لو تخيل كل منا أن مديره بالعمل يحبه ويفخر به ودائما يراعي مشاعره ويشكر فيما يقوم به، كيف سيكون شعورنا تجاه هذا المدير؟ وكيف سنواجه أوامره؟ وهل سنفرح بلقائه؟، حسنا وإذا تخيلنا العكس وهو إن هذا المدير دائما عابس الوجه لا ينطق إلا بالأوامر والنواهي ولا يراعي أي مشاعر أو ظروف لمن هم أقل منه، فكيف سيكون شعورنا تجاهه؟ هل سنحبه ونحب الحديث معه؟ أم سنبتعد عنه إتقاء شره؟، بعد أن عشتم معى في هذا المثال الذي ربما يكون واقع لأي أب أو أم في عملهم بالفعل، ربما قد تندهشوا وتقولوا ما علاقة هذا بموضوع “التربية”، ولكن إن علمتم أنكم تتعاملوا بنفس الطريقة مع أطفالكم الصغار هل ستزول دهشتكم؟
الوحش الكاسر:
عندما نتخيل إن وحش كاسر هجم علينا وظل ينظر لنا نظرة غاضبة ومميتة ونحن نتألم من الخوف – فقط مع التخيل – لكن إن قلت لكم إن معظمنا – إلا من رحم ربي – يضع أطفاله في مثل هذا الموقف يوميا، فقط تذكروا ماذا فعلتم بأطفالكم عندما سكبوا الماء على الأرض أو عندما رفضوا خفض صوتهم أثناء اللعب، ألم تتوجهوا لهم بأعين مليئة بالغضب وأنتم تصرخوا عليهم أن يطيعوا الأوامر وإلا سيعاقبوا أشد العقاب؟
لو وضعنا نحن أنفسنا في مكان أطفالنا لعرفنا حقا شعورهم عندما نصرخ عليهم ونعاقبهم بشدة لأسباب تافهة أو ربما بدون أسباب، هل توقفنا يوما لنسأل أنفسنا لماذا نفعل ذلك بفلذات أكبادنا؟ لماذا نحملهم ما لا طاقة لهم به؟، والذي يحدث بعدها هو أننا نستمر في تأنيب أنفسنا ولا نعرف حتى أسباب ثورتنا عليهم.
تعلموا أكثر عن “التربية”:
إن الوالدين – أو المعظم إلا من رحم ربي – يعتقدوا أنهم إن وفروا لأطفالهم الطعام والشراب والملبس فهم بذلك قد قاموا بما عليهم فيما يتعلق بموضوع “التربية”، لكن هذا فقط هو مفهوم الرعاية، أما مفهوم التربية فهو شئ أخر أعمق وأبعد من ذلك بكثير، فعلى الوالدين أن يكونا دائما على إطلاع بأساليب التربية وطرق العقاب وغيرها من الأشياء الهامة التي تسهل عليهم التعامل مع الأطفال وإنشاء جيل سليم نفسيا وعصبيا وجسديا.
عذرا أطفالي:
قد يكون جزء من الحل أيضا أن نعتذر لهم، فما العيب في أن يقول الأب أو أن تقول الأم لأطفالهم أنا أسف أو أنا أسفة لقد قسوت عليكم اليوم فسامحوني، فلو فعل كل مخطئ هذا لتحسنت الأحوال كثيرا، فبداية سيتعلم الأطفال أعظم درس عملي عن الإعتذار والرجوع للحق، وعلى الجانب الآخر قد يزيل هذا الإعتذار جزء من الأثار السلبية التي تركتها نوبات الصراخ والغضب على الأطفال.
وفي النهاية أود أن أنصح كل أم وكل أب أن يجلسوا مع أنفسهم لحظات يسألوا فيها أنفسهم عن الطرق التي يربوا بها أطفالهم ويتخيلوا فقط إن الطريقة التي يعاملوا هم بها أطفالهم هي ذاتها الطريقة التي سيعاملهم بها رؤسائهم في العمل – على سبيل المثال – فكيف سيكون شعورهم؟ وهم كبار بالغين، فما بالنا بالأطفال الذين يحتاجون أكثر للأمان والحب والود والعطف؟
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:“هكذا تصنعين طفلا عبقريا”، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم.