخدام كلمات غير مستعملة كثيرًا وأن تكون من اللغة الصحيحة وليس بها أي تكوينات غريبة وغير معروفة.
- أن تكون الكلمات لها القدرة على الإيحاء بالمعني المطلوب والمراد من استخدامها.
- استعمال الكلمات ودقة الاختيار بحيث توضح مدى قدرة الشاعر على الاختيار فهناك العديد من الكلمات التي تعطي نفس المعني ولكن اختيار الشاعر إحدى هذه الكلمات يدل على عبقريته في الانتقاء.
المراجع: 1 2.