تقديم الدعم لصديق أو زميل في العمل يعاني من التوتر

مُدَّ يَدَ العون عندما تصبح الأمور صعبةً، وادعم زملائك خلال فترة التَّوتُّر من خلال تقديم المساعدة، في هذه المقالة ستتمكّن من معرفة كيفية التعرّف على التَّوتُّر عند الآخرين واستكشاف استراتيجيةٍ من خمس خطواتٍ لتقديم الدعم بلباقةٍ دون أن تُثْقِلَ من كاهلك.

Share your love

لم تستطع “لِيرا” إلا أن تلاحظ التغيير الكبير في صديقتها “كيسي”، فقد كانت دوماً مبتهجةً ونشطةً، أمّا الآن فقد أصبحت مرتبكةً وسريعة الغضب. لقد كانت “كيسي” دوماً أوّل من يصل إلى العمل وأخر من يغادره، لكنها الآن بدأت تَحضُر للعمل بوقتٍ متأخر، وتستعجل المغادرة في نهاية اليوم أيضاً.

كانت “ليرا” قلقةً على زميلتها وأرادت المساعدة لكنّها لم تعلم ماذا يجب أن تفعل لذلك لم تقم بأيّ شيءٍ، وبدأت علاقتها بزميلتها تقلّ شيئاً فشيئاً، وبعد عدةِ أشهرٍ قامت “كيسي” بتسليم استقالتها وتركت العمل.

كانت “كيسي” تعاني من التَّوتُّر وهو أمرٌ شائعٌ في أماكن العمل الحديثة ومرتفعة الطلب، ولو أدركت “ليرا” ذلك وعلمت كيف تقوم بدعمها فربما كانت قادرةً على تقديم المساعدة والحفاظ على صداقتهما.

1. كيفية التعرف على التَّوتُّر لدى الأخرين:

التَّوتُّر هو ما يحدث عندما تتجاوز الطلبات المفروضة على شخصٍ ما الحدّ القادر على مواجهته بسهولةٍ. وعلى الرّغم من أنّ مقداراً معيّناً من الضّغط يُمَثِّلُ جزءاً من الحياة اليوميّة، ويمكن أن يساعد الأشخاص على أداء مهامهم بشكلٍ أفضل إلا أن الضغط المفرط قد يؤدي إلى زيادة التَّوتُّر.

إن كانت منظمتك تملك سياسةً بشأن الصحة العقلية، أو مديراً نشيطاً للموارد البشرية فمن المرجّح أن تتمّ مساعدتك عند ملاحظة أوّل صديقٍ أو زميلٍ في العمل حدوث تغييرٍ في سلوك من يعانون من التَّوتُّر.

فيما يلي بعض الأمثلة على السلوكيّات غير العاديّة التي قد تُشَكّل إشاراتٍ لوجود التَّوتُّر:

  • الزجر على الزملاء.
  • فقدان التركيز.
  • تأجيل اتخاذ القرارات.
  • الأرق.
  • التقلب العاطفي.
  • القلق.
  • تصرّفات غريبة.

2. لماذا يجب تقديم الدعم؟

حتى عندما تعلم أنّ شخصاً ما يعاني من التَّوتُّر قد يكون من الصعب طرح الموضوع، فقد تكون خائفاً من التسبب في إساءة، أو تفاقم المشكلة، أو جعل الشخص الأخر غاضباً أو عاطفياً للغاية.

لكن تقديم دعمك الخاص يمكن أن يكون خطوةً أولى حاسمةً لمحاربة المشكلات العقلية والبدنية الخطيرة الناتجة في أغلب الأحيان عن التَّوتُّر المفرط، مثل الإرهاق، والاكتئاب، والأرق والتعب، وحتى أمراض القلب.

يمكن للمشاكل الناجمة عن التَّوتُّر أن تتجاوز التأثير على الفرد الذي يعاني منها، حيث يمكن أن تبدأ في التأثير على أدائه في العمل، مما يجبر الأخرين على تحمّل الركود أو الأعباء الإضافية.

يمكن أن يساعد دعمك في تخفيف هذه الآثار الجانبية والحفاظ على علاقات الفريق قويةً.

