تعريف مجتمع أو خلية النحل
تتكون مستعمرة نحل العسل إلى ما يصل حوالي خمسون ألف مواطن أو نحلة في الخلية الواحدة، حيث ينشط النحل ويكون موسم الذروة عنده في أوائل الصيف، ونجد أن النحل في الخلية الواحدة يشكلوا مجتمع يسوده التنظيم والعمل والجهد، حيث أن يهدف جميع أفراد المجتمع إلى نفس الهدف، وهو ضمان بقاء المستعمرة ونسلها ، وعندما يسأل البعض كيف يستفيد الإنسان من مجتمع النحل ، تكون الإجابة واضحة من خلال التعرف على فوائد النحل الكثيرة وأهمها الحصول على عسل النحل المغذي.[2]
أفراد مجتمع النحل
ينقسم سكان الخلية، أو مجتمع النحل بشكل عام إلى ثلاثة أنواع:
العاملات
- العمال هم النحل الوحيد الذي يراه معظم الناس على الإطلاق، ويشكلون الغالبية في الخلية، وبدونهم لا تتواجد الملكة أو الذكور، و هؤلاء النحل هم من الإناث التي لم يطرأ عليها التطور الجنسي، و يتغذى العاملون على حبوب اللقاح والرحيق من الزهور أو يتناولون العسل، يفقس العامل بعد واحد وعشرين يوماً، ويكون مكتملاً وقادراً على اللسع وأن يقوم بالدفاع عن الخلية وعن نفسه، وتقوم عمال النحل بجميع المهام في الخلية في الأسابيع الستة من حياتها الصيفية، وتهدأ في الشتاء، وتعمل على بناء الخلية وحمايتها ، وتنظيفها ، بالإضافة إلى تدوير الهواء ويتم ذلك بضرب أجنحتها ، وأيضاً العديد من الوظائف المجتمعية الأخرى.
- العاملات عندما تكون نحلة صغيرة تعمل على تنظيف الخلية، وتبقى بداخلها لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، بالإضافة إلى أخذ الرحيق وحبوب اللقاح من نحل العلف، وتطعم هذا الرحيق إلى اليرقات القديمة والصغيرة، وتعمل على بناء عسل جديد من الشمع، وأيضاً تعمل على تنظيم درجة الحرارة والرطوبة في الخلية، إلى أن تصبح نحلة حارسة عند مدخل الخلية.
- أما في النصف الثاني من حياة العاملات أو العمال، فتنتقل للعمل كباحث عن الطعام، ويتطور عملها لخارج الخلية، فتبحث في المناطق المحيطة عن حبوب اللقاح والماء، بالإضافة إلى الرحيق لتوفير الطعام للنحل الموجودين في الخلية وللمحافظة على بقائهم على قيد الحياة.[3]
الملكة
- إن مهمة الملكة بسيطة هو وضع البيض الذي سيشكل الجيل القادم من النحل في الخلية، وعادة تحتوي كل مستعمرة على ملكة واحدة فقط في الخلية، تعيش لمدة خمس سنوات، وفي وقت وجودها هي الوحيدة التي تعطي وتنتج نسلاً، وهي التي تتحكم في زملائها المقيمين في الخلية، ويتم ذلك باستخدام عقار فيزيولوجي ويسمى مادة الملكة. وإذا ماتت الملكة، فإن العمال سيخلقون ملكة جديدة، ويتم ذلك عن طريق إطعام إحدى اليرقات الأنثى نظامًا غذائيًا خاصًا، ويسمى هذا الطعام “غذاء ملكات النحل”، ويمكّن هذا الإكسير النحلة العاملة لتمر في طور التطور لتصبح ملكة خصبة،وتنظم الملكة أنشطة الخلية من خلال إنتاج مواد كيميائية توجه سلوك النحل الآخر.
- أما بوجود الملكة التي تظهر من خلال البويضة الملقحة، فيتم الاهتمام ببعض اليرقات، ويتم إطعامهم بالطعام الذي يتم إنتاجه عن طريق النحل الممرضة، وهذا الغذاء هو غذاء الملكات، ويتم تربية اليرقات من خلال الملكة الخاصة بهم.
- ولكن عندما تفقس الملكة الأولى بعد ستة عشر يوماً، تستخدم لدغتها ويكون هذا الاستخدام الأول لها، حيث تعمل على قتل منافسيها، لأن لكل مجتمع نحل يوجد في النهاية ملكة واحدة فقط، ثم تذهب الملكة في رحلة زواجها، وتأخذ حوالي عشرة ملايين حيوان منوي، ويتم ذلك مرة واحدة فقط، ثم تضع ما يصل إلى 2000 بويضة مخصبة وغير مخصبة يومياً، وهذا يعادل ما يصل إلى مئتي ألف بيضة في الموسم الواحد، فيخرج من البويضات المخصبة العمال والملكة الجديدة، أما من البويضات غير المخصبة فيخرج منها الذكور.
