تعريف العمل التطوعي
١٤:١٠ ، ٢٨ فبراير ٢٠٢١
‘);
}
العمل
للعمل أهميّة كبيرة وأساسيّة لا تخفى على إنسان، فالعيش في الفراغ أمر خطير على الصحة الجسدية والنفسية، فالإنسان الفارغ قد يميل إلى إشغال نفسه بأمور تعود بالضرر عليه مثل افتعال المشكلات أو الانخراط في أجواء فاسدة، إضافة إلى الاستسلام للكسل، أمّا الإنسان العامل فهو شخص يشعر بأن له دورًا في إفادة المجتمع، ويعيش في شعور الطاقة والإيجابية والعطاء، وبالعمل ينهض المجتمع ويتقدّم ويُنافس غيره على كافة الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فالعمل ليس مجرد جهد يُبذَل من أجل الحصول على المال، وإنما هو دليل صحي على استثمار الإنسان لقدراته ومواهبه التي أودعها الله فيه، وستوضح هذه المقالة أنواع العمل، إضافة إلى وقفة عند تعريف العمل التطوعي، وأشكاله وأهميته.[١]
أنواع العمل
سبقت الإشارة إلى أهمية العمل ودوره في تقدّم الفرد والمجتمع وأثره على الصحة النفسية، وللعمل أنواع متعدّدة يستطيع كل إنسان أن يمارس منها ما يُناسبه، وما يلائم قدراته وحاجاته وتطلعاته على أن يكون العمل شريفًا نافعًا، ويمكن تقسيم العمل إلى أقسام متعددة منها:[١]
‘);
}
- العمل خارج المنزل في وظائف أو مشاريع: ويدخل في هذا القسم كافة الوظائف كالطب، والهندسة، والتعليم، والمشاريع التي يؤسسها الإنسان لكسب لقمة العيش واستثمار مواهبه وقدراته.
- العمل داخل المنزل: ويدخل في ذلك كافة الأعمال المنزلية التي تقوم بها الأم أو الزوجة داخل المنزل، فعلى الرغم من تجاهل كثيرين لهذا النوع من الأعمال إلا أنها تصنّف من الأعمال المُتعِبَة؛ لأنها غير محددة بوقت، إضافة إلى العمل عبر الإنترنت مثل كتابة المقالات، والتسويق الإلكتروني، وبعض المشروعات الصغيرة مثل الطبخ المنزلي، أو بيع الملابس عبر الإنترنت.
- العمل التطوعي: وهو العمل الذي يؤديه الإنسان دون مقابل مادي مثل تنظيف الحدائق، وخدمة المسنين، وستركز الفقرات الآتية على تعريف العمل التطوعي، وأشكاله وأهميته.
تعريف العمل التطوعي
ورد تعريف العمل التطوعي في قاموس المعاني على أنّه العطاء عن اختيار وطواعية، ويُقال تطوّع بماله أي أعطاه عن اختيار وطواعية، وتطوّع من أجل عمل الخير أي هيّأ نفسه لعمل الخير عن اختيار ورغبة، وفي الفقه هو اسم لما يُشرع زائدًا عن الواجب والفرض، ويُقال جاء من تلقاء نفسه أي جاء متطوعًا من تلقاء ذاته.[٢]
والعمل التطوعي كما عرّفه اللحياني هو الجهد الذي يقدّمه الإنسان دون مقابل للمساهمة في تحمّل المسؤولية العامّة، ويُعرّف العمل التطوعي أيضًا على أنه نوع من أنواع البذل الذي يُقدّمه الإنسان، وقد يكون بذلًا ماليًا أو بدنيًا أو عينيًا أو فكريًا بنفس راضية وقنوعة للمساهمة في خدمة الآخرين لوجه الله تعالى، وتعريف العمل التطوعي لا يتضمن الارتباط بعقد وظيفي أو مهني، ولا يحتاج المتطوع إلى خبرات محددة، فكل إنسان يمكنه التطوّع بحسب قدراته، ورغم سعة مجالات التطوع وإمكانيته تظل هناك عوائق أمامه تتلخص في مجموعة من النقاط منها:[٣]
- الجهل بتعريف العمل التطوعي: ويقصد بذلك عدم إدراك كثير من الناس لأهمية العمل التطوعي وآثآره الإيجابية على الفرد والجماعة.
- نية بعض المتطوعين في الحصول على مكاسب شخصية ومادية: قد ينظر بعض السالكين في مجالات العمل التطوعي إلى العمل التطوعي على أنه فرصة تفتح لهم أبوابًا للوصول إلى وظائف في تخصصاتهم المختلفة، الأمر الذي يتنافى مع جوهر العمل التطوعي.
