‘);
}
تعريف الفلسفة عند الكندي
كان للكندي دور في تحديد مسار الفلسفة الإسلامية، ولقد حدد لها الطريق، ووضع المنهج، وكوَّن له تلاميذ، بَثَّ فيهم من روحه وفكره؛ منا ساعدهم على نشر الفلسفة وإقبال الناس على دراستها، ولقد عمل ذلك كلُّه تحت لواء الإسلام؛ فاستحقَّ أنْ يُطلق عليه اسم فيلسوف العرب والإسلام.[١]
بعض الطوائف أساءتْ فهمَ لفظ الفلسفة لاعتقادِهم أنَّ الفلسفة تعني – من جملة ما تعني- الكفر والإلحاد، ولذلك كان على الكندي قبل كل شيء أن يضع تعريفاً واضحاً لمعنى الفلسفة وحرص الكندي على بيان ماهيَّة الفلسفة؛ حتى يُزيل هذا الفهم السيء لها. [١]
عرف الكندي الفلسفة على أنها هي البحث؛ والنظر العقلي الخالص الذي يهدف إلى كشف الحقيقة والوصول إليها، والفلسفة في هذا شأنها شأن الدين؛ لأنَّ الدين يؤدي بالإنسان إلى الوقوف على حقائق الأشياء؛ فالكنديُّ يجادل بداية؛ أنَّه لا يوجد ثمة تعارُض بين الفلسفة وبين الدين في الأصل.[١]
‘);
}
ارتباط الفلسفة بالعلوم الأخرى عند الكندي
تدور فلسفة الكندي حول الرياضيَّات والفلسفة الطبيعية.، وبرأيه الإنسان لا يكون فيلسوفا حتى يدرس الرياضيات؛ لذلك طبَّق الرياضيات في بحوثه الطِّبية وفي دراسته للموسيقى؛ فالهندسة والطب يقومانِ على التَّناسُب الهندسي، فالأدوية قِوامهاتَنَاسُب في الكيفيَّات الأربع: الحار والبارد والرطب واليابس.[٢]
ذهب الكندي إلى أنَّ العالَم مخلوق لله، وفِعل الله في العالم إنما يكون بوسائط كثيرة؛ فالأعلى يُؤثر في ما دونه، أمَّا المَعلول فلا يُؤَثِّرُ في العِلّة؛ لأنَّها أرقَى منه في مرتبة الوجود، وكل ما يقع في الكون يرتبط بعضُه ببعض ارتباط علَّة بمَعلُول، ونستطيع من معرفتنا بالعلل أن نتنبَّأَ بالمُستقبل؛ هذا لأنَّ كل موجود في الكون يعكس سائر الموجودات كأنه مرآة لها؛ فإذا عرفتَ موجودًا واحدًا عرفتَ بقية العالَم. [٢]
مذهب الكندي
واشتهر الكندي بمذهب عقلي، إذ يرى أنَّ وجود المادة مرهون بتصوُّرها في العقل؛ فما لا يمكن تصوُّره عقليًّا يستحيل عليه الوجود المادي
ويذهب الكندي إلى أنَّ النفس الإنسانيَّة من حيث جوهرها مستقلَّة عن مادَّة الجسم، لكنها مقيدة بمادته من حيث أفعالها؛ لأنَّ الجسم هو وسيلة الأداء، واتصال النفس بالجسم مصدرُ ألم لا ينقضي؛ لأنه مصدر رغبات كثيرة لا سبيل إلى تحقيقها جميعًا؛ فمن شاء نعيما حقيقيًّا عليه أنْ يستغرق في تأملاته العقلية، وفي طلب العلم، وتقوى الله. [٣]
حاول الكندي التوفيق بين الفلسفة والدين، تلك المسألة التي شغلت الفلاسفة الإسلاميِّين منذ الكندي إلى ابن رشد، إللى أن جاء ابن رشد بعد ذلك ليؤلِّف رسالتَه (فَصْلُ المَقَال فيما بين الحِكْمَة والشَّرِيعَة من الاتِّصَال)؛ محاولًا التَّوفيق بين الدين الذي يقوم على الوحي وبين الفلسفة التي تقوم على التَّفكير العقليّ البرهاني .[٢]
المراجع
- ^أبتفيصل بدير عون، الفلسفة الأسلامية في المشرق، صفحة 111. بتصرّف.
- ^أبتحسن الشافعي ، التيار المشائي في الفلسفة الأسلامية، صفحة 128. بتصرّف.
- ↑جوناثان ري ، الموسوعة الفلسفية المختصرة، صفحة 263. بتصرّف.