تفسير يواري عنهما سوءاتهما

يواري عنهما سوءاتهما تعرف على تفسير الآية الكريمة، ومعناها في اللغة، وكذلك معناها وفق تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله.

mosoah

يواري عنهما سوءاتهما

بالطبع فإننا نعرف قصة سيدنا آدم ولماذا خلقه الله تعالى؟ ثم تعجب الملائكة من خلقه وحقد إبليس عليه لما رأى من تفضيل الله له عليه وهو يظن أنه خير من آدم لكونه من نار وآدم من طين، ولذلك طرده اللهم من الجنة، فأراد إبليس إغواء آدم حتى لا يتمتع بنعم الله ويوقعه في عصيان الله، وبالفعل فقد وسوس إليه بالأكل من الشجرة الي حرمها الله تعالى على آدم ومنعه من أكلها وبذلك عصى أوامر الله هو وزوجه حواء، وانكشفت سوءاتهما، وفي هذا المقال نتبين معنى الآية الكريمة مع الموسوعة العربية الشاملة فتابعونا.

يواري عنهما سوءاتهما

يقول الله تعالى في سورة الأعراف في الآية العشرين: (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون).

المعنى اللغوي للآية

  • يقال ساءه يسوءه أي فعل به ما يكره.
  • ومنه السوء وهو كل آفة وهو أيضًا الهزيمة أو الشر أو الردى أو الفساد.
  • والسوءة هي الصفة القبيحة، وهي عورة الإنسان.
  • وهي الفاحشة وهي كل عمل يعيب.
  • والسوءتان هما القبل والدبر من كل امرأة.
  • ومعنى يواري سوءاتكم أي يستر ويداري عوراتكم.

يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان

  • أي يابني آدم لا يخدعنكم الشيطان فيبدي سوءاتكم للناس بطاعتكم إياه عند اختباره لكم، كما فعل بأبويكم فنزع عنهما ما كان ألبسهما من اللباس، ليريهما سوءاتهما بكشف عوراتهما، وإظهارها لأعينهما بعد أن كانت مستترة.
  • فالفتنة هي الاختبار والبلاء.
  • واختلف العلماء في معنى الأظفار، فقيل: لباس كل دابة يكون منها، ولباس الإنسان الظُّفر، فأدركت آدم التوبة عند ظفره.
  • أي أنه على حسب فهمي المتواضع كان مغطًى بالظفر ثم لما وقع في ما وقع فيه، نزعت عنه أظفاره، وبقي جزء من الأظفار وهي المعروفة اليوم في الإنسان، بقيت للتذكرة والزينة.
  • وقيل كان لباس آدم وحواء نورًا على فروجهما.
  • وقيل المراد من ينزع عنهما لباسهما أي يسلبهما تقوى الله.
  • وليس هناك دليل على أي من هذه التأويلات.
  • والمستفاد من ههنا هو التحذير من زوال النعمة باتباع الشيطان.

إنه يراكم وهو وقبيله من حيث لا ترونهم

  • أي إن الشيطان يراكم هو وجنسه وصنفه فقبيله أي جنسه وهو الجن.
  • وفي هذا دليل عند بعض العلماء على أن الجن لا يُرون لقوله من حيث لا ترونهم، وقيل: جائز أن يروا لأن الله تعالى إذا أراد كشف أجسامهم حتى يروا كشفها.
  • وقال البعض أن الجن كانوا يرون في وقت النبي ليكون ذلك دلالة على نبوته.
  • وقد جعل الله تعالى عادة الكون أن ابن آدم لا يرى الشيطان، ومن ذلك حديث (إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم)، وقال تعالى: (الذي يوسوس في صدور الناس)، وقال عليه السلام إن للملك لمة وللشيطان لمة-أي بالقلب-فأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، وأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق.
  • وقد جاء في رؤية الجن أيام النبي صلى الله عليه وسلم أخبار صحيحة، ومنها ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، وذكر قصةً طويلة ذكر فيها أنه أخذ الجني الذي كان يأخذ التمر، وظان النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما فعل أسيرك البارحة، وفي صحيح مسلم أنه قال: لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقًا يلعب به صبيان أهل المدينة.
  • وقد قال مالك بن دينار: إن عدوًا تراه ولا يراك لشديد الخصومة والمؤنة إلا من عصم الله.   

تفسير إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون

  • أي جعلنا الشياطين نصراء الكفار الذين لا يوحدون ولا يصدقون رسله.
  • وجعلناهم كذلك زيادةً في العقوبة وسوينا بهم في الذهاب عن الحق.

  تفسير الشعراوي

للإمام الشعراوي رحمه الله تعالى رأي في تفسير هذه الآية وملخص ما ذهب إليه فيها:

  • أنه بعد أن أكل آدم وحواء من الشجرة ظهرت لهما عورتهما أي المكان الذي يستحي الإنسان أن ينكشف منه، وذكر مهمة العورة.
  • ثم يتساءل الشيخ الشعراوي: متى أحس آدم وحواء بظهور عوراتهما أبعد الأكل أم قبله؟
  • ويجيب الشيخ عن هذا بقوله أن الحق تبارك وتعالى قد رتب ظهور العورة على الأكل من هذه الشجرة، فهما لم يعرفا عورتيهما قبل الأكل من الشجرة.
  • فلما أكلا من الشجرة وبدأت عملية الإخراج تلفتا إلى عورتيهما ليريا ما يخرج منها فانكشفت لهما.
  • وقد قال الشيخ في العلة من كون فتحتي العورة عورة دون باقي الفتحات كالأنف والفم، هو أن فتحتي القبل والدبر يخرج منهما شيء كريه يحرص الإنسان على ستره.
  • ثم يذكر الشيخ أنه  من العجيب أن الإنسان مع عقله الذي فضله الله تعالى به عن باقي المخلوقات فهو عندما يأكل ياكل باختيار ومع ذلك يتجاوز الحاجة من الطعام فيأكل من الأصناف المختلفة ما يزيد على حاجته.
  • أم الحيوان الذي يأكل بحكم غريزته، فهو لا يأكل إلا عندما يجوع ويتوقف حين يستوفي حاجته من الطعام.
  • ولذلك فإننا نجد أن رائحة الفضلات التي تخرج من الإنسان منفرةً لا فائدة منها في شيء، أما الحيوانات فلا تكاد تشم لفضلاتها رائحة، ويمكن الاستفادة منها فيجعلونها وقودًا أو سمادًا طبيعيًا.

 

كان ذلك تفسير تلك المسألة من كتاب الله العزيز وفق ما ما ورد في معاجم اللغة العربية وما أورده المفسرون المختلفون، وما أورده الشيخ الشعراوي من مسائل استنبطها من هذه القصة، نسأل الله تعالى أن يعلمنا وأن ينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه دمتم في أمان الله، وتابعونا على الموسوعة ليصلكم كل جديد في شتى العلوم المختلفة.

Source: mosoah.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *