‘);
}
تفسير قراءة سورة الواقعة في المنام
لا بدَّ قبل الشروع في تفسير أي رؤيا يراها النائم في منامه أن ننبه على أنَّ هذه الأحلام والرؤى هي من أمر الله -تعالى-، فإنها لا تضر ولا تنفع إلا بأمره -سبحانه-، لذا من السنة إذا رأى أحدٌ رؤيا خير أن يحمد الله -سبحانه وتعالى- ولا يحدِّث بها إلاَّ من يحب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يُحِبُّها، فإنَّها مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها). [١]
ويتبين مما سيأتي ذكره من أقوال أئمة التفسير في رؤيا قراءة سورة الواقعة في المنام أنها خير للرائي أو لمن رُئِيت فيه، فليحمد صاحبها الله، ومع ذلك تبقى هذه الدلالات ظنّية اجتهادية، وفيما يأتي ذكر أهمّ الدلالات عند أهل العلم:
قراءة سورة الواقعة في المنسوب لابن سيرين
يرى الإمام ابن سيرين -رحمه الله- أنَّ من قرأ سورة الواقعة في منامه فربما كان سبّاقاً إلى فعل الطاعات، [٢] ولعله تأوّل بذلك قول الله -سبحانه تعالى- في سورة الواقعة : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)،[٣] والله أعلم.
‘);
}
قراءة سورة الواقعة في المنام عند ابن غنّام
يرى الإمام ابن غنَّام الحنبلي -رحمه الله- أنَّ من قرأ سورة الواقعة في منامه فيُحتمل أن يكون ممن يُسابق في الخيرَات وفعل الطاعات، ولعله تأوّل بذلك قول الله -سبحانه وتعالى- في سورة الواقعة: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)،[٣] وَقيل: “إِنَّه يَأْمَن مما يخَافَ وتتسع عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَلَا يضل فِي الْآخِرَة”، والله أعلم.[٤]
قراءة سورة الواقعة في المنام عند ابن شاهين
يرى ابن شاهين الظاهري -رحمه الله- أنَّ من قَرَأَ سورة الواقعة في منامه فَإِنَّهُ قد يرجع إلى الله -سبحانه- فيتوب فِي آخر عمره عن جَمِيع المعاصي والذنوب، ونقل -رحمه الله- تفسيرات لقراءة سورة الواقعة عن عدد من العلماء، ومن ذلك ما يأتي:[٥]
- قَالَ الْكرْمَانِي: “يحصل لَهُ توفيق فِي الطاعة والْعِبَادَة بحيث يصبح مقبلاً على الطاعات مبتعداً عن الذنوب والمعاصي”.
- قيل: “من قرأها أَمِن من شَرّ يَوْم الْقِيَامَة وأهواله وما يحصل فيه من كربات”.
- قيل: “سُمْعَة وغنى”.
- قَالَ الإمام جعفر الصادق -رحمه الله-: من قرأ سورة الواقعة فقد يدل ذلك في الواقع على التوفيق والطاعات والعبادات.
تفسير رؤيا من يقرأ شيء من القرآن الكريم
قراءة شيء من القرآن من الرؤى المحمودة والتي تعبِّر عن خير لصاحبها أو لمن رُئيَت، فَإِن كانت السورة أو الآيات التي قرأها في منامه آيَات رَحْمَة فهي بشرى له، وَإِن كَانَت السورة أو الآيات التي قرأها في منامه فيها تخويف فقد تكون إشارة ليحذر الرائي ويراجع علاقته مع ربه،[٦] وَإِن لم يعرف الرائي مَا ما قرأه من الآيات فَدلالتها خير له -بإذن الله- خاصة إِن قرأها بِصَوتٍ جميل وَالناس تستمع له، والله أعلم.[٦]
المراجع
- ↑رواه الإمام البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:7045، صحيح.
- ↑ينسب لمحمد بن سيرين، تفسير الأحلام منتخب الكلام في تفسير الأحلام، صفحة 71. بتصرّف.
- ^أبسورة الواقعة، آية:10
- ↑إبراهيم بن يحيى بن غنام، أبو طاهر الحراني المقدسي النميري الفقيه الحنبلي المُعَبِّر، تعبير الرؤيا مخطوط، صفحة 151. بتصرّف.
- ↑خليل بن شاهين الظاهري، الإشارات في علم العبارات، صفحة 626. بتصرّف.
- ^أبأبو العباس، شهاب الدين، ابن نعمة النابلسي، قواعد تفسير الأحلام البدر المنير في علم التعبير، صفحة 407. بتصرّف.