شاهد بالفيديو: ارشادات لتجنّب التوتر الناجم عن العمل

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/OiOHUDI2Gdo?rel=0&hd=0″]

3. كيفية دعم زميل العمل الذي يعاني من التَّوتُّر؟

في هذا القسم سوف نكتشف خمس طرقٍ يمكنك من خلالها تقديم الدعم العملي والعاطفي لزميلك الذي يعاني من التَّوتُّر:

3. 1. تحقيق التواصل:

إن كنت تشكّ أنّ شخصاً معيّناً يعاني من التَّوتُّر فإبحث عن لحظةٍ هادئةٍ لتسأله كيف يعمل، قد يتطلّب الأمر بعض الشجاعة للاقتراب منه في البداية، خاصةً إن كان غاضباً بشكلٍ متكرر، لذا كن حذراً، وعليك التحدّث معه على انفراد وأن تكن لبقاً وحساساً. ابدأ المحادثة بسؤالٍ محايدٍ يشجّعه على الانفتاح، على سبيل المثال: “لقد لاحظت أنك تبدو مختلفاً مؤخراً، هل يمكنني المساعدة؟”، قد لا يرغب بالتحدث في الأمر، وبهذه الحالة عليك احترام خصوصيته، ورغم ذلك عليك إخباره أنّك موجودٌ بحال رغب بمحادثتك.

إذا شعرت أنه بدأ بالانفتاح يمكنك استخدام الذكاء العاطفي، واستمع إلى إجابته بدون إصدار الأحكام، فهذا سيُظْهِرُ لهُ أنّك مهتمٌّ، لأنه في بعض الأحيان مجرد معرفة أنّ شخصاً ما يستمع لك يمكن أن يساعد بقطع شوطٍ كبيرٍ نحو تخفيف عبء التَّوتُّر.

3. 2. التعرف على أصل المشكلة:

يمكن أن يحدث التَّوتُّر من خلال مجموعةٍ من الأشياء المختلفة، قد يكون مرتفعاً خلال فتراتٍ منتظمةٍ (عند إعداد التقارير الشهرية مثلاً، أو تلبية مدفوعات الرهن العقاري) أو قد يكون مستمراً (ناتج عن علاقات صعبة في العمل أو في المنزل)، أو قد يحدث التَّوتُّر لمرةٍ واحدةٍ نتيجة التعامل مع مصيبةٍ ما أو خسارةٍ شخصيّةٍ.

يعتمد الدّعم الذي تُقَدّمه لصديقك أو زميلك في العمل على ماهية المشكلة، لذا حاول الوصول إلى جذر المشكلة من خلال طرح أسئلةٍ مفتوحةٍ تشجّعه على التحدّث عن مشاعره، أو المشاكل التي سببت تلك المشاعر.

في بيئة العمل تنشأ المشاكل عادةً من أحد المصادر الثلاثة:

  • عبء العمل: عندما تكون كميّة العمل الذي يجب القيام به أكثر مما تستطيع التعامل معه.
  • الكفاءة: عندما تشعر أنّك لا تملك المهارات التي تحتاجها للقيام بوظيفتك بنجاح.
  • العلاقات: تحدث عندما تشعر بأنّ زميل العمل يتّسم بالعدوانية، وغير متعاون، أو غير ودود.

ملاحظة: التَّوتُّر لا يتطوّر دوماً من القضايا الخاصة بالعمل، فإذا كنت تعتقد أنّ مشكلة زميلك في العمل ناتجةً عن سببٍ ما في المنزل، عليك أن تكون أكثر حساسيّةً في تعاملك معه، وقد لا تجد طريقةً لمساعدته، لكن لايزال بإمكانك الاستماع له والتعاطف معه.

3. 3. الطرق العملية للمساعدة:

إن كان السبب الرئيسي لتَوَتُّر زميلك في العمل هي إحدى المصادر الثلاث السابقة فاستخدام هذه الاستراتيجيات لتقديم بعض الحلول العملية:

3. 3. 1. عبء العمل:

الأشخاص الذين يواجهون أعباءَ عملٍ صعبة غالباً ما يعانون من التَّوتُّر لأنهم غير قادرين على رؤية نهاية ما يجب القيام به أو توقّعه، وفوق ذلك فإن التَّوتُّر يتسبب لهم بالمزيد من التشويش والارتباك، وهنا تبدأ الدائرة بالحدوث.