- كل عام تفسح الملكة الطريقة لملكة جديدة، ويتم ذلك قبل مغادرتها في أوائل الصيف، فتعمل على وضع البيض لمجتمعها في خلايا الملكات المعدة لهذا الغرض، وتعمل على تربية ملكة جيدة، ثم تغادر مع آلاف من سرب النحل، ويستقر هذا السرب في كتلة ضخمة ويبحث عن منزل جديد، حيث أن النحل لا يستطيعون العيش في البرية بدون منزل.[1]
الذكور
- يُطلق على ذكر النحل اسم الذكور، ويواجه ذكر النحل أوقات صعبة ليس لأنهم فقط يمثلون الأقلية في الخلية، وإنما لأن مهمتهم الوحيدة هي تخصيب الملكة، ففي البداية ممكن أن تكون الأمور سهلة وذلك لبضعة أيام، ولكن في شهر مايو تنضج الطائرات بدون طيار جنسياً، ويصبح عددهم كبير لهذا هنا تكمن صعوبة عملهم بزيادة أعدادهم.
- ثم تتنافس مراراً وتكراراً على تلقيح الملكة في مناطق تجمع الطائرات بدون طيار للتزاوج، فإذا نجح أحد ذكور النحل، فإنه يستخدم كامل حيواناته المنوية ويموت، وتبقى الطائرات بدون طيار غير الناجحة معزولة اجتماعياً، ولا يقدم لهم الطعام أبداً.
- وتعيش عدة مئات من الذكور في كل خلية خلال فصلي الربيع والصيف ، لكن يتم طردهم بأشهر الشتاء عندما تدخل الخلية في وضع البقاء على قيد الحياة.
بناء خلية النحل وسلوكها
خلية النحل هي عمل فني، ونادراً ما توجد في البرية مثل الأشجار المجوفة، فيقوم مربو النحل بتزويد مستعمرات النحل بالسكن وتسمى بخلايا النحل، وتتألف من خمسة صناديق خشبية أو بلاستيكية تكون فوق بعضها البعض، ويتم وضع إطارات خشبية متحركة لبناء قرص العسل، بالإضافة إلى وجود فتحة الطيران الموجودة في الأسفل.
تقوم النحلات العاملة ببناء قرص العسل في الإطارات الخشبية، ويتم ذلك باستخدام شمع العسل الذي يُنتج من أجسامهم، فتنضج قشور الشمع الصغيرة ويتم عجنها بأجزاء الفم، وتخلط مع الإفرازات الغدية الموجودة في جسم النحلة العاملة، ثم يتم إضافة قشور الشمع االمحضرة إلى قرص العسل الموجود.
نجد أن لبناء مئة غرام من شمع العسل، نحتاج إلى 125000 قشور شمعية، ويستخدم هذا لبناء تقريباً ثمانية آلاف خلية لتخزين حبوب اللقاح والعسل، أيضاً لتربية الصغار.
يعيش النحل على العسل وحبوب اللقاح المخزنين طوال فصل الشتاء ، ويتجمع في كرة للحفاظ على الدفء، وتتغذى اليرقات خلال هذا الموسم ، وبحلول الربيع ، تزدحم الخلية بجيل جديد من النحل.[1][2]
دورة حياة النحل
تمر جميع أنواع النحل الثلاث لمراحل نمو قبل أن تظهر كبالغين، وهذه المراحل هي البيض واليرقة والعذارى، وتسمى هذه المراحل جميعها مجتمعة باسم الحضنة، ونجد أن التغذية تلعب دوراً مهماً في تطور طبقات إناث النحل، وهنا سنستعرض هذه المراحل وهي :
البيض
عادة تضع الملكة بيض نحل العسل واحداً في كل خلية، فتتصل كل بيضة بقاع الخلية وتبدو مثل حبة أرز صغيرة، فعند وضع البيضة لأول مرة تكون بشكل مستقيم، ثم خلال فترة النمو التي تبلغ ثلاثة أيام تبدأ البويضة بالإنحناء، وفي اليوم الثالث تفقس البيضة ليخرج منها يرقة صغيرة، وهنا تبدأ مرحلة اليرقة.
اليرقات
تكون اليرقات الصحية لؤلؤية وبيضاء اللون، ولامعة، وشكلها يشبه حرف السي باللغة الإنجليزية C، تعمل النحلات الممرضة على إطعام اليرقات حتى تكبر، ويظل شكلها يشبه حرف السي ولكنها تمتد طولياُ ثم تتحول إلى شرنقة رقيقة حريرية، وتظل اليرقات بيضاء لؤلوية ولامعة حتى مرحلة ما قبل البلوغ.
الشرانق أو العذارى
إن الشرانق السلمية تبقى لامعة في المرحلة الأولى من التطور، مع أن أجسامهم تبدأ في اتخاذ أشكال بالغة، فأول ميزة تبدأ في أخذا للون هي العيون المركبة، ثم يتغير من الابيض إلى البني، ثم يبدأ باقي الجسم في أخذ لون نحلة بالغة [3]