- الخلل في إدارة الأعمال التطوعية: فقد اتضح من تعريف العمل التطوعي أهمية وضع المتطوع في المكان الذي يُناسبه، وعدم اختيار المكان او العمل التطوعي الملائم لكل متطوع يعرقل هدف العمل التطوعي.
- العراقيل الاجتماعية: ومنها عدم وعي المجتمع بقيمة العمل التطوعي وأهميته ودوره في بناء المجتمعات.
- عدم توفر الميزانية المناسبة للعمل التطوعي: وتُصنّف هذه النقطة ضمن المعوقات الاقتصادية للعمل التطوعي.
وتجدر الإشارة إلى أن الإسلام حث على العمل التطوعي، ولو بأبسط الأمور كإدخال السرور على قلب إنسان، أو إماطة الأذى عن الطريق، أو تقديم الماء إلى الحيوانات في أيام الحر الشديد، إضافة إلى أمور أخرى تبدو بسيطة وسهلة ولكن أجرها عظيم جدًا، ولو حرص كل إنسان على خدمة الآخرين والمجتمع بما أودعه الله فيه من قدرات وقوة ومواهب، لوُجد مجتمع إسلامي متميز متقدم.[٤]
مجالات العمل التطوعي
بعد بيان تعريف العمل التطوعي وأهميته وأثره على الفرد المجتمع، تجدر الإشارة إلى بعض المجالات التي يمكن أن يمارس من خلالها الفرد العمل التطوعي، بحيث يختار منها الإنسان ما يناسبه ويناسب إمكانياته وظروفه ومنها:[٣]
- التطوع في العبادات: يمكن للإنسان التطوع في العبادة كصيام التطوع، وصلاة السنن والصدقات وغيرها من أبواب العبادة غير المفروضة.
- التطوع المالي: ويقصد به إنفاق الإنسان المال لمساعدة المحتاجين والفقراء وطلاب العلم وأي شخص يحتاج إلى المال لسبب من الأسباب.
- التطوع الفكري: كتأليف الكتب، وكتابة المقالات والبحوث التي تنفع الناس دون انتظار مقابل مادي.
- التطوع الاجتماعي: ويقصد به المشاركة في الأعمال الاجتماعية التي تخدم بعض الفئات مثل العمل في دار المسنين لخدمة كبار السن، أو مساعدة الأطفال ذوي الهمم والتحديات.
- التطوع في المجالات الاقتصادية: ويقصد بذلك إقامة المشاريع الاقتصادية لدعم الفقراء والمحتاجين ومحاربة البطالة.
- التطوع في المجالات الدعوية: ويقصد بذلك التطوع من أجل إقامة المساجد، أو تحفيظ القرآن، وتجهيز طلاب العلم وغير ذلك من الأعمال التي تخدم المجال الدعوي.
آثآر العمل التطوعي
اتضح من تعريف العمل التطوعي أن هذا النوع من العمل يختاره الإنسان بحرية دون إجبار أو ضغط، ودون مقابل مادي، وهذا يعني اختيار الإنسان لسلوك طريق العطاء طوعًا لا قمعًا[٣]، ولهذا الاختيار آثار إيجابية على الفرد والمجتمع منها:
- تنمية الشعور الإيماني لدى الشباب.
- تدريب الإنسان على تحمّل المسؤولية تجاه غيره والشعور بالآخرين.
- الانفتاح على العالم وتعلّم مهارات جديدة.
- تثبيت مفهوم التكافل بين أفراد المجتمع .
- خلق مشاعر الألفة والمحبة بين الناس.
- التخلص من المشاعر السلبية تجاه الذات وتجاه الآخرين.
- إثراء الجانب المعرفي لدى الإنسان، وزيادة معلوماته عن أمور متعددة.
كما يُوصى بأن يكون العمل التطوعي من ضمن روتين الحياة وليس رفاهية أو فكرة ثانوية يلجأ إليها الإنسان في أوقات فراغه فقط، لأن الإنسان خلال رحلة العمل التطوعي يلامس الحياة الحقيقية، ويتعلّم من الآخرين، ويفهم ذاته أكثر وكل هذه الأمور مهمة في حياة المجتمعات، ولها تأثير إيجابي كبير على صحة الإنسان النفسية والعقلية.
المراجع[+]
- ^أب“قيمة العمل”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-12. بتصرّف.
- ↑“تعريف و معنى تطوع في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-12. بتصرّف.
- ^أبت“أهمية العمل التطوعي (خطبة)”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-12. بتصرّف.
- ↑“العمل التطوعي في الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-12. بتصرّف.