يمكنك البدء بمساعدة زميلك في العمل، أولاً اجلس معه وقم برسم قائمةٍ للمهام، ثمّ قم بتعيين رقمٍ لكلّ مهمّةٍ بناءً على أولويتها، وبحال كان يملك مهاماً تستهلك الكثير من الوقت ويجدها منهكةً فحاول أن تقوم بتقسيمها إلى مجموعاتٍ يمكن التحكّم بها، وهذا سيجعل من الأسهل بالنسبة له تحقيق “انتصاراتٍ سريعة”.

إذا كان هناك أية مهام ذات أولوية منخفضة في القائمة فيمكنك تقديم المساعدة -إن كنت تملك القدرة- أو تفويض العمل لشخصٍ أخر في الفريق.

ملاحظة: تقع مسؤولية تعيين العمل على عاتق المدير في العمل، لذلك عليك دوماً التحقق منه قبل إعادة ترتيب أعباء العمل، وإن أمكن شجّع الشخص الذي يعاني من التَّوتُّر على القيام بذلك، وإن كان غير قادرٍ على ذلك فقم أنت بإثارة الموضوع بحكمة مع مديره.

3. 3. 2. الجدارة:

عندما يشعر شخصٌ ما بأنّه لا يملك الإمكانيّات اللازمة لإنجاز العمل فقد يكون ذلك خطيراً ومخزياً، حتى وإن كان ذلك غير حقيقيّ.

يمكنك مساعدة زميلك في العمل بتذكيره بالمهام المماثلة التي كان يقوم بتأديتها بشكلٍ جيدٍ في الماضي، أو المجالات الأخرى التي بَرَعَ فيها، أو سَاعَدَ أعضاء الفريق بإنجازها، ولكن إن كان هناك فجوةً حقيقيةً في المهارات فاقترح عليه التحدّث إلى مديره حول التدريب والتوجيه اللازم.

ملاحظة: قد يكون من الصّعب الاعتراف بالأمر، ولكن في بعض الحالات قد يستفيد الأشخاص الذين يشعرون بأنّهم أقلّ مهارةٍ وغير مستعدين للقيام بمهامهم من تغيير دَّورهم في الوظيفة. وفي بعض الحالات لا يمكنك المساعدة في هذه المشكلة بالذّات، باستثناء التشجيع بلباقة بأنّ بمقدوره التعامل مع هذا العمل مع أكبر قدرٍ من الإيجابية.

3. 3. 3. العلاقات:

العلاقات الصعبة غالباً ما تتسبب في زيادة الضغط سواءً كانت من مديرٍ متنمّر، أو عميلٍ صعب الإرضاء، أو زميلٍ ساخر، ويمكن لمعظمنا التفكير بشخصٍ قد يسبب زيادة الضغط لدينا.

استمع جيداً لما يعاني منه زميلك في العمل، وحاول تقديم منظورٍ آخر للموقف، لكن لا تحاول الانحياز إلى أيّ جهةٍ لأنّ ذلك قد يشعل الموقف، وبدلاً عن ذلك انظر فيما إن كان بالإمكان إعادة صياغة سلوك الشخص الأخر خاصةً إن كنت تعتقد أن زميلك قد أساء فهم الأمور.

ومع ذلك إن كان السلوك غير مقبول (على سبيل المثال إذا تعرّض زميلك للتخويف أو المضايقة، أو المعاملة غير العادلة) فقم بتشجيعه أن يكون حازماً، أو أن يطلب المساعدة من مديره المباشر أو من مدير الموارد البشرية.

ملاحظة: في بعض الحالات قد لا يشعر زميلك في العمل بالثقة الكافية للتحدث عن مشاكله مع مديره، أو مدير الموارد البشرية، وفي هذه الحالة يمكنك أن تعرض عليه مرافقته أو التحدّث بالنيابة عنه مع المدير، ولكن إن قمت بذلك فاحرص دائماً أن تحصل على موافقة الشخص مسبقاً، وإلا سيرى زميلك الموقف أنّه خرقٌ للثّقة ويتفاعل معه بغضب. ومع ذلك إن كانت المشكلة خطرةً للغاية، أو بدأت تؤثر على عمل الأخرين فقد لا تملك خياراً سوى نقلها للمدير.

