تفسير يحرفون الكلم من بعد مواضعه

تفسير يحرفون الكلم من بعد مواضعه ، قال الله تعالى في سورة المائدة "يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ"، ويخلط العديد من الأشخاص ما بين هذه

mosoah

يحرفون الكلم من بعد مواضعه

تفسير يحرفون الكلم من بعد مواضعه ، قال الله تعالى في سورة المائدة “يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ”، ويخلط العديد من الأشخاص ما بين هذه الآية وقوله عز وجل في سورة النساء “يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ”، ولا يعرفون ما هو الفرق في التفسير بين القولين، وإذا كان هناك اختلاف فعلي بين الآيتين، أم أنهما يحملان نفس التفسير، ومن خلال مقال اليوم على موسوعة سنوضح لكم الفرق بمزيد من التفصيل، فتابعونا.

تفسير قوله تعالى “يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ”

  • قال المولى عز وجل في كتابه العزيز وهو أصدق القائلين، بسم الله الرحمن الرحيم “مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَٱسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱسْمَعْ وَٱنْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً”
  • وعن تفسير قوله عز وجل “يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ”، يذكر ابن عاشور أن كلمة “يُحَرِّفُونَ” علامة على البعد عن الحق، والتوجه للباطل.
  • كما قد تكون كلمة “يُحَرِّفُونَ” مشتقة من التحريف، وهي من الحرف، وبذلك يُعني بها الله تعالى أن هؤلاء القوم قاموا بتغيير كلام المولى سبحانه المنزل في التوراة.
  • كما أنهم حولوه إلى كلام آخر يتناسب مع أهواءهم وشهواتهم، وجاء هذا القول في اليهود الفاسدين.
  • ولكن يرى ابن عباس أنه من المُرجح أن يكون التحريف المقصود في هذه الآية، هو بُعد اليهود عن الحق وتفسير التوراة بما يناسب رغباتهم، وذلك لأنه من الصعب أن يقوموا بالتغيير في كلام التوراة المنزل.
  • وبذلك يكون قوله”عَن مَّوَاضِعِهِ” ذُكِر على سبيل المجاز.
  • أما إذا كان المقصود التغيير في كلام التوراة، فيكون قوله “عَن مَّوَاضِعِهِ” علامة على قيامهم بتغيير مواضع الكلمات، ونقلها وتزييفها.
  • وذكر الرازي في هذا أن قوله “يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ”، علامة على التأويلات الفاسدة التي كان يذكرها اليهود، واتباعهم للباطل وميلهم عن الحق، دون إزالة أو حذف الكلام من التوراة.
  • وقد يكون هذا القول دليل على أنهم غيروا من أحكام الله تعالى وقوله قبل استقراره في كتاب التوراة.

تفسير قوله تعالى “يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ”

  • قال عز وجل في الآية الواحدة والأربعين من سورة المائدة  “يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.
  • فقوله “مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ” علامة على شدة جرأتهم في تغيير الكلام المُنزل من الله تعالى عليهم في التوراة.
  • فعلى الرغم من توضيح المولى سبحانه لبعض الأحكام والشرائع في التوراة، إلا أن اليهود لم يأخذوا بها ولم يلتزموا بالعمل بها واعتبروها كأن لم تكن.
  • ويقول الرازي في تفسير هذا القول أنه علامة على تأويلاتهم الفاسدة لكلام الله، وعدم إتباع الحق، مع إجراء تغيير وإزالة في بعض الكلمات.
  • وعامة يٌعتبر قوله “يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ” تعبير أقوى عن جرأة اليهود الشديدة، في تغيير كلام الله عز وجل وتحريفه، وتزييفه بغبره.
Source: mosoah.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *