‘);
}
تعريف الكرامة في الإسلام
ترجع الكرامة في اللغة إلى الجذر اللغوي (ك ر م)، وهو بمعنى ضد اللؤم والاسم منه الكرامة،[١] وأصل الكرامة في اللغة هي الغطاء الذي يوضع على رأس الجرة ليحفظها من الأذى،[٢] وقد تكون الكرامة بالمعنى الشرعي أخذت منها لأن الكرامة بالمعنى الشرعي فيها حفظ لصاحبها من الأذى.
والكرامة في الاصطلاح: حفظ الله لعبده المؤمن بأمر خارق غير معتاد، فإن ظهر الأمر الخارق لفاسق فهو استدراج للعقاب، وإن ظهر الأمر الخارق لرجل يدعي النبوة فهو المعجزة، وإن ظهر الأمر الخارق لرجل من العامة فهو نوع التوفيق والمعونة له من الله تعالى.[٣]
الفرق بين الكرامة والسحر
يظهر الفرق في أن الكرامة تكون في أمر خارق للعادة ولا يظهر سببه، بل لا يحتاج إليه لأنه من الله تعالى، والسحر في ظاهره أمر خارق للعادة إلا أن له سبب موجود، ولكنه لا يظهر للناس لاجتهاد الساحر في أن يخفيه عنهم، ولا يظهر السحر إلا من الفاسق.[٤]
‘);
}
الفرق بين المعجزة والكرامة
تشترك الكرامة والمعجزة في أن كليهما أمر خارق للعادة، إلا أن المعجزة تكون من رجل يدعي النبوة وتأتي المعجزة لتؤكد دعواه، فهي أمر خارق للعادة يتحدى به الناس، ووظيفتها إعجاز الناس فيها ليثبت صدق نبوته، أما الكرامة فهي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى لأحد أوليائه ممن لا يدعي النبوة، ووظيفتها ليحفظ من ظهرت له من السوء.[٥]
من كرامات الصحابة
من الكرامات لبعض الصحابة:
- استماع الملائكة لتلاوة أسيد بن حضير رضي الله عنه لسورة الكهف: يقول البراء بن عازب رضي الله عنه: (كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدُورُ وَتَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ منها، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ صلى الله عليه وسلم: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ).[٦]
- النور الذي أضاء للصحابة في ظلمة الليل: فقد صح (أنَّ رَجُلَيْنِ، خَرَجَا مِن عِندِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ وإذَا نُورٌ بيْنَ أيْدِيهِمَا، حتَّى تَفَرَّقَا، فَتَفَرَّقَ النُّورُ معهُما وقالَ مَعْمَرٌ، عن ثَابِتٍ، عن أنَسٍ، إنَّ أُسَيْدَ بنَ حُضَيْرٍ، ورَجُلًا مِنَ الأنْصَارِ، وقالَ حَمَّادٌ، أخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عن أنَسٍ، كانَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، وعَبَّادُ بنُ بشْرٍ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).[٧]
الاستقامة أعظم كرامة
مما استقر عند أهل العلم بأن الكرامة لا تعني أن صاحبها صاحب إيمان قوي، فقد تعطى الكرامة لضعيف الإيمان ليقوي إيمانه، وقد تعطى لفاجر استدراجاً له للعقاب، والرجل الصالح لا يطلب الكرامة لاستغنائه بصلاحه عن الكرامة، فعلى المسلم أن يطلب الاستقامة التي أمره الله تعالى بها، وكما قال أهل العلم: الاستقامة أعظم كرامة.[٨]
المراجع
- ↑زين الدين الرازي، مختار الصحاح، صفحة 268. بتصرّف.
- ↑نشوان الحميري، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، صفحة 5804. بتصرّف.
- ↑البركتي، التعريفات الفقهية، صفحة 181. بتصرّف.
- ↑الرصاع، شرح حدود ابن عرفة، صفحة 492. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 4591. بتصرّف.
- ↑رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:795، صحيح.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3805 ، صحيح.
- ↑عمر الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 160. بتصرّف.