يقول الله تعالى في سورة الأعراف: (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين){40-الأعراف}، فما المقصود من قوله تعالى( يلج الجمل في سم الخياط )؟ وما القراءات الواردة فيها؟ وما إعرابها حسب علم النحو؟ في هذا المقال تحاول الموسوعة بإذن الله الإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة نسأل الله تعالى أن يوفقنا والله المستعان.
الجمل وسم الخياط
نذكر آراء المفسرين المختلفة في معنى قوله تعالى يلج الجمل في سم الخياط ومن هذه الآراء:
تفسير ابن كثير
- ذكر أن الجمهور فسر الجمل بمعنى البعير ابن الناقة، وقيل هو زوج الناقة.
- وقال الحسن البصري حتى يدخل البعير خرق الإبرة.
- وقيل الحبل الغليظ في خرق الإبرة.
- وقيل قلاس السفن وهي الحبال الغلاظ.
تفسير القرطبي
- ذكر أن الجمل من الإبل.
- وقيل زوج الناقة لأن الجمل يسمى الجمل جملًا إذا أربع.
- وقيل حبل السفينة وهو القلس.
- وقيل الحبل الغليظ من القنب.
- وقيل الحبل الذي يصعد به النخل.
- وسم الخياط هو ثقب الإبرة وكل ثقب لطيف في البدن يسمى سمًا.
- والخياط ما يخاط به كالإبرة ونحوها.
تفسير الطبري
- ذكر الطبري أن القول في التأويل هو أن الذين كذبوا بآيات الله واستكبروا عنها، لا يدخلون الجنة كما لا يدخل الجمل في سم الخياط أبدًا، وذلك ثقب الإبرة.
- وكل ثقب في عين أو أنف أو غير ذلك يسمى سمًا.
- والخياط هو المخيط وهي الإبرة.
- والجمل هو ابن الناقة أو زوج الناقة.
- وقيل هو قلس السفينة وهو حبالها المجمعة.
- وقيل الحبل الغليظ.
خلاصة الآراء
- يبدو أن المفسرين قد اختلفوا في معنى الجمل فمنهم من قال أنه البعير المعروف ومنهم من قال أنه الحبل الغليظ.
- ويمكن القول أنهم ذكروا أن معنى السم هو الثقب وهو ثقب الإبرة.
- والخياط هو الإبرة ونحوها.
- ويبدو أن اختلاف المفسرين في معنى الجمل قد أتى من اختلاف القراءات في ضبط هذه الكلمة من كلمات القرآن الكريم، فعند اختلاف ضبط هذه الكلمة يتغير معناها كما قال المفسرون.
القراءات في قوله تعالى حتى يلج الجمل في سم الخياط
لا تفتح
قرئت (تُفَتَّح) وقرئت (يُفَتَّح) على التذكير والتأنيث الجائز لغويًا في جمع التكسير غير العاقل.
الجمل
- تقرأ كلمة الجمل بفتح الجيم على القراءة المشهورة ( الجَمَل ) وهو الجمل المعروف.
- وفي القراءة الشاذة يقرأ بسكون الميم ( الجَمْل ).
- ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها ( الجُمَّل ) وهو الحبل الغيظ وهو جمع مثل صوَّم وقوَّم.
- ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف ( الجُمُل) وهو جمع مثل أَسد وأُسد.
- ويقرأ كذلك أيضًا لكن مع تسكين الميم ( الجُمْل ).
سم
تقرأ بفتح السين وضمها أي ( سَم ) و( سُم).
إعراب حتى يلج الجمل في سم الخياط
يجب علينا أولًا إعراب الآية كاملةً حتى نصل إلى إعراب ذلك الجزء منها:
- إن: حرف ناقص ناسخ ينصب المبتدأ ويرفع الخبر.
- الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن.
- كذبوا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- بآياتنا: جار ومجرور والضمير (نا) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه، والجار والمجرور متعلق بـ(كذبوا)، وجملة (كذبوا بآياتنا) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
- واستكبروا: الواو حرف عطف والفعل (استكبروا) فعل ماض مبني على الفتح المقدر والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- عنها: جار ومجرور متعلق بـ(استكبروا)، وجملة استكبروا عنها معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب.
- لا تفتح: ( لا ) نافية و (تفتح) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- لهم: جار ومجرور.
- أبواب السماء: (أبواب) نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و(السماء) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
- وجملة (لا تفتح لهم أبواب السماء) خبر إن في محل رفع.
- ولا يدخلون: (لا) نافية، و(يدخلون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- الجنة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- حتى: حرف جر يدل على الغاية.
- يلج: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة، وأن والفعل المضارع (يلج) مصدر مؤول في محل جر اسم مجرور بعد حتى.
- الجمل: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- في سم الخياط: جار ومجرور متعلق ب(يلج) و(الخياط) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
- وكذلك: الواو استئنافية، والكاف حرف جر للتشبيه، و (ذا) اسم إشارة مبني في محل جر اسم مجرور، واللام للبعد والكاف للخطاب، والجار والمجرور متعلق بـ(نجزي).
- نجزي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره (نحن).
- المجرمين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء.
نرجو أن نكون قد استطعنا توضيح بعض معاني كلام الله تعالى وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب)، مع إعراب الآية الكريمة كاملةً، والقراءات الواردة فيها، نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك ومولاه. تابعونا على الموسوعة ليصلكم كل جديد.
المصادر:
تفسير ابن كثير.
تفسير القرطبي.
تفسير الطبري.
إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس.
التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء العكبري.