3. 4. عرض الصداقة:

لا يمكنك دائماً حل مشاكل شخصٍ أخر، وقد تؤدي محاولة القيام بذلك إلى التسبب بالتَّوتُّر لك أيضاً، ولكن بكل الأحوال لايزال بإمكانك أن تكون داعماً ولطيفاً. قم بتقديم القهوة لزميلك على الدوام، وتأكّد من أنّه يعلم بأنّك موجودٌ دوماً للاستماع إليه.

إذا كانت المشكلة حادّة ومستمرّة شجّعه على الاتصال ببرنامج مساعدة الموظفين في منظمتك -إن كان موجوداً- فقد يحصل على المساعدة المهنيّة، أو عوضاً عن ذلك يمكنك توجيهه باتجاه شبكات الدعم الخارجية أو الجمعيات الخيرية أو خطوط اتصالات المشورة.

تلميح: يمكن أن تساعد الإجراءات البسيطة مثل الخروج في نزهة مع زميلك في توطيد الصداقة، ومن المرجح أن تسهل على صديقك مناقشة مشاكله معك بهذه الحال. يتيح لك الخروج من المكتب أو الابتعاد عن الموقف الذي يسبب التَّوتُّر فرصةً لكليكما للحصول على بعض الهواء النقي والتمرينات، مما يساعد على تخفيف التَّوتُّر أيضاً.

3. 5. لا تتورط كثيراً:

من المرجح أن يخفف دعمك من عبء التَّوتُّر الذي يشعر به زميلك، ولكن تذكر مراعاة وقتك، وطاقاتك، وإمكانياتك، وقدراتك، وحتى مستوى الصبر لديك. سيكون هناك الكثير للاستماع إليه والتفكير به، وتقديم المشورة بشأنه دون الشعور بالإرهاق. قد تجد أنّه يبدأ بجرّك نحو الأسفل في النهاية، وهذا قد يسبب مشاكل بينك وبين زميلك أيضاً إن لم تكن حريصاً. قد ترغب بتحقيق أفضل نتيجة ممكنة لزميلك في العمل، ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب صحتك.

تظهر الأبحاث أن التَّوتُّر قد يكون له “تأثيرٌ متموّج” على الأشخاص القريبين من الشخص المتوتر، يمكنك إلقاء نظرة على مقالتنا “إدارة التّوتّر، خلق الهدوء في حياتك المهنية” للحصول على نصائح حول الطرق المتبعة لمواجهة التوتر وكيفية مساعدة الأخرين في إدارة التوتر.

تحذير: يمكن أن يسبب التَّوتُّر مشاكل صحية حادةً وفي حالاتٍ معينةٍ قد يسبب الموت، وعلى الرغم من أن تقنيات إدارة التَّوتُّر لها تأثيرٌ إيجابيٌّ للحد من التَّوتُّر، إلا أنها وُجِدت للإرشاد فقط، ويجب على القراء أخذ نصيحة المتخصصين الصحيين المؤهلين لهذا الغرض بحال كان لديهم أيّ مخاوف بشأن الأمراض المرتبطة بالتَّوتُّر، أو زيادة مستويات التَّوتُّر لديهم أو الشعور بالتعاسة.

كما يجب استشارة المهنيين الصحيين قبل إحداث أي تغيير كبير في النظام الغذائي أو مستويات ممارسة الرياضة.

النقاط الرئيسية:

قد يكون من الصعب معرفة كيفية مساعدة الأصدقاء أو الزملاء الذين يعانون من التَّوتُّر، لكن القيام بذلك يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض التَّوتُّر مثل الإرهاق أو التعب أو الاكتئاب. وحتى لو لم تكن مديراً، إن رأيت صديقاً أو زميلاً يعاني من التَّوتُّر فهناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لدعمه:

  • إقامة تواصل معه.
  • التعرف على أصل المشكلة.
  • اقتراح طرق عملية للمضي قدماً.
  • عرض الصداقة.
  • لا تتورط كثيراً.

 

المصدر: مايند تولز

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!