تفسير سورة المطففين

‘);
}

التحذير من التطفيف في الميزان

قال الله -تعالى-: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* أَلَا يَظُنُّ أُولَـئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).[١]

التفسير: لمّا قَدِم الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أهل المدينة وجدهم يطفّفون في المكاييل والأوزان، فنزلت سورة المطففين للتحذير من هذا الفعل، ومعنى (ويل) فيه قولين، إمّا أنّه وادٍ في جهنم، وإمّا أنّه دعاءٌ على المطففين بالهلاك، وفي ذلك دلالةٌ على شدّة التحذير والوعيد لمن يطفّف في الميزان، والتطفيف: هو نقص المكاييل والأوزان والتبخيس به، ويُعَدُّ التطفيف كبيرةً من الكبائر، فقد توعّد الله -تعالى- من يُنقِص في المكيال بالعذاب الشديد يوم القيامة.[٢]

قال -تعالى-: (الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)؛[٣] أي إنّهؤلاء المطفّفين يقومون بأخذ حقوقهم ويستوفونها كاملة عندما يكيلون لأنفسهم، أمّا إن كان الكَيل لغيرهم فإنهم يُنقصون في المكيال ويطفّفون فيه ويأخذون أموال النّاس بالباطل، فهم بذلك يخونون الأمانة، وهذه الآيات تتحدّث عن سمات المطففين وأوصافهم.[٤]