‘);
}
تفسير الآيات المتعلقة بقسم الله تعالى
يُقسم الله -تعالى- بوقتين هما الضحى والليل، والله -تعالى- يقسم بما شاء من مخلوقاته؛ لبيان أهميتها:
- (وَالضُّحَى)[١]
الضحى: يعني الوقت الذي ترتفع فيه الشمس بداية النهار، وفيه يحصل الذكر والصلاة لاجتماع الناس، فيقسم الله بالضحى وهو بداية النهار.
ويُقصد بذلك طمأنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لأن جواب القسم جاء بعد آياتٍ، بأن المستقبل الذي يملؤه النصر والعزة، والكرامة لأمّة الإسلام سيكون الأفضل.[٢]
- (وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)[٣]
سجى: يعني السكون والظلام الدامس، والقصد المُراد من وراء القسم بالليل والنهار هو التذكير بنعمة تعاقب الليل والنهار، ومرور الوقت، وأن النصر يحتاج إلى وقت، وأنَّ الليل يدلُّ على الوحشة والهدوء، وله فضيلة السبق، فالليل سابق النهار.[٤]
‘);
}
تفسير الآيات المتعلقة بنعم الله تعالى على النبي
تصف آيات سورة الضحى نِعم الله على النبي-صلى الله عليه وسلم- نذكر بيان الآيات فيما يأتي:[٢]
- (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)[٥]
ودعك: أي تركك بلا مُعين وفارقك، وقلى: تدلُّ البغض والكره، والآية تصف حزن النبي -صلى الله وعليه وسلم- بعد انقطاع الوحي عنه فترة من الزمن، وبسبب قول الكفار نزلت هذه الآية، ردّاً عليهم.[٦]
- (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى)[٧]
تصف الآية وعد وإخبار الله -تعالى- للنبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الحاضر أفضل من الماضي، والمستقبل سيكون أفضل من الحاضر.
- (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)[٨]
يعني أنَّ الله -تعالى- يعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن عطاءه له شامل للدنيا والآخرة، ففي الدنيا سيكون العطاء على شكل فتوحات إسلامية وانتشار للإسلام في بقاع الأرض.
أمّا العطاء في الآخرة فيكون بالشفاعة، والحوض، ودخول الجنة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأمته، كي يبلغ أقصى درجات الرضا، وهذه الآية دلالة على عِظم منزلة النبي عند الله -تعالى-.
- (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى)[٩]
آوى: يعنيأسكَن، والآية تصف حال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما كان يتيماً بلا أبٍ، فوهبه الله من يكفله، ويُحقق له الأمان والاطمئنان، وفي الآية تذكير على الإحسان لليتيم وعدم سلبه حقِّه.
- (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)[١٠]
ضالاً: يَعني غافلاً ومُحتاراً في أمر الشرائع، وتصف الآية كيفية هداية الله -تعالى- لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- لأصحِّ وأقوم العقائد؛ ليطمئن، وهذه تُعدُّ من أعظم النعم التي مَنَّ الله بها على نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
- (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى)[١١]
عائلاً: يعني فقيراً، وهذه الآية تصف نِعم الله على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن أغناه وتلطَّف به عندما تزوج خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، فرزقه البركة والعزّة.
تفسير الآيات المتعلقة بالتوصية بالأعمال الصالحة
اختُتمت سورة الضحى بالدعوة إلى الأعمال الصالحة، قال -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ* وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ* وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)،[١٢] وتوضيح هذه الآيات فيما يأتي:[٤]
- هذه الآية توصي بالعطف على اليتيم، وحفظ حقوقه، وعلى مساعدة المساكين ووصلهم، وشكر الله على نعمه الكثيرة؛ وأهمّها نعمة النبوة.
- النهر: هو الزجر والفظاظة بالقول بسبب فقر حال السائل عن الدين والعلم، وهذه الآية تصف النهي عن زجر السائل الفقير، والأمر بالاستماع إليه، وإرشاده للحقِّ مع حسن التصرف.
- النعمة: هي النبوة التي اصطفى الله بها نبيه، فحدِّث: أي اشكر الله واحمده على تلك النعمة، وتصف الآية هنا أمر الله للنبي -صلى الله عليه وسلم- بشكره وحمده على نعمة اصطفائه للنبوة.
المراجع
- ↑سورة سورة الضحى ، آية:1-2
- ^أبوهبة الزحيلي، كتاب التفسير الوسيط الزحيلي، صفحة 2891،2892. بتصرّف.
- ↑سورة الضحى، آية:2
- ^أبوهبة الزحيلي، كتاب التفسير المنير الزحيلي، صفحة 280-282. بتصرّف.
- ↑سورة سورة الضحى، آية:3
- ↑أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى، تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، لبنان: دار إحياء التراث العربي، صفحة 169، جزء 9. بتصرّف.
- ↑سورة الضحى، آية:4
- ↑سورة الضحى، آية:5
- ↑سورة الضحى، آية:6
- ↑سورة الضحى، آية:7
- ↑سورة الضحى، آية:8
- ↑سورة سورة الضحى، آية:9-11